لكي لا ننسي جرائم الإنقاذ …..شاهدت زملائي يحصدهم الرصاص…شهادة احد الناجين من مجزرة معسكر العيلفون للتجنيد القسري أبريل 1998

 

في يوم الخميس 2 أبريل 1998 ….عشية عيد الأضحى
حصد الرصاص أرواح شباب غر في مقتبل العمر في معسكر العيلفون للتجنيد القسري في جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم القتل الجماعي . لتي ارتكبها نظام المشروع الحضاري ليحصدهم رصاص عسسها ويُدفنوا بليل دون إبلاغ ذويهم.
معسكر العيلفون :
يقع معسكر العيلفون على بعد حوالي 40 كيلومترا جنوب شرق الخرطوم، واُقيم المعسكر أصلاً لتدريب المجندين قسرا قبل إرسالهم إلى مناطق العمليات العسكرية في جنوب وشرق السودان في ذلك الوقت.

كان المجندون يتعرضون داخل هذا المعسكر، وغيره من معسكرات التجنيد القسري ، لأسوأ أنواع المعاملة والقهر والإذلال، وكان يتعرض من يحاول الهرب منهم إلى عقوبات أشد قسوة وعنفا. وفيما يتعلق بالعلاج، فلم يكن ينقل للمستشفى أي مجند، وكل من يعاني من حالة تستوجب الرعاية الطبية كان يتهم بمحاولة التهرب .
كيف وقعت المذبحة؟
طلب المجندون السماح لهم بعطلة ثلاثة أيام خلال مناسبة عيد الأضحى، التي تعتبر عطلة رسمية في مرافق الدولة كافة، بما في ذلك القوات النظامية هذا إذا افترضنا أصلاً أن معسكرات تدريب المجندين قسراً تلك كانت لها صلة بالمؤسسة العسكرية الرسمية. رفضت إدارة المعسكر طلب المجندين وهددتهم بإطلاق النار إذا حاولوا عصيان الأوامر.
بدأ المجندون عقب ذلك التجمع في طرف المعسكر المقابل للنيل محاولين الهرب. حينذاك أصدر قائد المعسكر تعليماته بإطلاق الرصاص، فقتل في الحال ما يزيد على 100 مجند، فيما حاولت مجموعة كبيرة الهرب باتجاه النهر، وكانت هدفا سهلا لرصاص حراس المعسكر. مع تواصل إطلاق الرصاص على ظهورهم غرق ما يزيد على 100 آخرين، ولم يعرف مصير المفقودين حتى الآن .
دفنت سلطات الأمن جثث القتلى التي تم العثور عليها تحت إشراف وزير الداخلية ومدير شرطة العاصمة بالإنابة وعدد من قيادات النظام في مقابر الصحافة وفاروق والبكري واُم بدة. قُدر عدد الجثث التي دفنت بشكل جماعي 117
جثة، بينما سلمت 12 جثة إلى ذوي القتلى .
هوية المجندين :
لم تفصح السلطات، كعاداته في مثل هذه الجرائم، عن مجرد مؤشرات حول هوية المجندين الذين راحوا ضحية مذبحة معسكر العيلفون. إلا ان المعلومات التي وردت حينها تدل على أن غالبيتهم من أولئك الذين جرى اقتيادهم قسراً إثر الحملات الدورية التي كانت تشهدها شوارع العاصمة لاصطياد الشباب من الطرقات والشوارع طبقا لشروط التجنيد القسري التي وضعها النظام . لم تعلن السلطات أسماء الضحايا حتى هذه اللحظة، ولم تقدم أي من المسئولين عن المجزرة لمحاكمة.

مجزرة معسكر العيلفون للتجنيد القسري أبريل 1998 ..فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=b7fAQLItpss

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *