لماذا لاتريد الحكومة السودانية مفاوضة الجبهة الثورية

بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لاتريد الحكومة السودانية مفاوضة الجبهة الثورية……
بهاء الدين بشارة شريف
المتابع لمجريات المفاوضات الجارية في اديس ابابا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال يجد ان الحكومة السودانية مصرة على التفاوض مع قطاع الشمال فقط بعيدا عن الجبهه الثورية السودانية بالرغم من تقديم قطاع الشمال لمقترح الحل الشامل لمشاكل السودان .
المؤتمر الوطني لاتريد اي حل شامل لمشاكل السودان بل تريد تجزئة مشاكل السودانيين وقضايا المهمشين ومفاوضة اي منطقة على حده كما يجري الان لمنطقتي كردفان والنيل الازرق في الوقت الذي ينزف دارفور الدماء من اثار قصف النظام للمدنيين بالبراميل المتفجرة. تريد الحكومة من مناورة السلام هذه كسب مزيد من الوقت . وكلما احست النظام بقوة الجبهه الثورية سارعت الي الدول لفتح منبر للسلام بالقطاعي لاضعفاف قوة الجبهه الثورية..
بعد فشل المؤتمر الوطني في حسم التمرد على ارض الميدان الذي اعلنه المجرم عمر البشير واعلن بان لاتفاوض مع المتمردين وقد سمع الجميع هذا الكلام ولكن فوجئنا بطلب الحكومة للتفاوض مع قطاع الشمال ويأتي كل هذا بعد هزيمة قوات ومليشيات ومرتزقة النظام في كل المعارك التي دارت بينها والجبهه الثورية واخراها معركة تروجي , وجاو وانسحاب قوات التدخل السريع (جنجويد) من خط التماس (الخط الفاصل بين العاصمه القومية ومواقع الجبهه الثورية ) وانسلاخ الضباط الاحرار من القوات المسلحة وانضمامهم للجبهة الثورية كامثال اللواء بندروانتهاء الصيف الساخن قبل حلول فصل الصيف في السودان كلها اسباب دفعت المؤتمر الوطني للبحث عن مخرج من الوضع الحرج الذي هو فيه . ولكسب مزيد من الوقت لتجنيد العبيد لحماية نظامهم الظالم لذا اعلن عن نيتهم في التفاوض مع قطاع الشمال .
يجب على قطاع الشمال الاجابه عن الاسئله التالية قبل التوقيع علي اي اتفاقية مع المؤتمر الوطني . لماذا التفاوض مع قطاع الشمال وحدهم ؟ دون الجبهه الثورية؟ لماذا مشكلة المنطقتين؟ وليس مشكلة كل السودان؟ ولماذا جنح المؤتمر الوطني للسلم في هذا الوقت بالذات؟ أيرضى قطاع الشمال ان تعم السلام كردفان ويتواصل قصف المدنيين في دارفور ؟
ما يخشاه المؤتمر الوطني من التفاوض مع الجبهه الثورية هو ان رؤيه بعض مكونات الجبهه للحل الشامل تنسف بمخططات المؤتمر الوطني في السودان والذي يسعى دائما لتهميش ابناء الهامش والارتقاء بأنسان الشمال على حساب الاخرين . كما ان رؤيه بعض مكونات الجبهه الثورية لنظام الحكم في السودان على اساس الاقاليم يجعل المؤتمر الوطني خارج نطاق السلطه والثروة.
فاذا اخذنا في الحسبان ان عدد سكان السودان حوالي 40 مليون نسمة حسب اخر احصائية نجد ان عدد سكان اقليم شمال السودان حوالي مليون ومائتين الف نسمة وهذا العدد يسيطرون على %97 من ثروة السودان و%95 من سلطة السودان اذا وضعنا في الاعتبار بان الوظيفة سلطة. اما بقيه سكان السودان وعددهم (38800000) يسيطرون على %3 من الثروة و%5 من السلطة هل يعقل هذا . اثبتت الدراسات بان الظلم العشوائي الذي يكون نتيجة لعدم التقدير يمكن معالجته بسرعه ويكون اثاره خفيف ولكن الظلم الممنهج والمدروس الذي انتهجه النظام لابناء الهامش لا يمكن حله بالتجزئة او العشوائيه يجب ان يكون مدروس ويشارك فيه جميع الهامش السوداني الذي يمثله الجبهة الثوريه السودانية وليس السلام بالتجزئه .
السلام القطاعي لايجلب سوي مزيد من الحرب والدمار للسودان والسودانيين . كما حدث في دارفور ازدادت حدة المعارك بعد توقيع اتفاقيه ابوجا وما حروبات مثبت واورشي ببعيد . الحركة الشعبية قطاع الشمال يعلم علم اليقين بان المؤتمر الوطني لانية له لحل مشاكل السودان وهويريد كسب الوقت فقط لمزيد من الاباداة الجماعية والتجويع وتشريد ماتبقى من المواطنين .
هل يعقل ان نظام يقتل الاطفال ويغتصب النساء ويحرم المرضى من الدواء حتى الاطفال من التطعيم وفي نفس الوقت يقصف بالطيران البراميل المتفجرة ثم يرجع ويعود يطالب بالسلام . وما قصف منطقة كاودا باكثر من ثمانين برميل متفجر في اليوم الواحد ببعيد.
اي سلام بالقطاعي مصيره الفشل حسب رايي الشخصي كما فشل ابوجا وووثيقة الدوحة للاستسلام . الاول والثاني وكذلك استسلام اديس ابابا (عبد الرحيم ابو ريشة) كلها فاشل لانه بالقطاعي لو كانت بالجملة لما فشلت . من الافضل لجميع مكونات الجبهه الثورية العمل مع بعض والتخطيط لاسقاط هذا النظام الذي لايحترم اي احد او ميثاق حتى مع رب العباد ناهيك عن مع العباد. بدلا من تضييع الوقت في المفاوضات الذي لا يجلب سوى الدمار.
حتى الذين كانوا مع النظام خرجوا لعلمهم بان المؤتمر الوطني لايحترم اي عهد وانضموا للثورة واصبح البلد طارد في عهد الانقاذ فاصبح السودان اكبر بلد مصدر للبشر في العالم بعدما كان في السابق اكبر بلد مصدر للضأن.
ادعوا كل الاحرار من ضباط وجنود القوات المسلحة والشرفاء من الوحدات الاخرى بالانشقاق من المؤتمر الوطني والانضمام للجبهة الثورية وعدم التمادي في الدفاع عن نظام شرد اهلهم وقتل الاطفال واغتصب النساء وهمش مؤسسة الجيش والشرطة.
اخيرا اي استسلام قطاعي لاي مكون من مكونات الجبهه الثورية مصيره الفشل . واعوذ بالله من الفسل والفشل.
[email protected]
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *