مجلس الأمن يطلب من البلدين سحب قواتهما من «أبيي» المتنازعة…وزيرا الدفاع والأمن بجنوب السودان يصلان الخرطوم في زيارة مفاجئة



 

الخرطوم: أحمد يونس – نيروبي: مصطفى سري
وصل العاصمة السودانية الخرطوم وزيرا الدفاع والأمن بجنوب السودان في زيارة مفاجئة تستغرق يومين، يسلمان خلالها الرئيس عمر البشير رسالة من نظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت تتعلق بتطور الأوضاع وبحث تنفيذ اتفاقيات التعاون المشتركة الموقعة بين البلدين، وفي الوقت ذاته طالب أعضاء مجلس الأمن الدولي من السودان وجنوب السودان بسحب قواتهما من منطقة أبيي المتنازع عليها، وجعلها منطقة خالية من السلاح، والإسراع بتكوين الإدارة المدنية الخاصة بها، واستئناف التفاوض بينهما من دون تأجيل.

وقال وزير دفاع جنوب السودان الفريق كوال منيانق جوك، في مؤتمر صحافي بمطار الخرطوم أمس بينما يقف إلى جواره وزير الأمن أوبوتي مامور، إنه يحمل رسالة من كير إلى البشير، لكنه لم يشأ الكشف عن تفاصيلها. وأضاف منيانق أن الزيارة تتضمن إجراء مباحثات مع وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، تتعلق بالتواصل بين البلدين، ولدفع العلاقات بينهما إلى الأمام. مشيرا إلى أن علاقات البلدين لم تتأثر بالانفصال، وأن الجهود التي يبذلها الطرفان تستهدف تعزيز العلاقات بين الدولتين يما يحقق مصالح شعبيهما.

وقال منيانق لـ«الشرق الأوسط» إن زيارته إلى الخرطوم هي الأولى منذ تعيينه في منصبه في يوليو (تموز) الماضي، موضحا أن بلاده تسعى لتحسين الأوضاع الأمنية مع كل الدول التي تجاورها. وأكد منياق أن «قضية الحدود بين السودان وجنوب السودان تشكل محورا مهما وتتطلب حلولا مرضية وبناء الثقة بين البلدين، إلى جانب العناصر السالبة على الحدود.. والمتمردون التابعون للدكتور رياك مشار يتوقعون الحصول على دعم من بعض دول الجوار، ونحن نريد أن ننقل للحكومة السودانية ألا يقدموا مساعدات إلى مشار، ونريد أن نلفت انتباه الخرطوم إلى ذلك»، لكنه في الوقت ذاته استبعد أن تقف الخرطوم إلى جانب مشار.

واستقبل وزير الدولة بالدفاع السوداني يحيى محمد خير الوزير الزائر، وأكد في التصريحات المشتركة بينهما أن الزيارة تستهدف تجسير التواصل بين الشعبين، وضمن العمل الهادف لتطوير العلاقة بين البلدين، مشددا في الوقت ذاته على دعم حكومته لدولة جنوب السودان والمساعدة على استقرار الأوضاع الأمنية فيها.

وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي، طلبوا ليلة الاثنين من جنوب السودان سحب قواته من منطقة «أبيي» المتنازعة بين الدولتين، ودعوا السودان إلى سحب شرطة حماية المنشآت النفطية من حقل «دفرا» النفطي الواقع شمالي أبيي. ودعا أعضاء المجلس الدولتين لتنفيذ النقاط العالقة من اتفاقية الترتيبات الأمنية والإدارية الموقعة بينهما بشأن المنطقة، وإعادة انتشار قوات البلدين خارجها، والحفاظ عليها خالية من السلاح، وإلى نزح سلاح الميليشيات.

وأبدى المجلس قلقه من تردي الوضع الأمني والإنساني هناك، وأدان الاشتباكات التي شهدتها المنطقة وأدت لسقوط مدنيين وتشريط آخرين.

كما طلبوا من العاصمتين الخرطوم وجوبا، تسريع تشكيل إدارة منطقة أبيي ومجلسها المحلي، وتكوين الشرطة الخاصة لحفظ الأمن فيها.

ونوه الأعضاء إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2046 يطالب البلدين باستئناف المفاوضات تحت رعاية الآلية رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي برئاسة ثامبو مبيكي، من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة، بما في ذلك الوضع النهائي لأبيي، وجددوا طلب المجلس في القرار 2126 باستئناف فوري لأعمال «لجنة الرقابة المشتركة لأبيي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *