دارفور ما بين الامس واليوم

دارفور ما بين الامس واليوم
أشرف حسن فتح الجليل
يقع إقليم دارفور في الجزء الغربي من السودان بين خطي 9—20 جنوبا ، تحدها خمسه دول أفريقيه هي تشاد ، أفريقيا الوسطي ، ليبيا ، جنوب السودان ، مصر ، .
تبلغ مساحة دارفور 196404 ميل مربع بالتقريب ربع مساحة السودان ،عدد سكانه حسب أخر تعداد حوالي 8 مليون نسمة أي 40% من سكان السودان وفوق كل ذلك هناك مناطق لم يشملها التعداد . تتنوع البيئه الطبيعيه في دارفور وذلك لامتداد رقعته الجغرافيه فهو يتميز بمناخ شبه الصحراء شمالا والسافنا الغنيه جنوبا كما يسود مناخ البحر الابيض المتوسط في سلاسل جبل مرة في الوسط والجنوب الغربي . لذلك نجد الاقتصاد زراعي أ رعوي أو الاثنين معا في الغالب . موقع دارفور ومساحتها وعدد سكانها وثرواتها يجعلها في مقدمة أقاليم السودان ، إلا أنه ومنذ بزوغ شمس الاستقلال لم تتقدم دارفور أقاليم السودان لوجود الاهمال من الحكومات المتعاقبه على الرغم من أن الذي تقدم بإقتراح إستقلال السودان من داخل البرلمان في جلسة 19 ديسمبر 1955 م من أبناء هذا الاقليم لايمانه بأن الوطن للجميع دون تميز الا وهو المرحوم عبدالرحمن دبكه .
بعد أن كانت دارفور الملاذ الأمن والملجأ للطريد والشريد إلا أنها صارت مؤخرا أرض للخوف والجوع بعد أن كانت أرضا للسلام والامن وأضحى إنسانها نازحا ولاجئا وشريدا وذلك يعود لسياسات الحكومات المتعاقبه على السودان منذ العام 1956م وحتى يومنا هذا . منذ أن وعينا على هذه الدنيا لم نحس باي تميز بيننا وكنا أسرة واحده وعندما كنا أطفالا بالمدرسه الابتدائيه من الصف الاول وحتى إمتحنا الشهادة كنا من مختلف القبائل ولكننا كنا نحس بأنناء أبناء دفعه واحدة وأبناء حي واحد وأبناء مدينه واحدة كلنا سودانين ولا شي أخر إمتثالا لقوله تعالى في الايه الكريمه (( إنا جعلناكم شعوباوقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )). هذا هو الفرق بيننا ( التقوى ) ولاشي أخر لا لون ولاجنس ولا حسب ولا نسب .
دارفور التي كانت مقصد العلم والعلوم أصبح أبنائها يعانون من عدم إكمال تعليمهم هذا فضلا عن الفاقد التربوي الذين تخطت أعمارهم سن القبول للمدارس وذلك جراء النزوح واللجؤ وهجر القري وأيضا عدم قدرة بعض الاسر لمصاريف الدراسه لابنائها لمحدوديه دخل هذه الاسر ويرجع ذلك لوقوف عدة مشاريع تنمويه كانت تساهم في دخل هذه الاسر مثل مشروع جبل مرة و مشروع تنمية غرب السافنا ومشروع ساق النعام الزراعي وكثير من المشاريع التي كانت ستساهم في تنمية الاقليم . دارفور التي كانت تنعم بالصحه والعافيه أصبحت الامراض الخطيرهالمعديه تؤدي بحياة المئات كل صباح جديد وسط إهمال الجهات المختصه التي لم تستطع أن تقيهم شر المرض ولم تدع المنظمات التي يمكن ان تساهم في إنقاذ هولاء الابرياء ،مثل هذه الامراض تحتاج على تشخيص دقيق وعلاج باهظ الثمن ومعامل مؤهلة لا تتوافر إلا في المستشفيات الكبيرة ، نرجو من كل المنظمات التى تتوق لخدمة الانسانية المكافحه للوصول لهولاء الابرياء وتقديم الرعاي الصحيه لهم كما نتمنى من الله أن ينقذ أهلنا من هذه المصيبه التي حلت بهم وأن تتوفر الخدمات الصحيه على مستوى كل القرى والمدن لينعم كل أهلنا بالصحه والعافيه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *