لقاء بين الرئيسين سلفا والبشير لليوم الثالث

ا ف ب – اديس ابابا (ا ف ب) – التقى الثلاثاء الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير لليوم الثالث على التوالي من دون تسجيل تقدم ملموس في المحادثات حول مجموعة من القضايا الرئيسية العالقة بين البلدين.
ورغم الضغوط الدولية على الجانبين للتوصل الى اتفاق فقد ذكرت تقارير ان المحادثات التي كان من المفترض ان لا تتجاوز يوما واحدا، تواجه عقبات حول قضايا الحدود والامن.
وعقب انتهاء المحادثات في وقت متاخر من الاثنين قال كبير مفاوضي جنوب السودان دينق الور للصحافيين ان “الاجتماع سيستانف الثلاثاء (…) وستتم مناقشة القضايا العالقة”.
ومساء الاثنين، بدا اعضاء الوفدين متشائمين بفرص التوصل الى اتفاق شامل.
لكن العضو في الوفد السوداني العبيد مروح اكد ان “تقدما تم احرازه” من دون ان يدلي بتفاصيل.
وبدأت المحادثات التي تجري بوساطة الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية قبل عدة اشهر من انفصال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011.
وبدأت القمة بين الرئيسين ليل الاحد الاثنين عقب جهود ماراثونية من وفدي البلدين لسد الثغرات حول مجموعة من القضايا التي لم تحل منذ استقلال جنوب السودان العام الماضي.
ولم تتسرب معلومات كافية عن تقدم المباحثات المغلقة الرامية الى ايجاد تسوية نهائية للقضايا التي بقيت عالقة بعد اتفاق السلام الذي وضع عام 2005 حدا لعقود من الحرب الاهلية بين المتمردين الجنوبيين وحكومة الخرطوم واسفر عن استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011.
وكان الاعلان عن هذه القمة النادرة بين رئيسي السودان وجنوب السودان بعث الامال في امكانية التوصل الى اتفاق شامل بعد ان بدا ان جولة المباحثات بين مفاوضي البلدين لم تسفر عن اي نتائج مثمرة.
وسبق ان التقى البشير وكير على انفراد في 14 تموز/يوليو الماضي على هامش قمة الاتحاد الافريقي في اول لقاء بينهما منذ المعارك الحدودية الكثيفة بين جيشيهما بين اذار/مارس وايار/مايو الماضيين.
واثر اللقاء اكد المفاوض الجنوب سوداني باقام اموم ان الرئيسين توصلا الى “اتفاقات مبدئية” على جميع قضايا الخلاف العالقة بين البلدين.
وكان من المقرر مبدئيا عقد قمة في مطلع نيسان/ابريل الماضي لحل هذه القضايا الا انها الغيت بعد اندلاع معارك حدودية.
وقد كثف المجتمع الدولي، الذي يشعر بقلق شديد من تحول الخلافات بين جوبا والخرطوم الى نزاع جديد واسع النطاق، ضغوطه على رئيسي الدولتين كي يتوصلا الى اتفاق نهائي.
وانتهت السبت المهلة التي اعطاها الاتحاد الافريقي للبلدين والتي كان تم تمديدها بعد تجاوز موعدها الاصلي المحدد في 2 آب/اغسطس الماضي.
وفي مطلع اب/اغسطس توصلت الخرطوم وجوبا الى اتفاق بشان النفط يشمل خاصة عودة نقل نفط جنوب السودان عبر خط انابيب الشمال وهو من المواضيع الشائكة بين البلدين الجارين.
وقد ورث جنوب السودان 75% من نفط السودان بعد الانفصال لكنه يعتمد في تصديره على البنية التحتية للشمال.
ولا يزال على البلدين الاتفاق على تفاصيل الاتفاق النفطي وكذلك على وضع منطقة ابيي المتنازع عليها وعلى ترسيم الحدود واقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح.
وتهدف هذه المنطقة الفاصلة الى منع تجدد المواجهات الحدودية وايضا الى قطع خطوط امدادات الحركات المتمردة الناشطة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق السودانيتين التي تتهم الخرطوم جوبا بدعمها.
وتؤكد كل من جوبا والخرطوم منذ اشهر رغبتهما في السلام الا ان العديد من الاتفاقات الموقعة بالفعل وخاصة بشان المنطقة المنزوعة السلاح لم تطبق حتى الان كما جرى انتهاك عدة مواثيق بمنع الاعتداء.
ومع ذلك فان البلدين في حاجة ماسة الى الاتفاق بعد ان ادى النزاع الى تدهور وضعهما الاقتصادي بشكل كبير وخاصة منذ ان اوقفت جوبا انتاجها النفطي في كانون الثاني/يناير احتجاجا على قيام الخرطوم باستقطاع جزء من نفطها مقابل نقله عبر اراضيها بسبب عدم وجود اتفاق على رسوم النقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *