ليلة يوم شهداء الحق 23 ديسمبر

ليلة يوم شهداء الحق 23 ديسمبر
هاشم ابورنات
في مثل هذه الليلة من العام الفائت سقط حامل الحق وبطل المهمشين فعلا لا قولا وناصر لواء العدالة فقيدنا جميعا العزيز حنين ابراهيم محمد المعروف ب د.خليل ابراهيم ولكن لم تسقط معه المبادئ التي ارساها في عقول ابناء السودان البررة الذين نصروه ووقفوا معه حين بان لهم انه اعطاهم جرعة كانوا يفتقدونها من الايمان بقضيتهم ووسائل تنفيذها اذا ما اعيتهم الانقاذ بتكتيكات الدغمسة والدهمسة والتحايل للبقاء على كرسي سلطة لاتقدم ولا تؤخر لقضايا بلادها… سلطة الفاظ سوقية بدءا من لحس الكوع والى تحت الجزمة … سلطة بطشها على الضعاف وتملقها لدول المال….سلطة لم تسع يوما لحماية اراضيها وتفننت في قتل وسحل مواطنيها حتى القونية (وهم حفظة القران الكريم ) فعل بهم مالم يفعله بنو امية ولا الحجاج ولا الوليد بن عبد الملك بالصحابة.
اجتمع القوم بمدينة الضباب لتخليد هذا اليوم… كل الناس… عدا من ينتمون الى المؤتمر اللاوطني .احتشدوا وتحدثوا حديثا زلقا فاهما عن قضية السودان وازدانت القاعة بصور من استشهدوا من اجل المبادئ ومن اجل السودان …عبد الفضيل الماظ … جون قرنق …. عبد الخالق محجوب ….الفريق ابراهيم ابورنات (وليس سليمان يامن لا تعرفون) البطل الفريق الجمالي واول شهداء الحركة كورتي شهداء رمضان الثمانية والعشرون الذين استشهدوا في الثامن والعشرون منه سحلا بدم بارد قبل ان يطلق عليهم الرصاص …شهداء بورتسودان الذين قتلوا داخل غرف نومهم وهم نيام وشهداء سد كجبار والقائمة طويلة … ازدانت بها حوائط مكان الحفل حتى غدا المكان كحفل عرس لهولاء الشهداء حقا وليس كعرس شهيدهم الذي اضحى فطيسا بمرور الاحداث.
تقدم الحفل كلمة مسئول المملكة المتحدة مكتبا وقولا وفعلا الحافظ  فحمد واثنى وشكر وترحم على شهداء الحق فردا فردا وشكر الحضور وافتتح الحفل فتعاقب الخطباء فقالوا نثرا وشعرا قمة في الوطنية وكان الحضور يملاؤن القاعة تجاوبا وتصفيقا حتى احمرت اكفهم من التصفيق الحاد فذلك ابراهيم جعفر يهوم بالناس في قصيدة عصماء وتلكم سوزان كاشف تدعو للوحدة بقصيدة جوداء وذلكم الرئيس الكبير سنا بروف محمود ابكر سليمان يبسط الحقائق وهناك رئيس المجلس التشريعي الطاهر الفكي يحكي لنا ما هو خاف ومن ال بولاد يأتينا  د.يحيى بولاد ليحكي لنا كيف نحيا والامل يتدفق من فاهه كالدرر… وتنهال رسائل معبرة من جهات عدة وحتى من المقاتلين في الميدان …الصبر …القابضين على الجمر يتطلعون دوما الى الامام لاهداف لا تحيد وتحيط بهم مبادئ شامخة كالاطواد في قوتها ورسوخها وتتعاقب الاحاديث تمجد الشهداء وتفخر بالصابرين عند الفيافي والبيادر…. كان الجميع كالجسد الواحد …رابطة ابناء دارفور..وممثل حركة تحرير السودان ومندوب الحزب الشيوعي…. وممثل حزب الامة القومي…. ورئيس مكتب الحركة الشعبية كمال كمبال الذي كال …بمقياس الوحدة فأجاد .
وتقدمت المنصة القيادية المرأة الرجل والانسان والسياسية القديرة لتحكي وتجيد وتذكر كيف كان حالهم عندما كانوا بمنزل الشهيد المشير د. خليل ابراهيم محمد بالحاج يوسف وقوات النظام تحيط بمنزله وتقذف بالقنابل المسيلة للدموع وفي الشوارع فاتنات المؤتمر الوطني المتأسلمات يزغردن فرحا وكأني بلسان حال مريم يقول لهن او لم تسمعن بالرسول الكريم عندما قال اللهم لاشماتة …كانت مريم تتحدث وصوتها القوي يجلجل في القاعة وهي تبدع القول ولكن كانت هناك صورة اخرى ترتسم في ذهني صورتها وهي تقاوم هذا النظام فتقف امامهم فيكسرون يدها ولا تتوانى فهي ان كانت تقاومهم سلما فقد قاومتهم حربا من قبل وكان صدى صوت مقدمة الحفل يرن في اذني عندما قدمت لنا مريم ذاكرة يوم ان كانت تحمل سلاحها بيدها ورضيعتها بيدها الاخرى تسكن الدرادر ولاترضى باخلائها الى الخلف لان عقربا لدغتها وكأني برضيعها يقول لها السلام عليك يوم ولدتي ويوم تموتي ويوم تبعثي…
ومحجوب حسين الخطيب المفوه والذي عاش الحركة بكل وجدانه اعطانا من الكلم ما جاد ومن النصح ما سمعناه وهضمناه وتمنيناه فهو الرجل المجرب والمستشار القادر.ثم اختتم المناسبة د. الطاهر الفكي فحكى ظروف استشهاد الشهيد د. خليل وتكلم عن ايمان الرجل بالمؤسسية وهي من عوامل نجاح الحركة وتقدمها…..اما الاستاذ احمد تقد فقد كان حديثه قد اتقد وكلامه كجمر في الموقد ونصائحه تتوهج وشرحه لحال نافع ورفاقه يذكر الناس باليوم الجد.
غادرت الحفل وصوت الشاعر ابراهيم جعفر يرن في اذنيي-
سبيل الناس ال هم جادين …. جايين …جايين .
والحق ابلج والباطل لجلج
مع اطيب تحياتي
هاشم ابورنات
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *