غرايشن: الأجنحة الأميركية توصلت لاتفاق على خطة للسودان تتضمن «إغراءات وضغوط»

نازحون من إقليم دارفور يصلون إلى معسكر للاجئين قرب مدينة الفاشر (رويترز)
نازحون من إقليم دارفور يصلون إلى معسكر للاجئين قرب مدينة الفاشر (رويترز)

غرايشن: الأجنحة الأميركية توصلت لاتفاق على خطة للسودان تتضمن «إغراءات وضغوط»

موفد الرئيس الأميركي إلى السودان قال إن أوباما يؤيد خطواته.. ولن يقابل البشير إلا للضرورة

واشنطن: محمد علي صالح
قال الجنرال المتقاعد سكوت غرايشن، ممثل الرئيس باراك أوباما في السودان، إن كبار المسؤولين الأميركيين اتفقوا على «إطار عام» لخطة نحو السودان، ستقدم إلى أوباما قريبا، مشير إلى أنه يحظى بتأييد كامل من الرئيس الأميركي، ويدعم خطواته تجاه السودان، ويحرص على حل مشكلتي دارفور وجنوب السودان. وأكد غرايشن، الذي كان يتحدث لمجموعة من أصحاب المواقع الخاصة (بلوقز) في مؤتمر نظمته وزارة الخارجية، أنه لم يقابل الرئيس السوداني عمر البشير خلال زياراته المتعددة إلى الخرطوم، ولا ينوى، لكنه ربما سيفعل ذلك لدفع جهوده.

وقال موفد الرئيس الأميركي إن كبار المسؤولين الأميركيين «اتفقوا على خطة إطار عام لما نسميه حزمة إغراءات وضغوط». وبسبب أخبار عن اختلافات داخل إدارة أوباما، خاصة بين غرايشن والسناتور جون كيري، من جانب، وهيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، وسوزان رايس، السفيرة في الأمم المتحدة، في الجانب الآخر، قال غرايشن إن «اتفاقا داخليا» تم الوصول إليه. لكنه رفض الحديث عن هيلاري وعن سوزان. غير أنه قال إن اتصالاته مع البيت الأبيض صارت مكثفة. وأنه، في الماضي، كان يجتمع في البيت الأبيض «مرة كل أسبوع»، لكنه، مؤخرا، صار يفعل ذلك «يوميا».

وفي إجابة عن سؤال عن اجتماعه مع الرئيس السوداني عمر البشير، «وهو مطلوب للعدالة أمام محكمة الجنايات الدولية»، قال غرايشن: «لم أقابل البشير حتى الآن، وليست عندي خطة لمقابلته. لكني سأقابله إذا كان ذلك سيخدم مهمتي». وفي تعليق على الحملة المكثفة التي يتعرض غرايشن لها من منظمات أميركية، بقيادة منظمة «إنقاذ دارفور» تدعو للتشدد مع البشير ولعدم الاتصال به، قال غرايشن إنه يفضل الحل الدبلوماسي لإحلال السلام في دارفور وجنوب السودان. وأضاف: «نود لو نستطيع، حل مشكلات دارفور، والجنوب، والحرب غير المباشرة مع تشاد، من دون الاتصال بحكومة الخرطوم». وأضاف: «نحن الدولة الوحيدة التي تتمتع بعلاقات طيبة مع حكومتي الخرطوم وجنوب السودان».

وتعليقا على إعلانات في صحف أميركية تطلب من أوباما تنفيذ وعود كان كررها في السنة الماضية خلال الحملة الانتخابية، قال غرايشن: «نقول لكل من يريد مساعدتنا: تعال وساعدنا. يوجد عمل كثير، ويحتاج إلى جهود كثيرة. ليس عندنا وقت لنتبادل الاتهامات». وأضاف: «يوجد جانب مفيد في حملة الإعلانات والنقد هذه، وهي أنها تدل على أهمية مشكلات السودان، وأهمية البحث عن حلول لها». وقال إنه لا يقبل قول بعض الناس إنه لا يفعل شيئا. وذلك لأنهم «إذا كانوا يتابعونني، سيعرفون أنني قمت بجولات حول العالم. وأن اتصالاتي تحقق تقدما واضحا. وأن الرئيس، بكل تأكيد، يؤيدني تأييدا كاملا، وأنه مهتم جدا بالموضوع».

وأضاف: «الرئيس دائما يسال عن دارفور، ويسال عن جنوب السودان. إنه يشترك في عملية وضع الخطة».

وقال إنه، لكسب ناقديه، دعا مندوبا من منظمة «ايناف» (كفاية) لمرافقته في زيارته الأخيرة التي شملت إثيوبيا. وعلى الرغم من أخبار الاختلافات حول السودان مع هيلاري كلينتون، فإنه أثنى عليها، وعلى تعاونها معه. وقال: «عندما كنت في الدوحة، اتصلت بي، وقدمت لي معلومات عن دولة معينة، وقالت إنها ربما ستفيدني». وقال إن اتصالاته في واشنطن، مثل اتصالاته في الخارج، مكثفة. وإنه مؤخرا قابل، خلال يومين، الجنرال جيمس جونز، مستشار أوباما للأمن القومي، وليون بانيتا، مدير الاستخبارات المركزية، وجيمس ستاينبيرغ، نائب وزيرة الخارجية، ومسؤولين في البيت الأبيض وفي الخزانة وغيرهم.

وتعليقا على تصريحات سابقة قالها بإنهاء مقاطعة السودان، قال إنه يفضل بقاء المقاطعة مع استثناءات. وقال: «بعض قرارات المقاطعة، في الواقع، تعرقل قدرتنا على تقديم مساعدات إنسانية، وعلى تنفيذ خطط التقدم، بل وعلى تنفيذ الخطة الأمنية». وقال غرايشن إنه سيعود إلى السودان في الأسبوع القادم، بداية بجوبا، وإنه سيركز على موضوعي الإحصاء والاستفتاء. وحذر من أنه «إذا لم نتفق على قانون استفتاء محدد ومقبول، وإذا لم نمنع الخروقات والتزوير، سيكون ذلك سيئا. لهذا، يجب أن نبذل كل جهودنا لضمان شفافية العملية السياسية».

وحذر غرايشن من كثرة التفاؤل، وقال إن الجهود التي يقوم بها معقدة وتحتاج إلى وقت، وتنسيق، وتعاون مع أطراف كثيرة، ومع حكومات كثيرة. وعندما سئل عن نسبة تشاؤمه، قال مازحا: «واحد في مليون»، لكنه عاد وقال إنه يود أن يكون ذلك صحيحا. ورفض وضع نسبة معينة للتفاؤل أو التشاؤم، لكنه قال: «يجب أن ننجح، ليس هناك خيار آخر». وقال إنه لا يريد «الضغط على السودانيين. ولكن إقناعهم بأن السلام والتقدم في مصلحتهم. نريدهم أن يكونوا جزءا من العملية، ولا نريد أن ننفرد نحن بذلك».

وأشار إلى مثال رصد شركة أجنبية لبليون دولار ليكون جنوب السودان سلة غذاء العالم في مشروع تملكه الشركة. وقال إنه يرفض ذلك. ويريد مشاركة السودانيين في بناء وطنهم. وقال: «في نهاية المطاف، أريد أن يكون تقدم السودان سودانيا، ومستمرا، وفعالا، من دون مساعدتنا ومن دون أموالنا». وقال: «ليس هدفي خدمة نفسي، ولا خدمة أميركا في هذه الجهود التي أقوم بها. هدفي هو خدمة السودان ليكون دولة فعالة اقتصاديا. ودولة مسؤولة سياسيا. وأن تعم السودان مظلة أمن دائمة. وذلك حتى يتحقق الاستقرار، ويدوم، ويشمل حقوق الإنسان، وكل الحريات والحقوق التي نتمتع بها نحن هنا في الولايات المتحدة: الحياة، والحرية، والسعادة».

وقال: «خلال 32 سنة في العمل العسكري، كنت أريد أن أضحي بحياتي من أجل الحفاظ على هذه المبادئ الأميركية السامية. ويقدر السودانيون، إذا يريدون تحقيق هذه المبادئ السامية في وطنهم، أن يفعلوا ذلك. آمل أن يقدروا على ذلك، لكن هذا تحدٍ كبير». وفي إجابة سؤال عن خرائط وإحصائيات عن السودان على جدران مكتبه، قال: «ليس أمامنا وقت كاف. هناك عمل كثير أمامنا». وكان يشير إلى إحصائيات تقول: «148 يوما (من العمل) متبقية على الانتخابات في السودان». و«346 يوما (من العمل) متبقية على استفتاء الجنوب».

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *