مؤتمر الجبهة العريضه : ……… خوفى منّك

                         بسم الله الرحمن الرحيم

 

         مؤتمر الجبهة العريضه : ……… خوفى منّك … !

 ( الكفن ما فيهو جيوب ) … محمد فتحى , صاحب جائزة الحكم الراشد

 من مواطن سودانى .. حُشرت نفسه ما بين وطنه ,, وروحه , فاُعتصرت إعتصارا , وسلب صوت حشرجات ذلك الإعتصار النوم من عينيه , وجعله يشرق بإحتباس , فلا هو حىٌ يُرزق الحياة , ولا ميتٌ يُحاسب عليها …

خوفى منّك :  لو أعلنت حكومة ظل , قوميه , بها احد عشر وزيرا , يضعون نصب أعينهم حيارى الحياة , وسكارى العيش فى السودان, يقفون بين المواطن وذل الانقاذ ….. يقفون بين المواطن وسجن المؤتمر الوطنى الكبير, بداً من (لُقيمته ).. ومرورا ب (حقنته ) , وحتى ابتسامة الرضا وهو على فراش الفِراق …

خوفى منّك : ان تجعل فى حكومتك تلك وزيرا للمالية , يحسب كل ما لديه من موارد , مؤمنا انها ملكٌ خالصٌ للشعب , حرا وحكرا وبوضع اليد , للشعب , فيدفع منها للتعليم حتى عتبة جامعاته الحكوميه , ويدفع منها لشفاءه حتى مستشفياته مرورا بعتبة التامين الصحى ..

يدفع منها لمزارع البصل فى الجزيرة اسلانج , حتى لا نطأطىء رؤوسنا خجلا ونحن نشترى البصل …( الصينى ) ..! , ولمزارع القمح فى الشمالية , حتى لا يتكرر هتاف الناس لعيش (ريغان ) ..! و ولمزارع الذره فى القضارف , ليعيد ( الكسره ) ببركتها وبركة القدح عديد الايادى الى المائده , بعد ان إستعصمت بالبعد عنا , ولن تعيدها…. الاوامر..! ولمزارع البرسيم واب سبعين فى الشماليه , ليشرب اطفالنا لبنا معطونا بذرات ارضهم , ليجعل من ارواحهم وثّابةً بسودانيتها , لا متضعضعة بمسخها المشوه التى هى عليه الان .. وليدفع لمزارع المنقة فى كسلا .. لنجد شيئا نفاخر به العالم غير .. ( اللجوء) ..! وليدفع منها لمزارع الفول السودانى فى دارفور .. ليسيل منها زيتا يكفينا , عوضا عن إسالة دمائهم وعروضهم بينهم بإثم الخطيئة ورسم الفواجع …

وليدفع منها لمصانع الجبنه فى الدويم , والنسيج فى الحصاحيصا , وتعليب الفواكه فى كادوقلى , والطحنيه والبسكويت فى الخرطوم , لتجد جيوش العطالى عملا , بدلا من تسكعهم على زوايا المخدرات ونواصى الشر .. وبدلا من ان يدفع لمصانع سيارات لا تحمل الناس الاّ الى السجون .. او اللحود ..!

وليمنع استيراد التفاح والكمثرى , والشوكلاته البيضاء والشطة , والاستاكوزا والجمبرى , فهى إمّا جلبت تكاثرا يخجل منه اهله , فيلقونه الى الكلاب , وإمّا جلبت تناسلا لا نتباهى بهم بين الامم , ولا يحزنون …

وان يقوم بدعم السلع التى يقتات عليها الناس , خبزا وسكرا , دقيقا وزيتا , عدسا وثوما وبصلا , لبنا وماءا قراح .. فما فائدة ثروة تصرف على ..(المبانى ) لا على ( المعانى ) ..؟ , وما فائدة ثروة تصرف على (حماس ) .. لا على ( الحِراث) ..؟ , وكيف يصنع الجائعون تاريخا ؟ ومتى حفظوا دينا ؟ او شيدوا حضارة ..؟

خوفى منّك : ان تجعل فى حكومتك تلك وزيرا للثقافة والفنون , يجعل الناس يغنون وينحتون ويرسمون ويكتبون .. من دون ان يظلل ذلك خوفهم من علماء السوء , الذين امتلات بطونهم بالسُحت , وعقولهم بالظلام , وانفسهم بالشُح , من ذوى الإيمان ..( النقلى ) .. لا الإيمان ..( العقلى ) ….

نعم … يجعلم يفعلون كل ذلك .. لنعلم ما تكنه انفسهم , فنتدافع حولهم , او ندفعهم .. حتى لا يقتل الابن ابيه , ولا  الاخ اخيه , ولا تشنق الحرة نفسها بدافع (القنع) من الحياة الكريمة .. وما الحياة الاّ ذلك التدافع بحثا عن الحق والحقيقة …

خوفى منّك : ان تجعل فيها وزيرا للداخلية , يلغى النظام العام ولا ياخذ الناس بالشبهات , ويُخلى بين الناس وحياتهم , ويبدا حملة لإخلاء السجون , فلن تتقدم اُمةٌ ربع نسائها , وثلث شيوخا , ونصف شبابها , يقضون يومهم ما بين ..

( الجرايه ) 1.. ومواعيد الزياره ….

خوفى منّك : ان تجعل فيها وزيرا للعدل , يُكثر النيابات , ويقلل الاجراءات , ليقل زمن التقاضى , حتى لا يتحول غبن (المظلوم ) شحا فى النفس وعاهة , فيتداعى ذلك على اسرته وعشيرته الاقربين , فتصير العاهة .. عاهات . وحتى لا يطول ظُلم ..( الظالم ) .. فيعيد كرة ظلمه مراتٍ ومرات …

وزيرا يحمى ..( العدل ) .. بدلا عن ان يحمى ..( الظلمات ) .. يحمى العدل من السلطة , ويحميه من الطفيلين , الذين استمرأوا نهب ثروات الشعوب ,  بدلا عن ان يدفع بالناس , بغير ذلك , الى احضان الشيطان …

خوفى منّك : ان تجعل فيها وزيرا للتعليم , يعيد صياغة المناهج ليصنع جيلا يعرف كيف يفكر , لا كيف ينسخ …. و(يشف ) ..! ليعلم كيف يتحاور عندما يختلف , لا كيف يتقاتل عندما يختلف , وليعلم الايمان بالعقل لا بالنقل , وان الدين عبادة شخصية تُنقى النفس من شوائبها قبل ان يكون عقيدة تنير طريق الحياة الشائك , , ليجعله يتحكم بعقله فى عاطفته .. فلا ينجذب الى مثل (ساحات الفداء ) .. ولا يتصفح ..( الانتباهة ) .. ثم يعود كمن ولدته امه الى المطالبه بالوحدة …!!!

ليعلمه كيف يحترم القانون .. ومن دون .. كاميرات … بدلا عن ان يحتال عليه ثم يعود الى سريره هانئا بما ..( أنْجز ) …

ليعلمه كيف يكون مستقلا بالراى , بدلا عن روح القطيع التى تلبست الناس بامرٍ من مناهج المشروع الحضارى ..!

نعم يعيد صياغة المناهج .. ليعيد صياغة الانسان ..

لنصنع ..( أُمّة ) .. لا .. ( أمه)..!

خوفى منّك : ان تجعل فيها وزيرا للرياضة يجعلها سلما لسلامة العقل والجسد , سباحةً ورمايه, ملاكمةً وجرى , طائرةً وسلةً وقدم , رمياً وقفزاً , بناتاً وبنين .. فمن قال ان البنت تملك عقلا لا يفسد , وجسدا لا يبلى ؟

وان يترك كل ذلك للناس , فقط ينظم ويرى دورة القانون , قانون يجبر كل مدرسة وجامعة وحى ان يكون بها ناديا لكل ذلك , بدلا عن نوادى (الورق ) .. و(المُكيفات ) ..!!

خوفى منّك : ان تجعل من سياسة حكومتك تلك , الموافقة فورا على الاستفتاء فى ميقاته , والموافقه المبكره غير المشروطه على الانفصال , فلا نحن ولا الجنوبيين طورنا من قدرتنا على احتمال الآخر .. ولا عززنا رغبتنا فى العيش المشترك , بتحويل هذه الرغابة الى واقع اجتماعى .. لا فضل فيه لاحدٍ على الآخر , إلاّ بما كسبت يداه , لا بما ورث من اللون ..

فالحركة والمؤتمر عبّأ كل منهم ما يليه من الناس باتجاه دولتين وشعبين , حدث ذلك خلال عشرين سنة , وهيأوا لتلك التعبئه السالبه منصات ذات ارجلٍ مغروسه فى أموالهم السوداء , ورغائبهم الشخصية غير السويه , وتبعهم فى ذلك جمهورٌ (فقيرٌ ) من الرأى السديد , والحكمة الثاقبه .. إلا من رحم ربك

فالوحدة وهمٌ لن يتحقق ابدا , وهمٌ ذو ساقٍ اصطناعيه مزيفه إسمها ..( نحن شعب واحد) .. ويمكنك ان تشاهد ذلك الزيف – كالبدر ساعة تمامه – فى تحوُّل جزء مقدر من الرأى العام الشمالى باتجاه  الوحده .. بعد ان ارتفع سعر الدولار ..!!!! ويمكنك ايضا ان تشاهده فى فى تحّول كل الراى العام الجنوبى لاستخدام كلمة .. (إستقلال ) .. عوضا عن كلمة ..( انفصال ) .. !!! فهل هذه وتلك إلاّ الوهم ؟

وان تجعل من سياسة حكومتك ان يكون الجنوبى فى الشمال مواطنا من دولةٍ اخرى , ولكنه يتمتع بمزايا ( الشعب الشقيق ) , فانهم يدخلون فى باب ( أولى لك فأولى ) , وان يكون الشمالى فى الجنوب كذلك ..

وان تجعل من سياسة حكومتك ان كل بترول الجنوب للجنوب , مخصوما منه ثمن الإرسال … فلا تقوم الحروب الاّ لسبب ( الأطماح ) .. التى لا ترتكز إلاّ على (الأطماع ) …

وان يربط إعفاء الديون بتحول ديموقراطى حقيقى عبر انتخابات جديدة , صحيح ان لا دخل للشعب بتلك الديون , لا يعلم فيما صُرفت , او فى أىّ مُنتهىً استقرت …, لكن أعفاءها بدون ذلك الثمن , سيحول مدافع الانقاذ الى ما تبقى من صدور الشعب ولم تُصِبهُ بنادقها ….

وان تجعل سياسة حكومتك ان يجلس ممثلى المسيرية ..( الحقيقيين ) .. الى ممثلى الدينكا .. وحدهم .. وفى ابيى نفسها , وان توضع الى جانبهم ملفات قرارات المحكمة الاخيره ومقترحات الاخرين .. ونفتتح الاجتماع بسؤالٍ واحد : ماذا تريدون لتبقوا احياءا كرماء .. بدلا عن موتى لا يجدون من يدفنهم ..؟

ثم يُتركُون .. وننتظرهم .. فيستفقون.. نعم سيتفقون .. ولا دخل لنا بما يقررون , ذلك شأنهم وتلك حياتهم ..

لنفعل ذلك بدلا عن مغامرات الذين افسد الظلم – الواقع عليهم قديما – انفسهم من الحركة .. وبدلا عن مناورات الذين افسد الظلم – الواقع منهم ومستمر – انفسهم من المؤتمر الوطنى …!

خوفى منّك : ان تقرر التعويضات الفرديه لضحايا دارفور , المقتول والمنهوب و المسلوب, محْرُوقى الارض , ومُسائِئ العِرض .. وان تقرر المحكمة المختلطة جنبا الى جنب محاكمهم الاهلية وما تقرره , وان نُعلى من كعب العفو , وان نجعل له ثمنا مقدرا , جنبا الى جنب العقوبة , فالعدالة ستحقق السلام , ولن ينجح سلام يقوم على دفن ( الغبائن ) .. فما اكثر (المدفونه ) من الغبائن .. والتى حطمت ( محرات ) .. العدل ..!

وان تجعل من سياسة حكومتك  ان لدارفور نصيبٌ فى ثروة ارضها , تعود اليهم منافع , او يكسون بها الكعبه .. كما يريدون …  احرارٌ بما يفعلون ..

 

وان يكون نصيبها من السلطة بقدر ما يحدده تدافع ابناؤها فى العمل العام وكسبهم , نعم , فلا معنى لتكرار تجربة لبنان التى لا حربا انهت , ولا استقرارا جلبت … فنائبٌ من دارفور يستلزم نائبا من الشرق , وآخر من اعالى الشمال , ولن يجد هؤلاء طريقا افضل لتحقيق ذلك غير .. حمل السلاح .. ليُضيفوا الى الجراح .. جراح .. ولن يعِزُ عليهم النصير ..!!!

 خوفى منّك : ألاّ تحيل بين البشير والمحكمة الجنائيه .. نعم .. لا تستعجب .. كن بين البشير والمحكمة .. المحكمة التى صارت يدا تُلوى بالتبادل .. تارةً يلويها البشير ليكسب بها الانتخابات ..(خجا ) .. او (حجا ) 2..! وتارةً يلويها الدوليون

ليكسبوا بها الانفصال .. (حقا) .. او (رُغما ) .. !

لا تجعلوه يقاتل وظهره الى الحائط .. اجعلوا له بضاعةً يشتريها , فلم يبق لشعبكم (نفس) يُظاهر به او يتظاهر , دعك من يقاتل , ولا يملك (شروى نقير ) ليشترى رصاصة , ليطلقها فى وجه الجلاد .. فلا تجعلوا الموت اقرب الى البشير من الحياة .. حتى لا يتداعى ذلك على شعبكم

نعم .. حِيلوا بينه والمحكمة , واجعلوا ذلك ثمنا لحريته , مقابلا لحرية الناس , استقالةً , او بقاءا لحين انتخابات جديده , فان ذلك من خير التدبر , وحكمة التدبير …

خوفى منّك : ان تقدم كل ذلك فى برنامجا واحدا للشعب .. كل الشعب لينال التصديق النهائي ….

خوفى منّك :  ألاّ تفكر فى وسيلة اخرى , غير الوسائل المدنيه , لتنفيذ ما توصلت اليه ….!

فإن فعلت .. ساعتئذٍ سنُغنى لك .. خوفى منّك .. وبفرح ….

وان لم تفعل … فسنُغنى لك .. خوفى منّك .. وسنكملها … تنسانى .. وتنسى الليالى .. وبغير فرح …

المواطن السودانى محمد فول

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *