سيف الطغاة والجيش الحر

لعل الربيع العربي الذي انتظم بعض البلاد العربية قد كان علامة فاصلة في تاريخينا الحديث ليس في هذه البلاد فحسب وانما في البلاد التي تراقب او تلك التي تنتظر دورها ونصيبها في هذه الثورات وقد أسمعت هذه الشعوب صوتها عالياً وأكدت حرصها علي حماية ثوراتها ووقفت سداً منيعاً لأي جهة تحاول خطف هذة الثورات توطئة لعودة حكم الفرد وقهر الشعوب وأكدت انها لا تبالي وأن سيلها الجارف قادر علي دك حصون الطغيان .
ظنت كل هذه الأنظمة الفاشية انها بمنأي عن أن تطالها رياح التغيير وتفننت في خداع الجماهير تارة وردعهم تارة اخري ولم يخطر ببالها ان هذه الجماهير الهادرة قد ودعت مقولة جوع كلبك يتبعك الي غير رجعة وطوت حقب الإذلال والعيش دون كرامة .
والغريب أن بعض الأنظمة الفاشية تمارس خداع ذاتها وتتصور إنها بعيدة عن هذه العاصفة وإنها قادرة علي ردع شعوبها وتغفيلهم وبإنها باقية وخالدة وأنها تراهن علي حصان طروادة علماً بإن أي رهان لا تكون الشعوب جزءً أصيلاً منه يكون خاسراً وفاقداً للشرعية وضد الفطرة السليمة التي فطر الله عليها خليفته في الارض بإعطائهم الحرية والمساواة .
معطيات الثورة في بلاد الربيع العربي كانت واحدة وان اختلفت قليلاً في نوع ممارسة الحكام للقمع وتكبيل الحريات بنسب من نظام لآخر ولكنها اجتمعت في دكتاتورية مفرطة لا تعترف بالآخر ولا بحقوقه وعاملت مواطنيها علي إنهم عمال تحت إِمرتها مهمتهم ترفيه الأسياد والسهر علي حمايتهم وحماية مصالحهم ودعمهم للاستمرار في الحكم .
في بلادنا الحبيبة وبإجراء مقارنة مبسطة مع دول الربيع العربي نجد أن معطيات الثورة في السودان تفوق نظيراتها في بلاد الربيع العربي وهنا لا نود أن نخوض في تفاصيل هذه المقارنة لأنها وبكل بساطة واضحة وجليه لكل من يراقب ويعايش  .وهذا يفتح الباب للتساؤل الإستراتيجي الكبير ـ لماذا تأخرت الثورة في السودان وكل مقوماتها موجودة وماثلة للعيان ؟؟؟
نحاول في هذه العجالة الإجابة علي هذا السؤال
لعبت دول الربيع العربي علي دور العسكر في مناصرة الشعوب فإنحاز الجيش في معظم الأوقات الي الشعوب في اللحظات الحاسمة وأمن ثوراتهم وأرغم الطغاة علي المغادرة أما في حالة السودان فنري إن هذا الشعب المغلوب علي أمره لا يعول كثيراً علي العسكر الذي تسيس بفعل النظام الفاشي وأحال كل شرفائه للصالح العام وأمعن في ضرب معارضيه وفتح الأبواب الموصدة لمناصريه الذين صاروا كلاب مسعورة لا تتورع في الإنقضاض علي كل من يخالفها الرأي ورغم كل هذه المخاطر والآلام قام هذا الشعب المعلم ضارباً بمخاوفه عرض الحائط وبدأت تظهر بوادر الانتفاضة القادمة والتي ستقذف بكل هؤلاء القتله الي مزبلة التاريخ ودور العدالة  . اما تأمين هذة الثورة يبقي الحلقة المفقودة فهذه الطغمة الحاكمه المتعفنة لا تتوانى في قتل أبناء شعبها كما فعلت وتفعل في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق والشرق والشمال وحتي الخرطوم لتحمي نفسها .
فلماذا لايقوم جيش العدل والمساواة بلعب دور الجيش الحر لتأمين ثورة البلاد ولعلنا نعلم قدرة هذا الجيش الحر في لعب هذا الدور في هذه اللحظة التاريخية الفارقة ولا نعتقد بان عملية الذراع الطويلة قد غابت عن الأذهان بل نؤكد بإن الجيش الذي قاد هذه العملية في معقل الطغاة بكل جراءة وبسالة قادر علي أن يقوم بحماية الثورة والثوار اذا لزم الأمر . فهل تلعب الحركة وجيشها الباسل هذا الدور الوطني وتقوم بتجنيد ابناء السودان في كل بقعة شريفة من وطننا الحبيب لحماية الثورة .
وفي المقال القادم نحاول سرد قدرة جيش العدل والمساواة للعب هذا الدور من خلال استعراض مقدراته وجاهزية أبناءه وتضحياتهم من أجل وطن تسوده العدالة ونحن علي ثقة بان قيادة العدل والمساواة ساهرة وحادبة علي إعادة كل حقوق الشعب وحقه في الحياة الكريمة والقصاص من جلاديه .
 بقلم / محمد بانقا                 
 عضو الامانه التنفيذيه بمكتب المملكه المتحده و إيرلندا
[email protected]
‎14   ‎August ‎2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *