مسرحية الانقلاب علي الحكومة

مسرحية الانقلاب علي الحكومة
حسن اسحق
 اثارت حادثة المحاولة التخريبية صبيحة الخميس الماضي جدلا واسعا في الاوساط السياسية داخل السودان وخارجه ،وتسأولات من قام بهذا المخطط التخريبي الذي وصفته اجهزة امن المؤتمر الوطني ،ومشاركة جهات ذا شأن حسب مايعتقده نظام البشير الذي يعاني من صراعات داخلية منذ مذكرة الالف اخ التي رفعت الي مؤسسة الرئاسة منذ اندلاع رياح الربيع العربي قبل اكثر من عام في بلدان شمال افريقيا وكانت نتائجه ذهاب ثلاث انظمة احتكرت السلطه في بلدانها لاكثر من عقدين ومنه من لحق بالديكتاتور العراقي صدام حسين وهذا مايخيف عمر البشير الرئيس الحالي وبعض معاونيه الذين يعتقدون ان الاطاحة به ،قد تقودهم  الي محاسبات تاريخية نتيجة للكبت والقهر الذي لازم السودان منذ وأدهم الديمقراطية الوليدة في منتصف الثمانينات. تؤكد الصحف اليومية التي تصدر في الخرطوم ،ان الانقلاب كان يخطط له مدير جهاز الامن والمخابرات السابق صلاح قوش وعدد من العسكريين من ضمنهم اللواء كمال عبدالمعروف الذي يقال انه حرر منطقة هجليج الغنية بالنفط قبل اشهر التي احتلتها حكومة جوبا ،ومدنيين من ضمن المتهمين والمشاركين في المحاولة التخريبية كما يحاول ان يوضح اعلام المؤتمر الوطني المدار من جهاز الامن منذ فترات ،ان المحاولة الانقلابية التي كان من المقرر ان تنفذ يوم الخميس المنصرم ،يعتقد انها خطوة استباقية ومحاولة لذر الرماد علي العين ،ومسرحية سيئة الاخراج لتغطية فشل الحكومة العسكري في منطقة جبال النوبة بولاية جنوب كردفان التي تسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال علي 60% من اراضي المنطقة المندلع فيها الصراع من منتصف العام الماضي والي الان ،مدينة كادوقلي تتعرض للقصف المتكرر ،ما حدي بالمجرم احمد هارون بالخروج منها والتهديد بجعل الصيف ساخنا علي الحركة وكل من يتعاون معها واستبدل استراتيجية اكسح امسح ما تجيبو حي ،باكسح امسح جيبو حي ،وانقلبت الخطوة جحيما علي نساء كادوقلي وابناء الدلنج خلال اسبوع من تصريحه الداعي الي العنف المتكرر والمتواصل واعتقل العشرات من ابناء المدينتين ، وحتي تحليلات الموالين للنظام ليست اكيدة وصادقة ،يصرح ربيع عبدالعاطي القيادي بالوطني ان اعتقال صلا ح قوش ليس لكونه العقل المدبر لهذه المحاولة ،اما وزير الا علام الحكومي ان المخطط لمسرحية مدير جهاز الامن السابق صلاح قوش حسب ما نقلته صحف الخميس الماضي ،ان المؤتمر فقد البوصلة السياسية لادارة البلاد
وبدأ في تأليف سيناريوهات ليمهد لاعتقال من يشعر ،انهم سيقودون انتفاضة سلمية للاطاحة به من الداخل،وتصفية حسابات مع عناصر ادركت ان المجموعة المسيطرة ليس لديها رغبة في التغيير ،والمؤتمر الوطني الذي تأسس منذ المفاصلة الشهيرة بينه وبين المؤتمر الشعبي قبل اكثر من 12 عاما ،كل مرة يخرج للرأي العام ان هناك مجموعة تخطط لانقلاب ضدهم ،وتقوم بحملة اعتقال واسعة تطال عدد كبيرمن الشعبيين وحدث ذلك للترابي اكثر من مرة والسنوسي القيادي في الشعبي سجن لعدة اشهر في العام الحالي بعد عودته من دول شرق افريقيا واطلق سراحه بعد قضاء اشهر في الاعتقال.ان تصريح الاجهزة الامنية اوضح انه كان يتابع هذه المخطط منذ البداية ويعلم العناصر المساهمة فيه،مايجب ان تتضح معالمه الواضحة للجميع ان كان هذا الجهاز وعناصره عندما شنت تل ابيب هجمات بطيرانها علي الا راضي السودانية في بورتسودان واخر هجوم لها بالطيران العسكري علي مصنع اليرموك لصناعة الاسلحة الخفيفة ،واين كان جهازالامن والمخابرات الوطني عندما تحدث هذه الهجمات في الاراضي السودانية دون ان يحاسب اي فرد او مسؤول اخفق في القيام بواجبه تجاه البلاد.مايشعر الجميع بالاستغراب ان الامن لديه الكفاءة في العمل الداخلي ويفشل عندما يتعلق بالعمل الخارجي والشواهد علي ذلك يعلمها الكل .ما ينبغي الا شارة اليه في اللحظات الحاضرة ان حكومة الخرطوم تريد ان تسد كل المنافذ التي تقود الي انتقادها ،واذا اعتقلت المعارضين لها سيدخلها ذلك في دائرة ضيقة مع جيرانها ،وهي قبل اسابيع عقدت مؤتمر الحركة الاسلامية في الخرطوم وحضره عدد من قيادات الاسلام السياسي التي استولت علي كراسي السلطة في بلدانها عقب ثورة الربيع العربي ،وتحدثوا عن الديمقراطية والحرية وكانت قيادات السودان السياسية الملتفحة بالثوب الديني اكدت في مؤتمرها ،انها مؤمنة بالديمقراطية واحترام الاراء المخالفة ،وفي ذات تشعر بالخوف والفزع من المعارضة الشبابية والسياسية ،واذا قامت بالاعتقال سيعكس صورتها ويشوهها في الاصل هي مشوهة ،ولذا رأي النظام ان افضل خطة ومسرحية ستجد قبول لا بأس به ،لجأت لفكرة الانقلاب والجهات الخارجية التي تدعمه ولا تريد الاستقرار له ،في الاصل ليس مستقرا منذ ان سرقوا السلطة والي اللحظة يسرقونها ،ويديرون الدولة عبر اشعال الحروب في مناطق الهامش ،لتثبيت وجودهم الي ان يأتي السيد المسيح حسب ما اكد احد القيادات المتعصبة في لقاءاته الجماهيرية المدفوعة القيمة.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *