لا لمصـانع التدمـير والهـلاك.. نعم للســـلام

لا لمصـانع التدمـير والهـلاك..
نعم للســـلام

د. ابومــحمد ابوامـــنة
[email protected]


في الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية تنقل وسائل الاعلام افتتاحات لمنشآت في الولايات الشمالية يعتبرها سيادته تنموية لكن البعض منها لا شك تدميري, كمثال المصانع الحربية, التي قيل انها للدفاع عن الوطن. لكن التاريخ علمنا ان خير وسيلة للحفاظ علي السلام هي التمسك بالسلام والابتعاد عن التسلح. سويسرا ضربت لنا المثال في ذاك, فهي ابعدت نفسها عن سباق التسلح وعن الاحلاف العسكرية والتزمت الحياد, وامنت بذلك السلام لشعبها عبر القرون. امريكا تعتبر اقوي الدول عسكريا, لكنها كل يوم شابكة في حرب لا نهاية لها في مختلف بقاع العالم ولم تستطع حسمها بقوة السلاح.
لا يكن بالسلاح تشييد السلام.

التاريخ يقول: من يصاعد في التسلح هو من يستعد لشن حرب. ضد من تنوي الانقاذ شن حربها القادمة يا تري؟ من المعروف ان السودان منذ القرن العشرين يتمتع بعلاقات سلمية مع كل دوار الجوار وترسخت هذه العلاقة بعد الاستقلال ودخل السودان الي علاقات تآخي وود مع الكثير من الدول وكان له الدور الرائد في تكوين الوحدة الافريقية.

الا انه بعد استيلاء الجبهة الاسلامية علي السلطة تغير الموقف تماما. فناصبنا الجيران وحتي الدول الكبري العداء وهددنا بدك كيناتها وبشرناها بدنوعذابها. لم تكن هذه مجرد شعارات تلاك في وسائل الاعلام, بل تبع ذلك العمل بالبيان. آوت الانقاذ الجماعات الارهابية والجهادية من دول الجوار ووفرت لها التدريب والسلاح والملاذ الآمن, ومن ارض السودان تتسلل هذه الجماعات الي دول الجوار لخلخلة الاوضاع. هربت السلطة السلاح الي داخل مصر طيلة السنين الماضية.
لم تكتف بهذا بل انها خططت ونفذت محاولات اغتيال روساء هذه الدول, كالسيد حسني مبارك والسيد اسياس افوركي. اما حملاتها المتواصلة ضد الجارة تشاد فلا تخفي علي احد. لقد فشلت الانقاذ في مؤامراتها في الاغتيالات, وفي قلب نظم الحكم, وفي اكتساح تشاد, وتشييد مصانع التسليح هذه لن تمكنها من ذلك.

هناك فئة اخري تشن الانقاذ الحرب عليها منذ توليها السلطة, وهي شعبها بذاته, وخاصة في الجنوب والشرق والغرب. لقد صاعدت الانقاذ الجهود الحربية بشكل لم يشهد السودان من قبل, انفقت المليارات من الدولارات ودفعت بالآلاف من الابرياء شباب وطلاب الي اتون الحرب ولقي الكثيرون حتفهم هناك, ولم يكن يدرون فنون الحرب من كر وفر والمسك بالسلاح فشملت المآتم كل انحاء القطر, تواصلت هذه الحرب الابادية حتي اجبرت الانقاذ علي توقيع اتفاق السلام الذي لا تتقيد به كثيرا حتي الآن. فهي التي تسلح القبائل بالجنوب باحدث الاسلحة لتتقاتل وتفتك بعضها ببعض, ودفعت بجيش الرب ليخلخل الاوضاع في الجنوب.
وكلما اشتدت النبرة لانفصال الجنوب, كلما اشدت من الناحية الاخري  نبرة التجييش واناشيد الدفاع الشعبي ومناظر تخريج افواج التجنيد الاجباري في تلفزيون السودان. الانقاذ لن تتخلي عن بترول الجنوب ولن تفرط في الجنوب بذاته. فمن اجل هذا التصعيد في التسليح؟

شنت الانقاذ حروبها المدمرة في الشرق والغرب, لا لمنازلة ابطال الحركات التحررية فقط, وانما لحرق القري بالطائرات بسكانها الامنين, وزرعت الالغام وسممت مياه الشرب

اعداء الانقاذ الذين تتسلح ضدهم هم
o    الامبرالية الدولية والصهيونية
o    دول الجوار وخاصة تشاد
o    الشعب السوداني والحركات التحررية وخاصة الحركة الشعبية.
المواجهة العسكرية بين الانقاذ والامبرالية الدولية والمقصود امريكا والصهيونية غير واردة اساسا, ولن تخاطر الانقاذ بمد اصبع لهذا او ذاك. لكنها تستغل هذا العداء المفتعل كغطاء لتصعيد التسليح والتجييش لتواجه به شعبها وخاصة الحركات التحررية وفي الجنوب بالاخص.
ان الانقاذ تركم السلاح وتشيد له المصانع لا لضرب الامبرالية والصهيونية, وانما لضرب شعبها في الجنوب والغرب والشمال والشرق.

لقد رمت سياسة الانقاذ البلد في مشاكل لا تحصي ولا تعد, سواء كانت محلية. او اقليمية, او دولية. لن يحل التصعيد العسكري وتشييد مصانع الدمار من هذه المشاكل, بل بالعكس, سيؤدي الي المزيد من الهلاك والدمار.

ان الموقف يتطلب ان تصنت السلطة لصوت الحكمة, وتتقيد بما التزمت به في اتفاقيات السلام وتوفر الحريات بما في ذلك حرية الصحافة والخطابة, وتسيير المواكب, وازالة كل القوانين المقيدة للحريات وتوقف الفتك بالانسان في دارفور وتستجيب لمطالبه المشروعة. اما فيما يخص الجنوب, الذي تدفعه سياساتها الهوجاء نحو الانفصال, فيجب عليها الامتثال لكل التزامات نيفاشا, بما في ذلك حق الاستفتاء والانفصال.
اما دول الجوار فعليها ان تحسن معها العلاقات وتوقف التدخل في شئونها الداخلية وخلخلة الاوضاع, وعليها ان تبني علاقات ود وسلام مع كل دول العالم.

ان بناء مصانع السلاح والتسليح المتصاعد والتجييش واثارة نعرة الكراهية بين القوميات المختلفة
سيلحق الخراب والدمار للشعب السوداني, هذا الشعب الذي يعاني من سياسات الانقاذ الاجرامية وويلات المجاعة بشكل لم يسبق له مثيل وخاصة وان المجاعة شملت هذه المرة اواسط البلاد وشمالها. اصرفوا هذا المجهود في مشاريع تنمية واعمار واسعاد, لا تجويع وخراب.
شعبنا يقول لا لمصانع التدمير والهلاك.
شعبنا يريد حياة كريمة يرفرف فوقها علم السلام والمحبة والسعادة والرخاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *