قالت القيادية في حزب الأمة السوداني المعارض مريم الصادق المهدي ان لا حديث عن المصالحة مع النظام السوداني الذي اتهمته بأنه «يضرب القيم السودانية في معناها»، في اشارة الى حادث ضربها بالعصي يوم الجمعة الماضي، أثناء توجهها مع كوادر وأنصار «حزب الأمة» لأداء صلاة الجمعة في المسجد، ما أدى الى إصابتها بكسور وجروح.
وروت المهدي في حديث لـ «الحياة» تفاصيل حادثة ضربها بالعصي على رأسها بواسطة بعض رجال الشرطة، معربة عن دهشتها واستغرابها لما جرى، وذكرت أنها سعت قبل ضربها بالعصي للحؤول دون وقوع عنف أو صدام بين الشرطة وأعضاء في حزب الأمة كانوا في طريقهم الى صلاة الجمعة فيما أغلقت الشرطة الشارع المؤدي الى مسجدين.
وأوضحت كيف حصلت الحادثة قائلة ان «الأمانة العامة لحزب الأمة دعت قيادات الحزب في ولايات السودان (الأقاليم) لاجتماع في دار الحزب (في أم درمان، احدى مدن العاصمة السودانية المثلثة التي تضم الخرطوم والخرطوم بحري) للبحث في خطاب كان وجهه (قبل أيام) رئيس الحزب الصادق المهدي الذي تكلم فيه على خريطة طريق واضحة (حول الوضع السوداني) وخيارات في شأن عقد مؤتمر عام للحزب». وأضافت ان بعد الاجتماع الذي شاركت فيه قيادات الحزب خرجوا لأداء صلاة الجمعة، وقرر بعضهم التوجه لأداء الصلاة في «جامع القبة» لأن الصادق المهدي كان سيصلّي هناك فيما رغب آخرون في أداء صلاة الجمعة في المسجد الأساسي في حي ودنوباوي في مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي (في أم درمان)». وزادت: «وشاهدت حاجزاً أقامته الشرطة لإغلاق الشارع (الرئيسي المطل على دار الحزب) للحؤول دون وصول الناس للصلاة». وتابعت: «توجهت الى الضابط المسؤول (عن القوة العسكرية التي اغلقت الشارع) وهو برتبة رائد وقلت له اننا ذاهبون الى أداء صلاة الجمعة فردّ بصورة عنيفة قائلاً: صلّوا جوه (أي داخل دار حزب الأمة)». وأوضحت المهدي للضابط: «اننا في كل مرة نمشي في مواكب (مجموعات) لأداء الصلاة». وتابعت: «وأثناء كلامي مع الضابط كان بعض رجال الشرطة يضربون على دروعهم بهدف التهديد، لكن لم يرفعوا العصي التي يحملونها، إلا ان أحد الجنود دفعني (بيده) بقوة» ما أثار غضب أعضاء حزب الأمة، «فحاولت مخاطبة الضابط المسؤول، لكن قبل ان أكمل كلامي معه انهالت على رأسي مباشرة نحو 6 الى 7 ضربات متتالية بالعصي. وعندها حاولت التقدم نحو الضابط لأسأله عما جرى، لأتأكد هل ما حدث تم بأمر منه. فالجنود ما كان في مقدورهم أن يضربونني على رأسي من دون أمر مباشر».
وتابعت: «كنت أحاول التقدم الى الأمام، وكان أعضاء في حزب الأمة يحاولون ارجاعي الى الخلف، ووقتها ضربني أحدهم بشدة على اليدين عندما رفعتهما لأحمي رأسي من ضربات العصي». وزادت: «وعندما كنا نمشي على الطريق جاء أحدهم ودفعنا بقوة حتى سقطنا فوق بعضنا، وكنا خمسة أو ستة أشخاص، ثم أطلقوا الغاز المسيل للدموع، لكن وعلى رغم ذلك كنت أقاوم وأحاول التقدم الى الأمام، لأنني لم أصدق ما حدث».
وأضافت المهدي: «وحتى الآن لم افهم لماذا حدث ذلك على رغم أنه لم يحدث أي نوع من الاساءة الى الشرطة».
ووصفت المهدي كيف استمر عناصر الشرطة بضربها وهي تسير قائلة: «رأيت ثلاثة من الشرطة يضربونني بشدة على الرأس، وأنا أغمض عيني وأسير الى الأمام. وكانوا يركزون الضرب على الرأس فقط، ثم الكتف، كما ضربوا محمد أحمد غزالي، وعمره 74 سنة، على رأسه».
وأضافت: «قيل لي بعد الحادث (من أعضاء في الحزب وغيرهم) ان الشرطة استهدفت رأسي في اطار عملية استهداف. والمؤكد ان الضابط يعرفني».
وأوضحت ان الضرب أسفر عن «كسر كامل في يدي اليسرى وكسر وجروح في الرأس». ونفت رواية الشرطة التي زعمت انها تعرضت لرشق بالحجارة، وأضافت: «من المستحيل أن تكون الشرطة تعرضت للرمي بالحجارة قبل ضربنا، لأنهم لو رموا الشرطة بالحجارة لكنا سنتعرض للحجارة من دون شك». وعبرت عن اعتقادها بأنه لو صحت رواية رشق الشرطة بالحجارة «فذلك حدث بعدما ضربونا بالعصي».
وتابعت المهدي انها لم تقرر بعد رفع دعوى قضائية «ولا أدري هل نسير على طريق مقاضاتهم مع انعدام القانون (الذي يؤدي الى ذلك) أم نلجأ الى التصعيد السياسي أو نتعامل مع المسألة في اطار حقوق الانسان».
ولفتت الى ان «المشكلة الآن (في السودان) ليست سياسية فقط أو مسألة صراع على السلطة أو أن ينقسم السودان (الى دولتين بعد الاستفتاء المقبل في الجنوب). إنهم (النظام الحاكم) يعملون لضرب القيم السودانية. هذه هي المشكلة الحقيقية، يعملون على تكسير السودان في معناه، ولذلك من الصعب جداً أن يكون هناك أي حديث للتصالح معهم، فهذا صعب».
الإثنين, 27 ديسيمبر 2010
الخرطوم – «الحياة»