ملحمة الذراع الطويل

بقلم: زكريا عثمان بنقو
الملحمة مصطلح يعبر عن تنفيذ أعمال عسكرية كبري تصتبغ وتصنف بطابع البطولية والجسارة بجانب ما تحتويه من ادبيات ومواقف نادرة.
مثالاً (ملحمة نابليون) تلك الملحمة التي خلدت أعمال بونابورت العسكرية وجعلت منها أسطورة الي يومنا هذا.
علي ذَات النسق كَانت ملحمة الذراع الطويل، تِلْك العملية البطولية الخالدة في الأذهان، التي دارت أحداثها داخل العاصمة وعلي مرمي حجر من الضفة الآخري قلعة الدكتاتور في مايو 2008م.
عملية الذراع الطويل عكست بٌعداً قوياً تجلت في التخطيط وا

لتطبيق والقدرات العسكرية والأدبية العالية لجنود الحركة، وذلك بسمو حنكة وشجاعة قائدها الشهيد المشير الدكتور خليل ابراهيم ورجاله الشجعان، وتٌرجمت هذة المعاني في براعة تٌحسد عليها.
عبرت هذة القوات أكثر من 1,600 كيلو متر علي أرض شبه مفتوحة وصولاً الي أمدرمان بعد كسرها عدد من الأحزمة الأمنية لمليشيات النظام علي إمتداد الطريق حتي مبتغاها دون أي خسائر تذكر وبكل سهولة ويسر وثقة.
فلسفة تلك العملية الجريئة كانت بمثابة نقل الحرب من الهامش الي المركز لبيان الآتي:
1/ بينت قومية مشروع حركة العدل والمساواة السودانية عياناً بياناً، ومدي قدرتها لاستئصال الظٌلم والفساد المستشري في هيكلة الدولة، كما ورد في احد اعمال الحركة (الكتاب الأسود) من تحليل دقيق وتحديد للقضية وفق ادلة احصائية.
2/ كونت الأسس الحقيقية للوعي الثوري خاصة من هم حول المركز وذلك بالمساندة والهتافات الثورية والزغاريد المؤيدة للثورة والثوّارإبان الملحمة.
3/ جسدت بعداً انسانياً يحتذي به خاصة الأوامر الصادرة من قائدها بعدم استخدام بعد الأسلحة الثقيلة الموجودة في ترسانتها الحربية حفاظاً لأرواح المواطنين، مع عدم وجود اي حالات تنتهك ادبيات الحرب.
4/ أكسبت الحركة ترياقاً لتطبيق وتنفيذ أعمال عسكرية كبري اخري (وثبة الصحراء) علي سبيل المثال العملية التي انقذت مؤسس الحركة من براثن الإعتقال بطرابلس بكل ثقة وثبات رغم المخاطر والمطبات.
5/ انتصار كبير للحركة اتسم بالبطولية والشجاعة والمروءة.
في خضم تِلْك اللحظات التاريخية النادرة في سجل التاريخ السوداني علي مر العصور، كان هناك نَفَر كرام صعدت ارواحهم الطاهرة الي بارئها تحت زخات الرصاص، وعلي رأسهم الشهيد الاستاذ المحامي جمالي جلال الدين وإخلائه الأصفياء، الذين آمنوا بأدبيات الثورة إيماناً راسخاً وكرهوا الظلم والظالمين، ودافعوا عن مكتسبات مشروع الثورة حتي سقطوا شهداء بكل تجرد واقتدار.
ومنهم الشجعان من كُتب لهم أن يقعوا في الأسر حتي قضوا سنوات تحت التنكيل والتعذيب الي حد الإعدام، ولكن الإرادة والعزيمة جعلتا منهم منارات في غياهب سجون النظام و نهلوا من درر المعرفة حتي نالوا أعلي الدرجات العلمية تباعاً في حيرة جلاديهم من شأن هذة المدرسة الفريدة مدرسة العدل والمساواة ذات النهج المتكامل للحياة.
تزامن خروج هولاء الأبطال من خلوة يوسف مع الذكري التاسعة لعملية الذراع الطويل والبلاد في حاجة ماسة الي طوَّق نجاة من حالة الانهيار التام الماثل امام الشعب السوداني بكل معطياته السابقة والحالية بفعل سياسات نظام الخرطوم والاستمرار في غيه.
ولتفادي وقوع البلاد في حالة الانهيار التام لابد من تطوير هذة العملية لكي تصبح (الذراع الطويل 2) كما يسميها الأستاذ الصحفي محجوب حسين، وذلك علي أسس تستوعب كل قوي المقاومة الثورية وتحت لواء تحالف الجبهة الثورية برئاسة الدكتور جِبْرِيل ابراهيم علي مبدأ إسقاط النظام وإقامة وتأسيس دولة عادلة تسودها الحرية والديمقراطية الحقيقية.

[email protected]

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *