رسالة الى اسماء الحسينى
السيدة اسماء الحسينى / حفظها الله
تابعت كثيرا مقالتك فى الصحف السودانية اليكترونية وجريدة الاهرام عندما كنت مقيما فى القاهرة قبل اربع سنوات0 منذ تلك الفترة عرفت اهتمامك الخاص بالسودان وحبك لشعب السودانى ووحدته0 فى مقالك الاخير فى سودانايل والذى القيت فيه اللوم عن تفكك السودان الى الشريكين وخاصة البشير كى يراجع برنامجه المدعو ثورة الانقاذ الوطنى 0 اريد ان اوكد لك باننا كجنوبيين رغم مطالبنا بتقرير المصير ، الا اننا نومن ايمانا كاملا بان وحدة السودان الحقيقية هو الحل الامثل والنهائى لمشاكل السودان0 ولكن هذه الوحدة الحقيقية القائمة على ابعاد الاسلام عن السياسة يراها اخواننا الشماليين كفصل الروح عن الجسد وهذا ما وصلنا اليوم الى اقتراب اعلان جمهوريات السودانية فى اركانه الاربعة0 لو كان الاخوة فى الشمال تفهموا الموقف مبكرا ووافقوا على علمانية السودان كما فى تركيا وهو بلد اسلامى مشهور اكثر من السوادن بتاريخه الاسلامى العريق ودوره فى نشر الاسلام الى العالم ، لاصبح السودان دولة عظمى وموحدة ويكون نموزجا طيبا للعالم بسبب التسامح بين الاديان والاعراق الافريقية والعربية0 دكتور قرنق الوحدوى كان مستعدا لالغاء فكر تقرير المصير للجنوب مقابل دولة علمانية سودانية موحدة ، ومستعد لمحاربة التيار الانفصالى فى الجنوب وبكل تاكيد كان سينتصر0
الشماليين اجبرونا على الانفصال ، لذلك سنقبله بكل روح طيب دون ندم على السودان القديم0 ولكن ما يجب ان يعرفه البشير ، المهدى ، الترابى والميرغنى هو انهم لن ينجحوا فى بناء دولة اسلامية او عربية خالصة وموحدة فى الشمال بعد انشقاق الجنوب0 لان هنالك قوة علمانية مازالت فى الشمال لن ترضى بالشريعة الاسلامية رغم اسلامهم وهم النوبة والانقسنا والفونج وجماع عبدالواحد ومناوى فى دارفور0 كما لاينجح النخبة العربية فى الشمال باعلان الشمال بانها جمهورية السودان العربية وهو ما يحلمون بها0 لان البجاويين ودارفوريين والنوبيين والفونج والمحس والحلفاويين ليسوا عرب وهم اكثر عددا من القبائل العربية فى السودان الشمالى0 اعتقد بان الشمال حارب الجنوب بلا سبب وخرج بالخسارة فى نهاية المطاف لانه فشل فى الحصول على ما يسعى اليه ، لذ يمكن القول بان كل شهداء الشمال منذ الخمسينات وشهداء المشروع الاسلامى فى التسعينات استشهدوا دفاعا عن الكذب وهم الخاسرين ، بينما استشهد شهداء الجنوب على الحق وهم المنتصرين0 لان الجنوب حصل على الحق فى نهاية الحرب وهو الاستقلال عن الشمال الظالم ، اما الشمال ففشل فى ضم الجنوب على كيانه الاسلامى والعربى بالقوة بعد ان قتل مايقارب مليون شهيد من ابنائه0 حصول الجنوب على حقه تم عمليا حتى الان بعد اعلان نتيجة التسجيل للاستفتاء الذى فشل فيه الموتمر الوطنى من تزوير اعداد الجنوبيين فى الشمال0 وخير دليل على اعتراف الشمال بالفشل فى تحقيق الوحدة هو تصريح نافع على نافع الذى اكد على حتمية انفصال الجنوب ودعا كوادرهم للاعتراف بالحقيقة 0 اخيرا اريد ان اوكد لك مرة ثانيا باننا فى الجنوب نقدر الجهود المصرية الصادقة فى توحيد الشعب السودانى وترابه ، ولكن تلك الجهود منيت بالفشل بسبب اصرار الشماليين على اقحام الاسلام لادارة الدولة حتى يقل شأن الجنوبى المسيحى فى هذه الدولة. كما لن ننسى محاولات الرئيس مبارك وعمر سليمان وابوالغيط فى لم شمل السودانيين . الا ان السودانيين انفسهم كانوا موافقين على تفكيك دولتهم وهذا هو السبب فى فشل الجهود المصرية. نحن فى جنوب السودان سنكونوا قريبين وجدانيا للشعب المصرى الطيب رغم بعد حدود المصرى عنا فى الجنوب ، ولن نسمح باى عملية تمس الامن القومى المصرى فى الجنوب لاننا لانريد حرب اخر مع دولة صديقة كمصر او غيره حتى نتفرق للتنمية للنهوض بالجنوب كدولة غنية فى شرق افريقيا ، وسناخذ نموزج دول الخليج لبناء جنوب السودان الذى ينعم بالبترول وموارد اخرى تفوق موراد دول الخليج العربى0 اما بخصوص الوحدة فى السودان فنحن مستعدون فى المستقبل للتوحد مع السودان اذا جاء عرمان او عقار او الحلو او عبدالواحد او مناوى اى شمالى علمانى اخر رئيسا للسودان0 فنحن لانكره المواطن الشمالى وانما نكره قادة الشمال المتطرفين ، وهم سبب انهيار السودان0
كوات وول وول / كندا
[email protected]