ضفادع مامون حميدة لا تحتمل التظاهر

حسن اسحق
تعرض الطبيب ماجد العبيد لكسر في اليد والترقوة،في وقت اصيب فيه (13) شخص بمستشفي الخرطوم بينهم اطباء ومواطنين تراوحت اصاباتهم بين الخطيرة والمتوسطة، وذلك في صدام مع الشرطة التي حاولت تفريق وقفة احتجاجية نفذتها نقابة العاملين بالمستشفي، للمطالبة بحقوق منسوبيها ولمناهضة قرار تجفيف المستشفي. وقام العاملون باغلاق الشارع المقابل لمستشفي الخرطوم نهار الخميس الماضي، بسبب عدم صرف حافز شهر سبتمبر من العام الحالي وعدد 5 حوافز اخري بعد ان تلقوا وعود عديدة لم تفي بها وزارة ولاية الخرطوم وادارة المستشفي. واكد الناطق الرسمي لنقابة العاملين بمستشفي الخرطوم داؤد عمارة في تصريح صحفي ان اغلاق الشارع كان سببا لاشتباك عنيف للعاملين مع قوات الشرطة التي لاحقت العاملين ودخلت قواتها داخل حوش المستشفي الامر الذي ادي الي كسر يد وترقوة الطبيب ماجد العبيد.ونوه داؤد ان تدخل الشرطة اوجد اصابات اخري،وذكر ان الطبيب اجريت له تدخلات علاجية، ويبلغ عدد عاملي المستشفي 1500 عامل، ومذكرين بخطوات اخري لم يحن وقتها بعد، واوضح النقابة ان الوزارة قامت باجراءات تعسفية تجاه العاملين واولئك الذين تم نقلهم الي مستشفيات اخري بايقاف رواتبهم وعدم صرفها مما خلق حالة من التوتر والاحتقان. واشار البيان الي ظاهر قال انها المرة الثانية من نوعها انتهكت فيها القوات الشرطية حرم المستشفي وقامت بالاعتداء علي العاملين والمرافقين بالضرب، واسفر ذلك عن اصابة مايزيد عن 13 عامل بينهم، وشدد ان النقابة ستقوم باجراءات قانونية تحفظ لهم حقوقهم …
بعد المباركات والتهاني من مؤسسة الدولة الام، يبدو ان مامون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، ومالك مستشفي الزيتونة، يسعي بكل خطاه ان (يشلع) مستشفي الخرطوم التعليمي، وتحويله الي اماكن عديدة مختلفة في محليات الخرطوم، بحجج تجسير المسافات بين المرضي،وتوفير خدمات علاجية لهم من دون ان يتعبوا انفسم بقطع المسافات،وتوفير مصروف المواصلات لشراء الحقن والشاش والدواء، هذه الوزارة الولاية، انجزت خطتها لتجفيف مستشفي الخرطوم، ولايريد مامون ان تكون المستشفي عونا للفقراء او تقدم خدمات طبية بقلتها وبساطتها للضعفاء، وهذا يظهر النفس الاستثماري لوزير الصحة الولائي مامون حميدة،الذي يضيق صدره بالاعلام عندما يتعرض للنقد، ويعتبره تجريح في حقه،ويطالب بتدوين بلاغات ضدهم، وايضا بتعويض مالي خرافي، ليزيد به الاستثمارات الطبية بعد ان يجفف تلك الاصنام التي وصفت بغير الصالحة للعبادة، ولكن مستشفي الزيتونة يصبح المزار الصحي الوحيد الصالح للعبادة الاستثمارية الطبية. ان المئات من العاملين في المستشفي مصدر رزقهم مهدد بالانقطاع جراء السياسة التجفيفية التي تتخذها الحكومة التي تدعم سياسة وزير الصحة، وفكرة نقل الاقسام الي الاطراف رآها
،فكرة غبية لان تلك الاقسام لايتوفر فيها ابسط الخدمات للمرضي، وحتي البيئة غير مهيأة لذلك،ما سبب عزوف للكثيرين ان يتركوا العمل، واذا كان الاهتمام الولائي بصحة المواطن السوداني،هو الهم الاكبر، قبل ان ينفذوا فكرتهم عليهم، ان يضعوا الاساسيات للاقسام او المستشفيات التي قرروا انشاءها، من توفير كل الكوادر الطبية، ومئات وآلاف منهم هربوا من هذا الجحيم الذي اشعله مامون حميدة، يريد ان يحتكر حتي ارواح السودانيين في العاصمة، لانها مصدر الرزق الوحيد له ولسدنته المباركين له.
.
وقبل فترة قدم الوزير الولائي نصيحة غذائية للمواطنين ان الضفادع تحتوي علي بروتينات مفيدة لجسم الانسان ، ويرفض اي احتجاج ضد قراراته المتبعة التعسفية وتمتنع الوزارة منح العاملين حوافزهم، وعندما تنفذ الوقفة الاحتجاجية، وتريد ان ترسل رسائلها للشارع السوداني ان قرارات مامون حميدة اول المتضررين ، انتم ايها المواطنون الفقراء والبسطاء، والاحتجاج يؤدي الي كسر يد وترقوة طبيب واصابة (13)، وتدخل الشرطة الي الحوش المستشفي، واسلوب الشرطة العنيف ادي الي اصابات متفاوتة بين المتوسطة والخطيرة. وقفوا العاملين مطالبين بحقوقهم، وتماطل الحكومة في صرف حوافز بعد تسويف الوزارة الولائية وادارة المستشفي نفسها، وحق العاملين في المستشفي بات علي كف العفاريت، والوزارة نفسها تقوم باجراءات مجحفة تجاه من تم نقلهم الي مستشفيات اخري، بايقاف المراتب وعدم صرفها لهم، وهل دخلت في الاستثمار؟.
فوزير الصحة الولائي مخترع فكرة البروتين الضفدعي، جفف ونقل اغلب اقسام المستشفي، ويرفض ان يمنح الذين نقلهم الي تلك الاماكن مرتباتهم، وما السبب الذي يمنع ذلك، جففهم الوزير ومنع عنهم المرتبات، وحال بينهم وبين كرامة المعيشة الذكري المنسية في قاموس (الدردشات) الاجتماعية. فمامون يريد الضفادع ، ولايريد ان الوقوف ضده، ينصح الناس بالبروتين الخريفي الموجود في الضفادع، ولا يقبل الاحتجاج ضده، ويصفهم بأصحاب النوايا السيئة. فادارة المستشفي ووزارة الصحة الولائية لهما مصلحة ان تتواصل عملية التهديم، لان المحصلة النهائية ثمار اقتصادية كبيرة يجنوها لانفسهم واولادهم واحفادهم،ونقابة النقابة عندما تقود الاحتجاج في بالها ذلك المواطن الذي لا يحمل في محفظته 100 جنيه عند اجراء عملية،وشراء الدواء وغيرها،ومريض كهذا لن يدخل الي مستشفيات الاستثمار حتي لو كان يلفظ في انفاسه الاخيرة،ومامون حميدة نفسه لن يقدم له خدمة اسعافية عاجلة، لان العقل الماموني عقل استثماري في مجال انساني بحت، والغالبية العظمي من الشعب الفقير يضغطه الفقر من شروق الشمس الي غروبها ، لن يتحمل اسعار وتكاليف مرتفعة تفرضها سياسة الوزير الولائي حتي تصبح امرا واقعا، يتقبله الفقراء رغما عن انفهم. والشرطة المدعوة الي فض الوقفة السلمية تقتحم الحوش، وهذا تفويض خارج النص، وتضرب وتكسر، سيأتي فرد الشرطة الذي يقوم بضرب العاملين والاطباء ويكسر اليد والترقوة، ويأتي يوما مريضا الي المستشفي ويجدها خرابا وعلي عروشها الاستثمار،وتتأكد له الصورة الكاملة ان الوقفة الاحتجاجية التي قام بها العاملين في مستشفي الخرطوم ضد التجفيف،كانت من اجله هو وافراد الشعب السوداني الفقراء، وهذا الشرطي الذي كسر يد الطبيب وترقوته، في حال نزوله معاشا، واصبح من العامة، سيدرك يومها ان الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات لم تكن يوما فوضي وتخريب وازعاج عام،هي حقوق كانوا يجهلونها،وسقوط الفأس في الرأس بامكانه ان يعيد الذاكرة السابقة الي الي اول عهدها،ان خدمة السلطة المجحفة في حق الاخرين، سيتضررمنها هو وطاقم الشغب كله،باعبتارهم مهمشين يرتدون زي حكومي يفتقدون كل مقومات التعليم والصحة والسكن، يشبهون العامة.اخيرا الوزير يسير بنفس خطواته الاولي في التجفيف،وادارة المستشفي تأخر حوافز العاملين،ومأمون حميدة وادارة المستشفي لديهما احساس مشترك بالمصالح،السعي وراء طرد العاملين والاطباء،عبر النقل الي مستشفيات اخري، وعدم صرفهم الحوافز، هي اولي الخطوات الطرد الممنهج، سيكون الرجل الضفدعي مامون حميدة المستفيد الوحيد من هذه البروتينات الخريفية، واموال المستشفي الخاص به، ويستخدم شعار معا لكسر ترقوة المستشفي ويدها ايضا …
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *