أثارت تصريحات الرئيس السودانى، عمر البشيرن فى مدينة القضارف بالسودان أمس الأول حول اعتماد دستور إسلامى فى شمال السودان فى حال انفصال الجنوب وعدم الاعتراف بالتنوع العرقى والثقافى، ردود فعل غاضبة على نطاق واسع ،ووصفها محمد حسين شرف، المتحدث باسم حركة العدل والمساواة فى القاهرة، بأنها تصريحات مستفزة لكل التعدد العرقى والدينى والإثنى والثقافى فى السودان، وتعبر عن الاضطراب الذى يعيشه النظام السودانى ورئيسه وهما المسئولان عن فصل جنوب السودان وعن الحالة الاقتصادية المتردية والغلاء الفاحش الذى يعانى منه المواطن السودانى اليوم، والذى دفع القاعدة الشعبية للانتفاض بداية من مسقط رأس الرئيس البشير فى مدينة شندى التى تظاهرت الأسبوع الماضى ضد الغلاء.
وبشأن تصريحات الرئيس السودانى عن الدين وأن الشريعة ستكون مصدرا للدستور قال القيادى بحركة العدل والمساواة: إنها ليست سوى محاولة يائسة لاستقطاب الشعب السودانى وكسبه بالعاطفة الدينية. وأكد أن ذلك أمر لم يعد له قيمة الآن فى السودان بعد تجربة 20 عاما، التى ارتكبوا فيها الفظائع باسم الدين وتاجروا بشعاراته.
ومن جانبه وصف صديق الترابى نجل الدكتور حسن الترابى، وعضو المكتب السياسى لحزب المؤتمر الشعبى، تصريحات البشير بأنها غير موفقة على الإطلاق ،وما كان يجب أن تصدر منه، وهو المطلوب منه ومن حزبه تقديم رؤية فيها شيئ من الثبات من أجل إطفاء حرائق الأزمات التى تتعاظم فى كل أنحاء السودان ،وقال صديق الترابى: إنه ليس صحيحا تصوير الأمر وكأن فى السودان عرقين ،أحدهما فى الشمال، والآخر فى الجنوب، والصحيح أن هناك أعراقا كثيرة فى الجنوب، ومثلها فى الشمال.
وأشار الترابى بأن حديث البشير عن تطبيق الشريعة فى الشمال يوضح أنهم لم يقرأوا اتفاقية السلام قبل توقيعها، وقد وضعوها فوق الدستور، وهذا يعنى أن الشريعة لم تكن تحكم كما كانوا يقولون، وأضاف: يبدو أنهم لم يقرأوا اتفاقية السلام إلا أخيرا ليعرفوا أن كلفة الفشل فى تطبيقه عالية، وأقلها انفصال الجنوب، وهذه طامة كبرى لا يمكن علاجها فى عشرين يوما، إلا بكل حكماء البلد بعد أن فشل قادة المؤتمر الوطنى فى حلها ورفضوا مرارا وتكرارا دعوات الآخرين لهم لحل جماعى، بل سخروا منهم ومن كل الناس.
ويرى نصر الدين كوشيب، مدير مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالقاهرة، أن تصريحات البشير تعنى مزيدا من المشكلات وتفتح الباب لحروب أخرى فى شمال السودان، الذى سيظل يتواجد به حتى إذا انفصل الجنوب مسيحيون وإثنيات أخرى وتعدد ثقافى، لن يستطيع أحد أن يلغيه بجرة قلم، وستكون نتيجة تصريحات البشير وتصرفات حزبه المؤتمر الوطنى أن استفتاء تقرير المصير فى جنوب السودان لن يكون الأخير، وأن تحدث تصدعات أخرى فى كل أنحاء السودان