روسيا تؤكد تقسيم البشير السودان إلى قسمين مقابل وعد امريكي بنجاته من تابيدة لاهاي ؟

الحلقة الثانية ( 2-5 )
ثروت قاسم

1- روسيا تؤكد تقسيم البشير السودان إلى قسمين مقابل نجاته من تابيدة لاهاي ؟

في يوم الاربعاء 12 ابريل 2017 ، هبت عجاجة من موسكو على السودان ، يُفترض بها ان تخلق واقعاً جديداً بالنسبة لشخص الرئيس البشير ، أو تموت العجاجة ويستمر الوضع الراهن كما هو بدون اي تغيير ، كما حليمة التي إستمرت في قديمها .

ولكن ماذا حدث ، يا هذا ، في موسكو في يوم الاربعاء 12 ابريل 2017 ، ومر مرور الكرام في الخرطوم ، وإن كان المفروض ان يحدث زلزالاً تكتونياً من حلفا إلى الجبلين ؟

في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع وزير الخارجية الامريكي ريكس

تيرلسون في موسكو الاربعاء 12 ابريل 2017 ، اشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى الفبركات الامريكية في سوريا في ابريل 2017 بخصوص كيماويات خان شيخون ، وفي العراق في 2003 بخصوص اسلحة الدمار الشامل التي اعتذر عنها كولن باول ، وقال انها كانت كضبة قدر الضربة ، وفي ليبيا عام 2011 التي قال عنها اوباما انها كانت اكبر غلطة ارتكبها خلال الثمان سنوات التي قضاها في البيت الابيض ، لانه لم يتدبر ويتابع الموقف الساعة 6 صباح الاطاحة بنظام القدافي ،

ثم رمى لافروف بقنبلة من المفترض ان تثير عجاجات في الخرطوم البعيدة ، النائمة على العسل .

اكد لافروف ان ادارة اوباما طلبت ، في عام 2010 ، من روسيا التوسط لدى الرئيس البشير لابرام صفقة مع امريكا يقوم فيها الرئيس البشير بالسماح للجيش الشعبي الاشراف على عقد استفتاء الجنوب في يوم الاحد 9 يناير 2011 ، بدون اي تدخل من الخرطوم . في المقابل ، تقوم ادارة اوباما بسحب ملف دارفور من محكمة الجنايات الدولية وارجاعه لمجلس الامن ، لتكون القضية سياسية في مجلس الامن ، وليست جنائية امام محكمة لاهاي .

استطرد لافروف مؤكداً ان الرئيس البشير بلع الطعم ، وكانت نتيجة الاستفتاء مفبركة من الالف الى الياء بواسطة الجيش الشعبي ، الذي اعلن في يوم الاثنين 7 فبراير 2011 ان 98% قد صوتوا للإنفصال .

ولكن لم تلتزم ادارة اوباما بما يليها من صفقة بخصوص ملف دارفور وسحبه من محكمة لاهاي ؛ وقالت للرئيس البشير اني بريئة منك ، اني اخاف الله رب العالمين .

تصريح لافروف الواضح الفاضح يؤكد ان الرئيس البشير قسم السودان إلى قسمين ، ليتجنب تأبيدة في سجون لاهاي . وبالتالي صار الرئيس البشير ، وأمر القبض معلق على عنقه ، يمثل تهديداً ماحقاً للامن القومي السوداني ، لانه يمكن إبتزازه بامر القبض لتقديم تنازلات ضد مصلحة الوطن السوداني .

يمكن لترامب الذي تغزل فيه الرئيس البشير ، ومنحه تفويضاً مفتوحاً لإقامة محطة لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية في الخرطوم . يمكن لترامب ان يطلب من الرئيس البشير الموافقة على حق تقرير المصير لجبال النوبة ، مقابل تجميد امر القفبض لاجل غير مُسمى … ويبلع الرئيس البشير الطعم مرة اخرى .

لا يمكن لرئيس دولة واقع تحت سيف الابتزاز ، أن يحافظ على سيادة دولته وثوابتها القومية . لهذا السبب طالب نواب في الكونغرس عزل ترامب لانه ربما كان تحت التهديد والابتزاز الروسي ، بصور فاضحة تم التقاطها في موسكو ، في زيارة له للمدينة قبل انتخابه رئيساً !

هل ترى الخطر ، يا هذا ، أم إننا ندق في اجراس من صلصال من حماً مسنون ؟

يمكنك التكرم بمتابعة المؤتمر الصحفي مع وزيري الخارجية الروسي والامريكي في موسكو يوم الاربعاء 12 ابريل على الرابط ادناه :

2- اسئلة حيرى تنتظر الاجابة ؟

رفع الرئيس السيسي درجة التوتر بين نظامه الفاشي والسودان واهل السودان ، وبدأت تقترب من درجة الغليان لاسباب غير موضوعية ، ولا منطقية ، بل ما أنزل الله بها من سلطان .

في يوم الجمعة 7 ابريل 2017 ، طالبت مصر قي مجلس الامن الدولي بتمديد القرار 1591 ، الصادر عام 2005 تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة تحت ملف دارفور ، لمدة سنة اخرى . يفرض القرار عقوبات على السودان ، ويحظر بيع الاسلحة للسودان ، ويتم تجديده سنوياً بموافقة مجلس الامن الدولي .

يختزل هذا الموقف المصري العدواني اصرار مصر على تدهور علاقاتها الدبلوماسية مع السودان ، في وقت تتحدث بعض الوسائط الاعلامية عن امكانية قبول السودان عضواً في مجلس التعاون الخليجي ، وعن وساطة الامير محمد بن سلمان لدى الرئيس ترامب برفع العقوبات الامريكية ضد السودان نهائياً بحلول يوليو 2017 ، والتي رفعها اوباما مؤقتاً في يناير 2017 ، وفي وقت تقوم المقاتلات العسكرية السعودية باستعراضات في سموات الخرطوم ، كما حدث يوم الخميس 13 ابريل 2017 ، كما يظهر في الرابط ادناه :

هاك ، مثالاً وليس حصراً ، ستة من مسببات الغضب السيساوي ، لتعرف ظلم الانسان المصري لاخيه الانسان السوداني .

ولأن الناس في مصر على دين ملوكهم ، فالغضب السيساوي معناه غضب الشعب المصري كله جميعه :

اولاً :

تسويف مصر وتعنتها في التوصل لحل نهائي بشأن تبعات تشغيل سد النهضة الاثيوبي ، جعل كل دول حوض النيل ، وليس فقط السودان ، يدعمون حق اثيوبيا في الاستفادة من مياه نهر النيل لتوليد الطاقة الكهربائية ، الامر الذي لا يؤثر على حصة مصر في مياه النيل حسب اتفاقية مصر مع السودان ( بدون اثيوبيا وباقي دول حوض النيل ) في عام 1959 .

+ فهل هذا مبرر موضوعي لغضب الرئيس السيسي من السودان واهله ؟

ثانيا :

يفرض نظام الرئيس السيسي تاشيرات دخول لمصر على السودانيين منذ توقيع اتفاقيات الحريات الأربعة في 2004. وبعد 13 سنة وفي يوم الاحد 9 ابريل 2017 ، ولاسباب وضحها السودان ، تم تفعيل مبدأ ( المعاملة بالمثل ) ، بتطبيق السودان قرار تأشيرة الدخول على المصريين الذكور من عمر 18 إلى 49 عاماً فقط .

+ فهل هذا مبرر موضوعي لغضب الرئيس السيسي من السودان واهله ؟

ثالثاً :

في عام 1995 استولت مصر بقوة السلاح على مثلث حلايب السوداني إنتقاماً من محاولة الاستاذ علي عثمان المساعدة في إغتيال الرئيس المصري مبارك . يرفض السيسي التفاوض المباشر ، وكذلك التحكيم الدولي حول ملكية مثلث حلايب ، لانه يعرف انه لا حق له في المثلث السوداني ، وقطعاً سوف يخسر التحكيم الدولي .

في اكتوبر 2016 ، قدم السودان شكوى لمجلس الامن حول تبعية مثلث حلايب للسودان ، ودعم شكواه بشكوى اضافية حول الخطوات التي يقوم بها نظام السيسي في (تمصير) مثلث حلايب.

في يوم الاربعاء 12 ابريل 2017 ، اكد وزير الدفاع السوداني ان الجيش المصري يمارس المضايقات والاستفزازت للقوات السودانية في مثلث حلايب .

اقترح السيد الامام ان يصير مثلث حلايب مثلث حبايب ، ويكون منطقة تكامل وسوق حرة بين مصر والسودان ، ولكن تجاهلت مصر اقتراح السيد الامام .

+ من يغضب من من ، وهل هذا مبرر موضوعي لغضب الرئيس السيسي من السودان واهله ؟

رابعاً :

اوقفت الولايات المتحدة وكذلك دول الاتحاد الاوروبي وكل دول الخليج توريد بعض المنتوجات الزراعية المصرية لتلوثها ، وفي بعض الحالات سرطنتها ، نتيجة ريها بمياه الصرف الصحي الملوث .

لم تقل مصر ( بغم ) في كل حالة من هذه الحالات .

ولكن مصر اقامت الدنيا ولم تقعدها ، عندما قرر السودان تجميد توريد بعض المنتوجات الزراعية المصرية الملوثة .

+ فهل هذا مبرر موضوعي لغضب الرئيس السيسي من السودان واهله ؟

خامساً :

ومن الامور التي لا يمكن لعاقل تصديقها ، توجيه الرئيس السيسي اصابع الاتهام ضد السودان بالوقوف مباشرة أو بشكل غير مباشر خلف جريمة تفجير الكنيستين في طنطا والإسكندرية في يوم الاحد 9 ابريل 2017 .

هل فجر السودانيون اي كنيسة في السودان ، حتى عند إندلاع الحرب الاهلية مع الحركة الشعبية في الجنوب ؟ بل على العكس ، الأقرب للتصديق ، فبركة نظام السيسي لتفجير الكنيستين كما فعل وزير الداخلية العادلي في ولاية الرئيس السابق مبارك .

نقول ذلك رغم ان مصر اعلنت يوم الاربعاء 12 ابريل 2017 ، أسم وشخصية مفجري كنيستي الاسكندرية وطنطا ، ولم يثبت اي ارتباط لهما بالنظام السوداني .

+ فهل هذا مبرر موضوعي لغضب الرئيس السيسي من السودان واهله ؟

سادساً :

في هجرته في مصر في الفترة من اغسطس 2014 وحتى يناير 2017 ، لاقى السيد الامام عنتاً ومضايقات ما انزل الله بها من سلطان من اشقائه المصريين ، رغم انه كان يقابل السيئة دوماً بالحسنة ، ويصدق بالحسنى ، فيسره الله لليسرى . ورغم ان الشعب اتلسوداني لم ينس لاشقائه المصريين انهم :

+ قوضوا الديمقراطية الاولى في يوم الجمعة 2 سبتمبر 1898 بقوة البارود .

+ قضوا على الديمقراطية الثانية بتدبيرهم لانقلاب يوم الاثنين 17 نوفمبر 1958 العسكري .

+ ازالوا الديمقراطية الثالثة يوم الاحد 25 مايو 1969 .

+ باركوا القضاء على الديمقراطية الرابعة يوم الجمعة 30 يونيو 1989 .

فعل الفرعون افاعيله الشيطانية المذكورة اعلاه حتى لا يقول له تابعوه اجعل لنا إلها كما لهم آلهة .

وبدلا من ان يتحفظ السيد الامام على افاعيل اشقائه المصريين ، عفا وصفح وغفر لهم ، فلم يلق منهم إلا السيئة ، ولكن من بخل وإستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى .

+ فهل هذا مبرر موضوعي لغضب الرئيس السيسي من السودان واهله ؟

وبعد … لماذا يصر الرئيس السيسي على ان يسدد السودان واهل السودان الفواتير المصرية ؟

ولماذا يصر الرئيس السيسي على صب الزيت على النار في العلاقات الازلية بين مصر والسودان ؟

نواصل في الحلقة الثالثة ….

Facebook page :

https://m.facebook.com/tharwat.gasim

Email:

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *