مأساة سيدة سودانية باعتها شبكة نصب متخصصة لممثلة مصرية شهيرة

أحمد محمود كانم
لم يدر بخلد السيدة السودانية (م-ب ) ذات الثلاثين ربيعا أنها ستصبح يوماً ما سلعة تباع بثمن بخس دراهم معدودة علي أيدي شبكة متخصصة في تصدير وبيع البشر وتوفير الأعضاء البشرية لعملائها -حسب الطلب – .
وتعود أصل الحكاية التي تشيب الولدان في الأرحام إلي أن ثمة وكالة بوسط الخرطوم تديرها شبكة متخصصة تجار البشر تعقد صفقات بيع سيدات وآنسات سودانيات لتسفيرهن بغرض توظيفهن في مجالات مختلفة بالخارج ، حيث تقوم الوكالة بنصب أفخاخها إلي أن توقع الضحية في حبائلها لتقوم بعدها بمباشرة تكملة إجراءات سفرها وإخفاءها إلي الأبد ، وهو ما حدث مع السيدة “م” ، ف<قد خد

عتها تلك الوكالة التي تترأسها سيدة سودانية تدعي “نجلاء” مع شريكها المصري اللذان أبلغاها بأنها ستعمل في وظيفة مريحة وبأسعار مغرية ، لم تجد المسكينة بدا من أن تصدقهم وتفرغ لهم كل ما لديها من نقود دون أن تروادها أدني فكرة عن أنها بذلك أضحت مسروقة مسترقة وأمة مملوكة في القرن الواحد والعشرين .
وصلت السيدة (م) إلي القاهرة في مطلع يناير من العام الحالي برفقة سيدة سودانية أخري بيعت في ذات السوق لتقلها سيارة مظللة إلي مقر وظيفتها المزعومة بضاحية مدينة الإسكندرية حيث تسلمت عملها كخادمة في منزل لممثلة مصرية تدعي “ريم الهلالي” لتفاجأ بأنها بيعت لتصير ملك يمين لها ، إذ أبلغتها فور وصولها أنها اشترتها ب(حر مالها ) مما يخول لها مطلق الحرية في التصرف في جسدها كما تشاء حتي لو اضطرت إلي بيع شيئ من أعضائها ، وليس لها حق الإعتراض أو الرفض ، لتقوم بتعذيبها ضربا وتنكيلا وتجويعا وحرمان من النوم ،فضلا عن رميها بأبشع الألفاظ البذيئة وبإستمرار ً ،
إلي أن استعادت حريتها بعد الهروب من تلك المبني المحاطة بالحراسات الأمنية والكلاب البوليسية المستعرة ، خرجت في أنصاف الليالي خائفة تترقب بمساعدة أحد أقارب تلك الممثلة ، تاركة أغراضها بما فيها أوراقها الثبوتية بمنزل المالكة ، بعد أربعة أشهر من العبودية الوقحة ، لتجد نفسها بعدها مشردة في ظلام الليل الدامس في بلاد اشتهرت عالميا بنشاط تجارة الأعضاء البشرية وغيرها من الجرائم التي تقشعر لها الأبدان .
يذكر أن تلك الممثلة تشتهر بسعة إناء علاقاتها مع السلطات الحكومية بقدرما تكتظ سجلها بأكابر الجرائم وهي ما جعلها تفلت من العقاب والملاحقات القانونية .
عاشت السيدة (م) متسولة بشوارع وأرصفة أحياء مدينة القاهرة إلي أن قادتها قداماها إلي السفارة السودانية ب”الدقي ” وليتها ما ذهبت .
وذاك موضوع آخر سنفرد له مقالة أخري لتسبر الأغوار وتميط اللثام عن مدي تواطؤ السفارة السودانية بالقاهرة مع مثل هذه الظواهر الإجرامية بحق مواطنيها بجمهورية مصر العربية .
إلي اللقاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *