سيادة الرئيس.. توكلنا على الله

بسم الله الرحمن الرحيم
سيادة الرئيس..  توكلنا على الله
   علي أبو زيد علي
القضايا المصيرية الكبيرة والاحداث العظيمة التي تمر بالشعوب والمجتمعات عبر المسيرة الإنسانية يتصدى لها قيادات استثنائية على مستوى التحديات وعلى قدر الاحداث اولي عزم من قيادات السياسة والفكر والقيادات الاجتماعية والعلماء والمفكرين الذين وضعوا بصماتهم في تاريخ الأمم والشعوب واضافوا لبنى في هرم التمدين والحضارة.
 أن بلادنا اليوم يمر بمرحلة عصيبة ويواجه بامتحان تاريخي لم يمر به طيلة مسيرة تكورين الوطن والتحديات التي جابهته وتضحيات الاجداد السابقون في التحرر من رقة العبودية التي ابتليت بها قارتنا الإفريقية والنضال ضد الاحتلال والاستعمار والغزوات واستراعات الممالك والسلطنات عبر الحقب التاريخية كانت النتيجة سودان العزة بالمليون ميل وبحدوده الجغرافية والارث الجغرافي أن جيلنا الحالي لن يخذل التاريخ ولن يتراجع عن التحديات التي قد تنتج من مآلات الاستفتاء الذي يقدح في الهوية والكيان ولن يكون هذا الجيل جنحه على جبين التاريخ ولن يؤسس بالاستفتاء لبلاء وكوارث قادمة تعصف بالامن والاستقرار وتشقي الاجيال القادمة من أبناء السودان.
 الانفصال الذي يهون من امره المغيبون والمنكفئون ليس هو انفصال سيامي بين جسدين ملتصقين لكنما تقطيع للاوردة والشرائين وجدع لبعض من جسد واحد يسبب الاعاقة والموت ودعات الانفصال والمشائعين من المتنفذين وحكام الثورة المسلحة في جنوب السودان و(الحردانين) من منابر الانفصال في شمال السودان يؤسسون دعواهم على المعطيات المادية في عدم التعايش بين الطرفين وتبديد الموارد نتيجة الاحتراب والاقتتال والتباين في اللغة واللون وغيرها هذه النظرة تغيب الارث العقائدي والحضاري فالانفصال لا يعلي من قيمة السلام أو التعايش إذا قرأنا الواقع قراءة جادة وحاضرنا الآن هي بدايات لما سيحدث في السودان شماله وجنوبه فالنذاعات المسلحة التي بدأت بقيادة اتور وغيره في ارض الجنوب والتي تتوسع دائرتها حين تكون دولة فتنشب نار الصراعات القبلية في دولة الجنوب وفي الجانب الآخر من دولة الشمال هنالك عدد من الحركات المسلحة اتخذت من ظلامات الجنوب وحربها ومكاسبها قدوة ومثال تتطلع هذه الحركات سواءً كانت في غرب السودان أو دعاة المشورة الشعبية أو الاحتجاجيون في شرق السودان يتطلع كل هؤلاء إلي الوصول إلي نتائج تقرير المصير فتنطلق بؤر التمزق في الشمال وهكذا يعصف الانفصال بكل مرامي السلام والاستقرار في السودان شماله وجنوبه.
 أن قرار الانفصال عن طريق الاستفتاء القادم ليس هو قرار الشعب السوداني في الشمال أو الجنوب بل فيه ملامح رغبة العالم الخارجي والدول الأجنبية في تقاطع مصالحها السياسية واطماعها في الثروات ورغبتها في الهيمنة والتمدد فالجمهور المناط به تقرير مصير السودان  ممن يحق لهم التصويت لا يملك حرية ووعي القرار فهو يعاني من الهيمنة والقهر السياسي من الحكام وهو يعاني من قضايا بنيوية ففي السودان 46% من سكانه تحت خط الفقر و62% من السودانيين يعانون من الامية و85% من السودانيين من سكان الريف والقرى والهامش البعيدون عن الادراك والمعرفة العصرية فهم يمتثلون للانفصال كرهاً أو امتثالاً لرغبات القيادات الأهلية والرسمية وتتباين مواقفهم في رغبة الانفصال ما بين نزوة لجديد قادم (الدولة الجديدة) وما بين تنفس عن (غبينة) ومرارات الحرب الماضية وهي في نهاية الأمر مواقف عاطفية لا تخضع للقراءة والعقلانية.
 إن المسئولية التاريخية التي تتحملها الحكومة والرئيس عمر البشير وتتحملها القوى السياسية السودانية قاطبة والقيادات الاجتماعية والمفكرين والمستنيرين في الجنوب والشمال والذين تاسس فكرهم على أن لا بديل لغير الوحدة الشاملة وان التنوع في الوطن وسيلة للقوة والنهضة لا ينبغي أن تكون أداء في تمزيق السودان استجابة لرغبات الدول الأجنبية والمتطلعين من دول الجوار هذا الموقف يستدعي استطاف قوى الوحدة في الشمال والجنوب بمواجهة التامر على الوطن آخذين حكمة رسولنا الكريم في وضع الحجر الاسود في الكعبة حين فرش ردائه واتى من كل قبيلة ياخذ بطرف الرداء.
                                ولله الحمد،،،،،
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *