الية تنفيذ ام جرس وتحديات السلام

على ابوزيد على
فى الاسبوع الاخير من شهر رمضان وبقاعة الصداقة بالخرطوم تم عقد الاجتماع الاول لاعضاء الية تنفيذ توصيات ومقترحات ام جرس احدث المبادرات فى طريق الحل لمشكلة دارفو والالية التى صدرت بقرار جمهورى اسندت رئاستها الى رجل الدولة القوى والاوفر حظا لتسنم قيادة البلاد الفريق اول ركن بكرى حسن صالح وبنيابة من قمة المسئولين التنفيذين وبعضوية جمعت رموز المجتمع الدارفورى وقياداته الاهلية والرسمية وهدفت الى توحيد المبادرات والنشاطات المدنية السابقة فى ساحة الازمة الدارفورية
ثمة اختلاف وفروق بين المبادرات السابقة الرسمية والشعبية والدولية التى ترمى الى ايجاد حل ناجع وسلام كامل فى دارفور من بينها ان فكرة ام جرس جاءت بمبادرة من الرئيس ادريس دبى رئيس دولة تشاد والتى تلعب ولعبت دورا مؤثرا ومحوريا فى موضوعات الحرب والسلام مستندة الى الجوار الاقرب والى التداخل القبلى والاجتماعى بين الشعب التشادى واهل دارفور حتى تم وصف الدولة التشادية فى الفترة ما بين 2005 و2009 بانها بعض من ارض المعركة وبدأ ملتقى ام جرس الاول بدعوة قيادات القبيلة الاكثر تأثيرا وتأثرا بالحرب فى دارفور والتى يمثل ابناءها قيادة اكبر فصيلين مسلحين ومعارضين فى الساحة والتى كانت دارها ميدان وارض الحرب بنتائجها الكارثية ومن ثم جاء الملتقى الثانى ليشمل كل المكون الاجتماعى لدارفور والتى انتجت التوصيات والقرارات موضوع التنفيذ
اما الثانية فان ملتقى ام جرس قد جمغ بين الجهد الرسمى والشعبى فالدعوة جاءت من رئيس دولة تشاد ادريس دبى واحتضنت مدينة ام جرس فعاليات الملتقين ولعب مولانا محمد بشاره دوسة وزير العدل دورا محوريا فى النسيق بين الاطراف الشغبية والرسمية على مستوى القيادة العليا للدولة اذ اعطى الرئيس السودانى لنظيره التشادى الثقة والتفويض ومن ثم شارك بشخصه فى الملتقى الثانى وبحضور قيادات الاحزاب المعارضة وممثل البعثة المشتركة لدارفور
جاءت توصيات ملتقى ام جرس اجمالا تهدف الى اعادة الامن والسلام للمنطقة وذلك بالدعوة الجادة الى الى ايقاف النزاع المسلح بين الفصائل المسلحة والحكومة وتجسير الطريق بين الطرفين من اجل التوجه نحو طاولة المفاوضات لاستكمال خطوات السلام اما الهدف الاساسى الثانى هو معا لجة الوضع الاجتماعى بين المجموعات السكانية والقبلية التى تمايزت بسبب النزاع والاستقطاب القبلى من الاطراف المتنازعة وشكلت هاجسا امنيا فى المنطقة بتصاعد النزاعات القبلية المسلحة وتنامى الاحتقان والتربص بين المجموعات الاثنية على خلفية موقفها من الحركات المتمردة
ان توافر الارادة السياسية من الطرفين الاساسين المنتجة للملتقى وهما الحكومة السودانية والرئيس التشادى واحدة من اهم عوامل تنفيذ التوصيات والمقررات التى خرجت من الملتقى وعودة لاشارتنا السابقة عن الهدفين الاساسين وهما وقف الحرب وتشجيع الطرفين المتنازعين للتفاوض وموضوع السلام القبلى والاجتماعى للمكون السكانى فى دارفور فان ثمة تحديات تواجه النجاح المؤمل يمكن تجاوزها من خلال خطط ومناهج علمية ومدروسة والاستفادة من الجهود والمبادرات السابقة باخضاعها للتشريح والتحليل ودراسة اسباب عدم وصولها لغاياتها ومن ثم العمل لتصويبها
ان الهدف الاول المتعلق بوقف الحرب والاتجاه نحو التفاوض فمن المؤكد ان هنالك جهود شعبية ورسمية شكلت ارضية وقاعدة انطلاق لعمل الالية اخر هذه المبادرات هى لجنة الاتصال بالحركات المسلحة لدعوتها للالتحاق بوثيقة الدوحة والمرجعية التاسيسية لهذه اللجنة هو مؤتمر اهل دارفور الذى انعقد بالفاشر برعاية وتنفيذ السلطة الاقليمية لدارفور وقد قامت اللجنة بعدد من اللقاءات والاتصالات لتحقيق مهمتها الاساسية ومن بين لقاءاتها القيادات العليا فى الدولة وسفراء الدول ذات العلاقة بسلام دارفور ومن ثم الاتصال والالتقاء بقىادات الفصائل الاساسية للحركات المسلحة فى عدد من الدول الافريقية والاوربية والتى انتجت مذكرة تفاهم بين رئيس اللجنة صديق ودعة والدكتور جبريل رئيسالعدل والمساواة ومنى اركو رئيس رئيس حركة جيش تحرير السودان ومن خلال فقرات مذكرة التفاهم فهى لم تقترب من المسارات التى تؤدى لاستكمال السلام التفاوضى بمرجعية وثيقة الدوحة واشارت المذكرة للقضايا الانسانية والصراعات القبلية والمطالب القومية والعمل المشترك لمعالجتها
ان الجهد الذى بذلته لجنة الاتصال يشكل عدد من المداخل لتحقيق الحوار السلمى بين الاطراف فقد حملت اللجنة للحركات المسلحة موقف اهل دارفور ضد الحرب التى زادت من معاناتهم ودمرت مواردهم ايضا استطاعت اللجنة ان تقنع الحركات باهمية التنمية خاصة فىالبنى التحتية والخدمات الاساسية الى جانب اهمية معالجة النزاعات القبلية المتصاعد وذلك لن يتحقق الا بوقف العمليات العسكرية واستباب الامن
تلك الجهود الايجابية تنقصها جهود مكثفة على الالية ان تقوم باستكمالها فى جانب تجمعات ابناء دارفورالمعارضين بالمهجر وهذه الشريحة تمثل عاملا مهما فى توجهات قيادات الحركات المسلحة نحو التفاوض فهم يمثلون الغطاء السياسى للحركات ومركز الدعم الاعلامى والاتصال بمراكز القرار الاوربية والامريكية والدولية الى جانب ان شريحة المهاجرين يمثل الاحتياطى البشرى واللوجستى لتسعير واستمرار الحرب كما كان يحدث فى السنوات الاربع الاولى من المهاجرين والمغتربين الدارفورين بالجماهيرية
تتميز شريحة المعارضين من ابناء دارفور بالوعى والمؤهل العالى والاحاطة بالاوضاع الاقليمية والدولية وتوجهات الرأى العام المحلى والعالمى وبما تملك من ادوات التأثير على القيادات الميدانية وبما لها من دور اوسوف تعجل وتساعد فى تحقيق هدف العملية التفاوضية
اما الهدف الثانى لتوصيات ملتقى ام جرس والمتعلق بالتصالح القبلى والتعايش السلمى بين المكونات الاثنية والتى تضررت بسبب الاستقطاب بين الطرفين المتحاربين وشكلت عبئا امنيا وغبن اجتماعى فان معالجة الاوضاع الداخلية فى دارفور التى تمثل الحاضنة لاتفاقاقيات السلام والضامنة لاستدامتها
فى هذا الجانب فان الدور الرسمى الحكومى هو المحور الاساسى لاعادة الثقة بين المجموعات الاثنية فى الاقليم وفى مقدمة الاجراءات المطلوبة ما يتم الاشارة اليه بجملة فرض هيبة الدولة بحماية الدولة للمواطنين ومواجهة المعتدين وعدمىحمل السلاح لغير القوات النظامية المدربة والمنضبطة والمسلحة باخلاق العسكرية والقانون الوطنى والانسانى
ولله الحمد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *