من الذاكرة – 7

من الذاكرة – 7
ان هؤلاء يريدون منا الا نتعلم ولانتعالج بل نولد ونعيش بفعل الطبيعة ونموت دون ان نبلغ الرشد ونصل الي مستوى الوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي الذى يمكنا من مقارعة الخرطوم بحزم . ومن ناحية ثانية يدبجون مناهج في تلك المدارس البائسة الشحيحة تقود الي التجهيل اكثر مما تؤدي لكسب المعرفة. صادفت شبابا خريجين من الجامعات (الجوامع) يكتبون
لي تقارير وخطابات في مواضيع مختلفة بالعربية وعندما اقرأ المكتوب ينتابني شعور بان ابحث عن قلم احمر لكي اصحح من اخطاء املائية يكتبون الضرورة بعني الضرورى وبعضهم يكتب كلمة العنف بالألف ( الانف ) فماذا ابقيتم للشعب السوداني بهذا العبث والهرطقة ؟؟ أهكذا تعلمتم في كلية غردون باشا التي غيرتم اسمها الي جامعة الخرطوم  ؟؟ متي كان للخرطوم مدرسة ابتدائية بصورة علمية قبل وصول الانجليز ايها الحاقدون!!؟؟ ولم تكتفوا بتغيير اسمها وتبييض التاريخ فحسب بل جعلتم منها مسخا من جملة مؤسساتكم التعليمية الوهمية الهزيلة التي لاتعد وتحصي. حدثني احد الاصدقاء القدامي ان شركة اجنبية للاستثمارارادت ان تستخدم موظفين محليين ثم تقدم اكثر من الف طالب وطالبة للترشيح وجلسوا لامتحان المعاينة لم ينجح احد ماهكذا تورد الابل يا انقاذ ؟؟!! نفس توجهات عمر بن العاص عندما احرق مكتبة الاستنكدرية حينما فتح مصر وكان لها من عمر الزمن الف عام .. انتم تعتبرون التعليم  الجيد للخصم السياسي مشكلة اساسية. ورايت الجيش السوداني عندما يهاجم القرى في جبال النوبة والنيل الازرق والجنوب اثناء الحرب يخلع زنك اسقف المدارس الابتدائية ان وجدت ويحملونه علي ظهور عربات المجروس حتي يصبح ذلك زنك سقفا للخنادقو كل ذلك كان يحدث بايحاء وتعليمات مباشرة منكم وسمعنا ان افراد الجيش السوداني الذى اغلبه من بني نسلي كما اسلفت ان مكانهم  فقط هو علي الصفوف الخلفية وتنفيذ الاوامر الصادر من كبار وصغار الضباط الذين ينحدرون من الدامر وشندى ومن ودمدني وكريمة وكوستي والخرطوم وعطبرة ويقولون اقطعوا الرأس وعيشوا مع الذنب بمعني اذا وجدتم اى شخص متعلم او شبه متعلم في القرية اقتلوه فورا   ابقوا مع الاميين لتحقيق الامن ما هذا هو دأبكم ايها الانقاذيون الكرام؟؟!
اولادكم وفرتم لهم مدارس خاصة بفضل المال الذى سرقتموه من الخزينة العامة بحد السلاح ليصبحوا حكام المستقبل !! حلم لن يراى النور انشاء الله  اقول كما انتم تفضلون الانشاء عن الخبر افهمي المعني ياجارة. ومن غرائب الصدف استمعت  لهم يقولون في فاضياتهم (فضائياتهم ) ان الذين سجلوا علي قوائم الانتخابات القادمة حوالي ستة عشر مليونا ومن ضمنهم السودانيين في الخارج !! هذا هراء ان اكبر جالية سودانية في خارج الوطن الآن في الولايات المتحدة الاميركية وانا اقيم في ولاية نبراسكا حيث اثنية النوير حدها في مدينة امها تقدر باكثر من خمسة الاف نسمة حتي لقبت ببانتوى غرب ناهيك عن الاثنيات الاخرى في مدن عديدة من نوبة ودارفوريين واستوائيين وشلك ودينكا وخرطوميين يقدرون بالفيين اخرى ولم يسجل منهم الا 27 فردا فقط لاغير جاءنا مناديب السفارة من العاصمة الاميركية وطرحوا شروطا لمن يدعي السودانية و يرغب في تسجيل اسمه ليدلي بصوته في الانتخابات المرتقبة يجب ان يكون في حوزته جواز سفر اخضر سارى المفعول (مجدد) !! وانهم يعلمون سلفا باننا لم نات الي هذا البلد بغرض السياحة والاستجمام بل كل منا حضر الي اميريكا بوثيقة منظمة الصليب الاحمرالخيرية سويسرية الاصل ثم ارسلها الي جنيفة وكان هاربا من اضطهاد الجبهة الاسلامية القومية. وان جل اللاجئين هنا  لايعرفون شكل هذا الجواز المشبوه في جميع دول العالم عدا الصومال وافغانستان و قطاع غزة و ايران  وجبال تورا بورا.. الم اقل لكم ان نيفاشا لم تجب ما قبلها عند اهل الانقاذ بل هي عندهم  استراحة محارب اما يبقون في السلطة باى صورة واما ان يعودوا الي عملية تكريم ام الشهيد كما حدث في تسعينات القرن العشرين. وحينما رسموا هذه الشروط  انهم علي دراية كافية بان تسعين في المائة من السودانيين في اميركا من اللاجئين وحتي بعض الذين جاءوا عن طريق اللوترى (الهجرة ) لايضمرون للانقاذ مودة وما عليها الا ان تضع امامهم مثل هذه العراقيل لتسقط حقهم الوطني من ثم اتت بالتعريف الجامع المانع للسوداني في الولايات المتحدة ياحلاوة…

اني لم اقابل موظفي سفارة الانقاذ وقتما وصلوا الي مدينة ليكن العاصمة  حيث اقيم لكن علمت بان في معيتهم نفر من مكتب الحركة الشعبية في واشنطن وانا اتساءل كيف قبلت الحركة بهذه الشروط التي تعني اقصاء انصارها بالدرجة الاولي بقصد ابعادهم حتي لايشاركوا في الانتخابات العامة. ولو ما حصلت  الحركة علي الاغلبية في الجنوب في هذه الانتخابات هل عملية استفتاء تقرير المصير سوف تكون سهلة؟؟ وبعد الازمة الحالية ولن تكون الاخيرة وانا بدأت اكتب في هذه المقالة في الوقت الذى دعت فيه المعارضة مجتمعة لمسيرة ثلاثة ملايين من السودانيين وفجـأة سمعت ان الازمة قد حلت بضربة عصا وظهر علي شاشات الفضائيات رجل امن الجبهة الاسلامية  نافع علي نافع والقائد باقان اموم  ليعلنان كشف الغمة عن وجه الامة وكان الاخير يبدو عليه عدم الرضا بما جرىوتلمع عيناه الذكيتان بشيئ غير الذى كان منتصبا ليقوله للملأ ولكن يفعل ذلك قالبا لاقلبا وعلي مضض. وقد ذكر في الحدث كلمات استجابة لراى الاغلبية وخضوعا للتعليمات العسكرية حيث  لم يمض علي اسره واعتقاله من قبل بوليس الانقاذ بدون ادني جريرة اقل من اثنين وسبعين ساعة انها ضربة استفزازية مهينة للحركة في اعز رجالها والصلح السريع جاء وكان يعني اضرب الاضينة واعتذر له وطبطب علي كتفه معليش ياباشا تكبر تنسي !!! ويقولون في المثل ان الحرب الضروس خيرا من  السلام الملكك (المزعزع )قف وفي جعبتي بقية من الذاكرة…..

نواصل——–
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *