دارفور والحرب مع العدو المجهول

دارفور والحرب مع العدو المجهول
بقلم     محمد ادم فاشر    
وللحقيقة ان اختلاف ثوار دارفور ليس كله بسبب الأنانية والجهل بالسياسة كما يعتقده البعض بل بسبب عدم القدرة في تحديد العدو من كان يري لا الحزب الذي ينتمى اليه مع جلابيها أما والبقية  من الاعداء ومن يقول ان الأعداء هم من العرب الوافدين  ومن شايعهم من عرب السودان وهم الجنجويد قاتلهم الله.  ومن يقول  لا المؤتمر الوطني وحده  هو العدو . ومن يري العدو كل اهل الشمال وان وجدوا  في  اى مكان  وحتى الذين  وولدوا  وعاشوا في دارفور وهم من جملة كلاب اليل  ان أهل  دارفور فقط يعرفون لماذا اطلقوا هذا الاسم علي جلابة دارفور لؤكده  خالد موتر وهو  يتلو بيان تجريم أبناء دارفور باسم وزارة الخارجية   قول انهم عاشوا فسادا في ليبيا لحساب القذافي يقتلون الليبيين ويغتصبون نسائهم وهكذا يتأتى القول من نشا  بيننا وليدا وربيناه صبيا  في عز لم يجده في ديم ود حاج ولا في كريمي وصدق القول الثعبان لا يمكن ان يكون أليفا . ومن يقول لا  كل الجلابة بمن في المعارضة  بانواعها  وان شذا  البعض هم  من جملة الأعداء — ومن يقول حاشا وكلا ان الذين أتي بهم المستعمر  وظلوا في البلاد ولم يخرجوا مع الإنجليز  امثال المغاربة والمشارقة والمراغنة وعواتبة وفوارقة وعساوسة والدماشقة  هم الذين صاغوا مشروع الدولة الظالمة مع انهم تبرأوا من هذه  الحكومة قالوا  لا لقد حكمنا وظلمنا ولكن لم نكن من العنصريين ولا فاشلين وكنا اول المتضررين من اهل الحجار الكريمة الذين لا يجيدوا الا الهدم انهم حكموا وظلموا وفشلواوقتلوا وكلها لا يحتمل وقالوا افعلوا ما شًتم  انكم غير ملومين. كما تبرأ أهل الحجار  وقالوا  ما لكم انظروا البؤس عندنا  ليس من بيننا وزيرا ولا سفيرا وقال النوبة في الشمال  لقد غرقتا والنخل معنا وكنوزنا و قيم تاريخنا في مهب الريح ولا احد يحدثنا حتى مجرد السبب لهذا الجرم وهكذا كل الجهات الأربعة  تجار بالشكوى ولا احد يعرف من الذي ظلم  كل العباد .
         والواقع ليس عيبا في ان تكون هناك   مؤسسات ظالمة وفاشلة  او حتى القبيلة في الدولة ولكن العيب كل العيب  وبل هو العدو من يحاول الحفاظ علي المؤسسات  الفاشلة  وخاصة الجيش  . ان ما جاء في الفجر الجديد بشان المؤسسة العسكرية  وقوميتها عمل جيد  ولكن غير كاف  باعتبارها الجهه التي أفسدت الحياة السياسية ولم تحافظ علي سيادة البلاد ولا حدودها  ومتورطة  في جرائم الإبادة  وانحيازها في الصراعات العرقية و فرت الحماية  علي سلطة مارست التفرقة العنصرية وقتلها جميع الاسري في الحروب الاهلية التي استمرت ذهاء نصف قرن  ولم تدافع علي الحكومات الشرعية وبل التامرت عليها واستعانت بالمرتزقة من الروس والاكورانيين وسوريين والمصريين لقتل الشعوب السودانية ولذلك لم يبق صالح من هذه المؤسسة يبدا منها الاصلاح  وقبل الحديث عن قوميتها  يجب التفكير في الخروج من فلسفة العسكرية المنطلقة من قوة دفاع السودان  وعقيدتها العسكرية وهي فلسفة استعمارية بحتة ولذلك أية محاولة لمعالجة خلل فيها ضرب من العبث ولذلك المطلوب تسريح كل منسوبيها وحرمان جميع الظباط والجنود أحياء منهم والأموات من معاشاتهم ومحاكمة كبار القادة بجرائم ضد الانسانية لقتلهم جميع اسري الحروب الاهلية باعتبارها المؤسسة الوحيدة في  التاريخ البشرية حاربت نصف قرن ولم تحتفظ حتي أسير واحد في الوقت الذي يحتفظ الثوار  في كل العهود بكل الأسري لديهم ويشاركونهم الطعام علي قلته والدواء علي ندرته والماوي علي بؤسه وإعادة تدريب اي ظابط يتم استيعابه علي فلسفة قتالية جديدة وإرغام  القادة العسكريين علي توفير خرط الألغام  في كل مناطق الحرب أو إلزامهم بنزع الألغام .
            وإذا كانت المؤسسة العسكرية ليست وحدها هي التى تحتاج إخضاعها للمعايير القومية ولكن ردود الأفعال لميثاق الفجر الجديد أكدت حقائق مهمة  وخطيرة  ان هناك من يريدون التمترس خلف هذه المؤسسات  ويستميتون في الدفاع عنها  قطعا الفهم الذي يوحد  ليس أهل دارفور فقط بل كل أهل السودان  باعتبارهم هم  العدو  المجهول.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *