مصر بعد 25 يناير _ فقدان البوصلة والهرولة نحو حكومة فاقدة الشرعية بدون تأني او دراسة / بخيت شوشو
حقيقة ظللنا نتابع عن كثب السياسة المصرية تجاه السودان وقضاياه ، وظللنا نرصد كذلك مجريات الاحداث المتلاحقة من قبل النظام المصري بعد ثورة الخامس والعشرين من مايوا ، التي رفضت الظلم لنفسها ، وقدمت في سبيلها تحقيق مطالبها ، شهداء ودماء ، وكنا شهود بان هذه الثورة ثورة عظيمة وفريدة من نوعها ، ولكن ما لم نتوقعه ان تتبع نهجا غير مدروسا ، كالذي نراه ونعايشة يوميا من خلال الزيارات المتكررة للوفود المصرية الي السودان ، بدعاوي ان مصر تريد ان تتجه جنوبا .
علي مصر ان تتريث في اتخاذ قراراتها ، لانها بذلك تقف وتساند نظام دكتاتوري معزول في السودان ، لذلك عليها ان تدرس كل خطوة تخطوها لانها محسوبة عليها ، فلابد من التأني ، ويجب عليها ان تختار توقيتا مناسبا ، لا بهذه الصورة الغير مدروسة العواقب التي نشاهدها الان ، حقيقة نخشي ان تفقد مصر حياديتها ودروها الطليعي في قضايا السودان وشعبه .
مساندة مصر لحكومة البشير المجرمة او ابرام اي اتفاق معها تعتبر لاغية ، وتحسب عليها لان هذه الحكومة لا تعبر باي حال من الاحوال عن ارادة الشعب السوداني ، لذلك اي شراكة او اتفاقية تحدث بين الجانبين في هذا الوقت بمعزل عن المعارضة السودانية وبقية القوي الفاعلة ، تعتبر معاهدة فاشلة .
لم نعد نود ان نكرر ما سبق ان تناولناه بخصوص الزيارات المتكررة او الهرولة ان جاز لي التعبير ، الذي قام بها شباب 25 يناير ، و رئيس الوزراءها المصري ، وما تلاها من زيارات مماثلة شكتتنا في سياسة مصر بعد 25 يناير ، ولكننا نود ان نؤكد ان مصر بعد 25 يناير تتبع سياسة غير معلومة الجوانب ، وتتعامل بضبابية مع المعارضة السودانية وبالاخص منسوبي الحركات المسلحة ، وذلك عبر عدة طرق منها تصعيب اجراءات الدخول والخروج لهم ، بالاضافة للحد من نشاطاتهم العلنية ، ولا ازيع سرا ان قلت انني وجدت تزمرا وعدم رضي من قبل الكثير من المعارضين للنظام السوداني ، بالنهج التي تتبعها مصر بعد 25 يناير ، والكثير اعتبروها خطوات غير محسوبة العواقب ، لانها تتجاهل قوي حية لها دورها وتاثيرها في السياسة السودانية الحالية والمستقبلية .
المتتبع للاحداث يجد ان مصر بعد 25 يناير اصبحت تهرول كثيرا نحو السودان ، ، وكذلك اصبحت تخضع لضغوط النظام السوداني وابتزازاته ، من خلال تلويحه بتاييد مرشح قطر ، و رفضه ممثل مصر .
نخشي ان ترضخ القاهرة ، او تكون قد رضخت بالفعل لهذه الضغوطات اليائسة من قبل النظام المتهالك في السودان ، في مسعي لها لارضاءها ، وبذلك تكون قد فقدت الشعب السوداني وناصرت حكومة مجرمة معزولة دوليا .
بخيت شوشو