قمة حاسمة بين البشير وسلفاكير لحل «عقد مستعصية» بين الجانبين


الخرطوم – «الحياة»
السبت ٥ يناير ٢٠١٣
بدأت في العاصمة الإثيوبية أمس سلسلة مفاوضات مكثفة بين الوسطاء الأفارقة ورئيسي السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفاكير ميارديت بهدف تقريب شقة الخلاف بينهما وحل القضايا العالقة التي تؤخر تنفيذ اتفاق التعاون الموقع بينهما في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويُنظر إلى لقاء البشير وسلفاكير، والمتوقع أن يكون قد حصل مساء أمس على أن يتواصل اليوم السبت، بوصفه حاسماً في حل «العقد المستعصية» بين البلدين الجارين اللذين كادا أن يدخلا حرباً مفتوحة في وقت سابق من العام الماضي. لكن أوساطاً سياسية في الخرطوم تقول إن نجاح قمة أديس أبابا لن يكون بالأمر السهل نظراً إلى القضايا الشائكة العديدة المستعصية على الحل وعلى رأسها قضية أبيي والمنطقة الحدودية العازلة وتصدير النفط الجنوبي عبر أراضي الشمال والنزاع الدامي في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
ويضم وفد الرئيس السوداني الذي وصل إلى أديس أبابا أمس الوزير الفريق بكري حسن صالح ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا فضل المولى. وذكرت وكالة «فرانس برس» أن الرئيس البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير بدآ أمس في العاصمة الإثيوبية «محادثات منفصلة» تمهيداً للقمة بينهما. فقد التقى البشير ثم سلفاكير على انفراد الوسيطين رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسالين ورئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي. ولم تعلن تفاصيل جدول أعمال القمة التي ستجمع الرئيسين، لكن وكالة الأنباء السودانية الرسمية أعلنت أن البشير موجود في أديس أبابا ليومين.
ويبدي مراقبون في الخرطوم تفاؤلاً حذراً بإمكان نجاح الوساطة الافريقية في حسم القضايا الخلافية بين دولتي السودان، نظراً إلى الفشل الذي صاحب جلسات المفاوضات السابقة بينهما. لكن المراقبين يقولون إن تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلدين نتيجة توقف الجنوب عن تصدير النفط عبر أراضي السودان، قد يشكل ضغطاً على الطرفين في قمة أديس أبابا لتفعيل برتوكول التعاون الاقتصادي وتأجيل حسم القضايا الخلافية الأخرى مثل اشتراط الخرطوم فك ارتباط الجيش الجنوبي بالمتمردين الشماليين في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأيضاً مسألة الحدود، والنزاع حول منطقة أبيي الغنية بالنفط.
وأفيد في الخرطوم أن أجندة اللقاء بين البشير وسلفاكير ستناقش «فك الارتباط» بين مسلحي «الحركة الشعبية – قطاع الشمال» في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وبين «الجيش الشعبي» في دولة الجنوب. وكان سلفاكير أعلن قبيل قمة أديس أبابا موافقته على سحب قوات «الجيش الشعبي» من مناطق حدودية متنازع عليها مع السودان، في مؤشر إلى رغبة الجنوبيين في التوصل إلى تسوية مع الخرطوم. لكن الجنوب يصر على أن لا علاقة له بتمرد الشماليين في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وإن حل النزاع هناك يمكن أن يتم من خلال مفاوضات مع المتمردين.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن قمة أديس أبابا ستبحث في القضايا العالقة وتسريع تنفيذ إتفاق التعاون بين البلدين، وإن القمة تأتي بناء على دعوة وجهها رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ميريام ديسالين.
وفي إطار مرتبط، شدد مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع على رفض الخرطوم الخضوع لأجندة «التمرد» في النيل الأزرق وجنوب كردفان، مؤكداً سعيها من أجل بسط السلام والاستقرار في البلاد، وقال «إن من يطمع في فرض أجندته للوصول إلى السلام عليه أن يراجع حساباته السياسية». وأضاف نافع خلال مخاطبته مواطنين في مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان «إن عدم إعمال تلك المراجعة يعني التحول إلى حسم الأمر عسكرياً». واعتبر نافع أن العام 2013 سيكون عاماً لخلو أرض السودان من أي تمرد أو حركة مسلحة أو قطّاع طرق «حتى يلتفت الجميع للتنمية»، على حد قوله.
والخميس، اتهم الناطق باسم الجيش الجنوبي فيليب اغوير سلاح الجو السوداني بقصف منطقة راجا في شمال غربي دولة الجنوب، مضيفاً أن المنطقة الحدودية نفسها شهدت ايضا معارك بين جنود من البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *