كيف إسترقت مصر بلاد السودان ؟

هل شارك نظام الانقاذ في تفجير كنيستي طنطا والاسكندرية كما حاول إغتيال الرئيس مبارك عام 1995 ؟
الحلقة الاولى ( 1-4 )
ثروت قاسم

1- تخريمة خارج النص ؟

بعد زيارة للخرطوم انتهت يوم الاحد 9 ابريل 2017 ، إعتمد مبيكي خارطة الطريق الافريقية رقم 3 . كانت الاولى في اديس ابابا في يوم الجمعة 5 سبتمبر 2014، وكانت الثانية في اديس ابابا يوم الاثنين 21 مارس 2016 ، والثالثة في الخرطوم يوم الاحد 9 ابريل 2017 ، وربما تكون رابعة وخامسة ، لان مبيكي يحول في عمدان القون حسب إكراميات ر

جل البر والإحسان المواطن السوداني الحاج عمر حسن احمد البشير لمؤوسسة مبيكي الخيرية ، والكاش ما معاهو نقاش كما قال حكيم دار زغاوة .

احتوت خارطة طريق مبيكي الثالثة على بند واحد :

تنفيذ توصيات وقرارات الوثيقة الوطنية ، وأهمها كتابة الدستور …

أي تفعيل مخرجات حوار الوثبة ، او حوار قاعة الصداقة ، او حوار 10 اكتوبر 2016 … إختلفت الاسماء والمأزق واحد .

للوصول لهذا الهدف سوف يتم تطعيم وتوسيع لجنة الحوار الوطني الحكومية الحالية بعناصر اضافية من تحالف قوى نداء السودان ، وتحالف قوى المستقبل للتغيير ، وغيرهما من تحالفات معارضة . سوف يتم هذا التوسيع في إطار إجتماع اديس ابابا التحضيري للأطراف المعنية : اي لجنة الحوار الوطني الحكومية + القوى المعارضة .

سوف ينظر إجتماع اديس ابابا التحضيري في إنفاذ توصيات الوثيقة الوطنية ، وحصرياً في إنفاذ هذه التوصيات .

كما سوف يسبق عقد اجتماع اديس ابابا التحضيري عقد اجتماع ( داخلي ) في اديس ابابا لتحالف قوى نداء السودان ، وتحالف قوى المستقبل للتغيير ، وغيرهما من تحالفات معارضة للإتفاق على موقف موحد ، تتم مناقشته مع لجنة مبيكي ، التي سوف تقرر بعدها الخطوات اللازمة لإنفاذ خارطة طريق مبيكي الثالثة ، التي اصبحت المرجعية الحصرية .

ينظر مبيكي ومعه الرئيس البشير فيرى الانوار كلها جميعها خضراء تسر الناظرين على طريق مبيكي الثالث ، ولكن يراها الرئيس عمر الدقير ومعه الرئيس جبريل ابراهيم حمراء فاقع لونها تسؤ الناظرين .

وبين الاخضر والاحمر لا توجد منطقة وسطى كما قال نزار قباني ذات يوم .

موضوع للمتابعة ، خصوصاً وثمار لجنة مبيكي منذ تكوينها في فبراير 2009 ، كانت جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل .

2- كيف إسترقت مصر بلاد السودان ؟

في هذه المقالة ( كيف إسترقت مصر بلاد السودان ؟ ) من 4 حلقات ، نحاول استعراض بعض المحطات المهمة في العلاقة الازلية التي ربطت وتربط دولتي وشعبي مصر والسودان منذ فجر التاريخ وحتى يوم الدين هذا .

نكتب هذه المقالة من وحي عدة احداث حديثة ، نختزل ادناه ثلاث منها ، مثالاً وليس حصراً :

اولاً :

في يوم الاربعاء 5 اكتوبر 2016 ، وفي القاهرة ، قدم الرئيس السيسي وسام نجمة سيناء للرئيس البشير ، تقديراً لمشاركته ضمن لواء تابع للجيش السوداني في حرب اكتوبر 1973 ضد اسرائيل .

خير لهذا التكريم أن ياتي متاخراً 43 سنة ، بدلاً من ان لا ياتي ابداً .

ثانياً :

في يوم الاحد 9 ابريل 2017 ، طبق نظام البشير قرار تأشيرة الدخول على المصريين من عمر 18 إلى 49 عاماً، واستثنى من ذلك النساء والفئة العمرية الأصغر من 18 سنة والاكبر من 49 سنة .

قابل نظام السيسي هذا القرار باستياء وإستهجان ، رغم أن نظام السيسي يفرض تاشيرات دخول لمصر على السودانيين منذ توقيع اتفاقيات الحريات الأربعة في 2004.

وكما قال شاعرهم :

أحرام على بلابله الدوح ***

حلال للطير من كل جنس

في نفس يوم الاحد ، إتهم نظام السيسي ، جوراً وبهتانًاً ، نظام البشير بالمشاركة في تفجير كنيستي طنطا والاسكندرية في يوم الاحد 9 ابريل ، التفجير الذي تسبب في مقتل وإصابة المئات . يحتفل الاقباط في مصر بيوم الاحد 9 ابريل من كل عام ، وهو يوم احد السعف ، اي يوم الاحد الذي دخل فيه يسوع القدس ، وإستقبله الناس بفروع السعف وفروع اشجار الزيتون ، وهو الأحد الذي يسبق عيد الفصح .

في يوم الاثنين 10 ابريل ، اتهم وزير الخارجية ، إبراهيم غندور، جهات لم يسمها بـمحاولة الزج بالسودان والتلميح إلى ضلوعه في تفجيرات كنيستي طنطا والاسكندرية ، كما اتهموه من قبل بمحاولة إغتيال الرئيس المصري مبارك .

الجو بين نظام السيسي ونظام البشير ليس جو ( فول ) ، وإنما جو عجاجي ، بسبب سد النهضة الاثيوبي ، وإستضافة نظام البشير لبعض قادة الاخوان المصريين سراً ، كما اظهرت تفجيرات شقة اركويت في الخرطوم ، وبالطبع مثلث حلايب … الكل يوم معانا وما قادرين نقول ليك ؟

ثالثاً :

في يوم الاثنين 10 ابريل 2017 ، نشر السيد الامام ( عزاء ونصح لأهلنا في مصر الشقيقة ) ، حول حادثة تفجير كنيستي طنطا والاسكندرية .

نستميح القارئ في تقديم الملاحظات التالية على عزاء السيد الامام المفتوح ، ونصيحته الغالية :

واحد :

لعل السيد الامام السياسي الوحيد ، ليس في السودان ، بل في العالم اجمع ، الذي قدم هذا العزاء وتلك النصيحة . ولا غرو فالسيد الامام حباه خالقه بخيال يرتاد الثريا ، ويدرك الناي القصيا . يفور السيد الامام بالإستثنائيات ، ويتفرد عن دون العالمين بالجديد الاصيل المثير الجزل .

يمثل السيد الامام البوصلة الهادية لكيان الانصار ولحزب الامة ، مما دعى المفكر السوداني عبدالعزيز حسين الصاوي ان يدعي ان حزب الامة هو الحزب السياسي الوحيد في السودان الذي يستحق تسميته بالحزب ، فهو الحزب الوحيد ، من بين اشياء اُخر ، الذي يعقد الندوات والسمنارات والورش المتخصصة في شتى ضروب المعرفة والسياسة والفكر .

مثالاً وليس حصراً ، في يوم الاثنين 10 ابريل 2017 ، وبمبادرة من السيد الامام ، عقد حزب الامة ورشة عمل متخصصة حول آثار الاوضاع في دولة جنوب السودان تحت عنوان ( الخيارات الاستراتيجية والآفاق المستقبلية ) . قدم السيد الامام ورقة علمية حول ( العلاقة بين دولتي السودان من الابارتايد إلى الإنفصال إلى التوأمة ) ، كانت الورقة الهادية لمناقشات وحوارات الورشة الفكرية .

بالاضداد ، تضح الصورة اكثر .

في نفس يوم الاثنين 10 ابريل ، كان نواب الحزب الاتحادي الديمقراطي المعينين في المجلس الوطني يهددون بالاستقالات الجماعية ، إذا لم يحصلوا على نصيب وافر من الحقائب الوزارية في التشكيلة الوزارية القادمة . اما السيد الميرغني رئيس الحزب فلم نسمع يوماً إنه قدم ورقة ، او تقدم بمبادرة ، او خاطب حشداً ، فهو كما قال عنه الكاتب الختمي صديق محيسي صندوق اسود ضاع في اعماق المحيطات ، تجد صعوبة في العثور عليه ، وصعوبة اكثر في إستنطاقه وفك شفراته .

ومنهم أميون يجمعون ويقارنون بين ( السيدين ) ؟

إتنين :

صار السيد الإمام ، نتيجة لمبادراته الاصلية وإستثناءاته ، ضحية لمتلازمة ( بيضة كولومبس ) ؟

كما ذكرنا في مقالة سابقة ، بعد اكتشاف كولومبوس لأمريكا ، استصغر نبلاء أسبانيا فعلته حسدا منهم ، وإدعوا أن أيا منهم يمكنه وبسهولة الوصول الى أمريكا .

في مأدبة عشاء جامعة أقامها الملك احتفاءاً بكولومبس ، ردد النبلاء مقولاتهم في تصغير وتسفيه عمل كولومبس ، ومقدرة أي منهم على صنعه .

طلب كولومبوس بيضة دجاجة ؛ وسأل كل واحد من النبلاء أن يُوقف البيضة على رأسها فوق طاولة ؟

حاول الجميع … وفشلوا جميعهم .

أخذ كولومبوس بيضة الدجاجة ؛ وعفص رأسها شيئا ً ؛ ثم أوقفها علي راسها المعفوص فوق الطاولة .

قال النبلاء : نحن أيضا ً نستطيع فعل ذلك.

أجاب كولومبوس بهدوء:

ولماذا لم تفعلوا؟

يعيش السيد الإمام متلازمة ( بيضة كولومبس ) كل يوم في حياته مع ساسة بلاد السودان . وللسيد الإمام مع نبلاء بلاد السودان ( بيضات ) و ( بيضات ) ؟

ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني ، وإن هم إلا يظلمون .

تلاتة :

ركز السيد الامام في نصيحته لاشقائه المصريين وللناس كافة ، بأن يحددوا الهدف ، حتى يتبينوا الطريق … والهدف حسب السيد الامام هو إستئصال أسباب الارهاب ، وليس التركيز على التصدي للارهابيين .

في تقديري ان السبب الاساسي في تفشي ظاهرة الارهاب مؤخراً هو ( الشعور ) بالظلم … الشعور بالظلم وليس فقط الظلم . فالعبد الذي لا ( يشعر ) بظلم سيده ، لن يثور وينتفض على ظلم سيده .

ويدعي آخرون ان من اهم حواضن الارهاب … السجون التي تفرخ الارهابيين .

اربعة :

يعرف حتى العوام ان معاملة اهلنا المصريين للانصار ، على مر العصور ، لم تكن معاملة كريمة ، وتميزت فترة بقاء السيد الامام في القاهرة من اغسطس 2014 وحتى يناير 2017 بكثير من العنت والتضييق وعدم الاحترام الواجب لزعيم وطني ، وهرم فكري تأتم الهداة به ، وسياسي دولي تسير بذكره الركبان .

السيد الامام الذي جاهد في ان يجعل من نهر النيل وعداً لاهلنا المصريين بدلاً من الوعيد الذي يتوعدون به دول حوض النيل .

السيد الامام الذي جاهد كرئيس لمنتدى الوسطية العالمي ان يصالح بين الفرقاء المصريين قبل انقلاب 3 يوليو 2013 ، فلم يجد غير عدم المبالاة والإستخفاف والصد من قادة جماعة الاخوان المسلمين ، الذين لم يعوا النصيحة بمنعرج اللوي ولم يستبينوها حتى بعد ضحى الغد .

ولكن رغم هذه وتلك من المنغصات المكدرات ، لا يحمل السيد الامام الحقد ، لا على اشقائه في مصر ولا على غيرهم من eالرحمن . فهو يردد دوماً مع المقنع الكندي ، ويُفعل ما يردده :

وإن الــذي بيـنـي وبـيـن بـنـي أبــي

وبـيـن بـنـي عـمـي لمختـلـف جـــدا

ولا أحـمـل الحـقـد القـديـم علـيـهـم

وليس كريم القوم من يحمل الحقـدا

نواصل في الحلقة الثانية …

Facebook page :

https://m.facebook.com/tharwat.gasim

Email:

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *