عوضية عجبنا : مندى عجبنا اخرى تشعل الثورة

عوضية عجبنا : مندى عجبنا اخرى تشعل الثورة
عثمان نواي
عوضية قتلت نهارا وهى تحاول ان تحمى ظهر اخيها الذى كان يواجه اعزلا رصاص الملازم المجرم , عوضية قتلت وهى تحمل هم اخوها الاخر الذى كان داخل عربة الشرطة تأخذه الى مكان مجهول , عوضية قتلت وهى تقاتل , تقاتل بلا بندقية وبلا كلاش وبلا طائرات انتنوف , عوضية قتلت وهى تقاتل بشجاعة قلبها ,رافضة التراجع كما يدعوها اخوها , عوضية لم تتراجع ولم تدخل البيت ولم تخشى الرصاص , لذلك قتلت لانها قاتلتهم بشجاعة قلبها وقوة حبها لاخوتها الذين يحاولون كسرهم بالرصاص وبالاتهام فى اخلاقهم ليكسروا عزيمة الرجال ولكن من خلفهم اخوات كعوضية ومن كانت لهم بنات كمندى لا تنكسر عزائمهم .
مندى قاتلت الانجليز تحمل طفلها على ظهرها وحين فرغت ذخيرتها بعد ان قتلت 11 منهم , انزلت طفلها عن ظهرها لتجده جثة هامدة . نالته احدى رصاصات المستعمرين وقتها . وعلى اكتاف مندى ثارت جبال النوبة , واليوم فى الخرطوم عوضية نوباوية اخرى تستشهد بيد المجرمين الذين يلبسون القانون غطاءا لجرائمهم , يستبيحون الارض والعباد ,ويمارسون السلطة العمياء التى لا ترى سوى الغبن والجهل والعنصرية  . وما ترتكبه الشرطة السودانية والاجهزة الامنية منذ فترة على مستوى السودان من تعذيب مفرط وقتل عمد دون محاسبة انما يمثل ظاهرة تدل على مدى العنف والانحطاط الذى وصلت اليه القوات النظامية فى السودان , فما يقصف الجيش المدنيين ويغتصب النساء ويقتل الاطفال فى جبال النوبة والنيل الازرق وقبلها دارفور , هاهى الشرطة فى الخرطوم تواصل ذات عمليات القمع والترهيب والقتل المتعمد داخل الخرطوم .
القصة التى بدأت باتهام اخ الشهيدة عوضية بالسكر فى حملة ” نهارية للنظام العام ” والاعتداء عليه بالضرب ومن ثم العودة مرة اخرى والاعتداء على اخيه واخوته النساء منهم الشهيدة عند احتجاجهم على تلك المعاملة , انما هو عملية تعسفية منذ البداية وغير مبررة منطقيا وتحمل فى طياتها الغاز ستكشفها الايام القادمة , لكن الاهم هو ان السودانيين المنتمين لمناطق الصراع الذين يقطنون الخرطوم سواءا من جبال النوبة ,دارفور او النيل الازرق , هم هدف مباشر للمضايقات الامنية والملحقة والاعتداء المستمر , كما ان ابنائهم وبناتهم وخاصة الناشطين والفاعلين سياسيا واجتماعيا يبدو انهم يمثلون تهديدا بشكل ما لهذا النظام , ولذلك يمارس ضدهم هذا النوع من الترهيب .
عوضية عجبنا 39 عاما , كانت مرشحة حزب العمل القومي عن الديم فى الانتخابات الاخيرة وهى ناشطة سياسية , ورغم انتمائها للحزب لحزب قومي الا ان ذلك الانتماء يبدو انه لم يكن كافيا ليطغى على اصولها وانتمائها لمنطقة جبال النوبة التى تدور فيها حرب حامية الوطيس مع النظام , وكما يبدو جليا فان هذا النظام بدأ يعبر عن خوفه بكافة الاشكال وعلى كافة المستويات مستعملا كافة الوسائل , وان ما يحدث الان من استعمال للقوة المفرطة تجاه الشعب الاعزل فى كل مكان سواءا فى الجبال او الكراكير او المعسكرات فى القرى والمدن , انما يعبر عن اليأس التام , والادراك الاكيد لقرب النهاية .
قتلت عوضية , ولكن شجاعتها لم تمت, وكذلك عزيمة اخوتها الذين افتدهم بروحها لم تمت , عوضية اليوم افتدت بروحها اخوتها فى كل الوطن , فهل يقتص لها السودان ويصنع ثورته ويحقق قصاصه لعوضية والاالاف من ضحايا هذا النظام المجرم ,ليتحقق القصاص من الانجاس ..!!

http://onawaypost.blogspot.com/
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *