خطوط حمراء

حسن اسحق
هل للحقيقة تراسيم حدود معينة، حتي توصف بالالوان المختلفة او كالوان الطيف المتعارف عليها، اذا اراد شخص الكلام عن الاوضاع في بلادنا، ان يستعير لون معين لها، فالافضل ان يختار الناس اللون الرمادي، لانه ارحم من الذهاب الي مكاتب امن الدولة، وهو لا يستطيع من خلاله معرفة الحقيقة ، او ارسال معلومة صادقة للمتابعين. نأخذ مثال ، هل الحديث عن صحة رئيس المؤتمر الوطني الذي اختفي فجأة بعد عملية اجريت له في الركبة، في مستشفي رويال كير. والي الان الغموض يلف قضيته، وكثرت الاقاويل والاحاديث حوله، من قالوا انه في غيبوبة، كما حدث لرئيس اسرائيل المتوفي ارييل شارون، ومن قالوا انه توفي ورافق شارون، ودفن في السر، وما قوات الدعم السريع، الا دلالة علي ذلك، كي لا ينفرط العقد، ويظهر الطامعين في السلطة من بني كيزان الغاضبين علي ردهم، والجيش الذي قد يطمع في السلطة كذلك. وتعمد الاعلام عدم اثارة اي اخبار حول الرئيس وصحته الا بعد البيان الاخير الذي نفي تدهور صحته، وانه بخير ويتماثل للشفاء. فالخط الاحمر الحقيقي الان، هو الرئيس، ومايدور خلف وتحت الكواليس الرئاسية . اما بقية الخطوط هي مستهلكة لاسكات الخط الاحمر الحقيقي. خطوط وزير الاعلام وجهاز الامن ونيابة امن الدولة، هي خطوط حمراء وهمية، كي تتجرأ الفرق الاخري عن الكلام (الساي) في الوقت الحالي، الخط الاحمر هو الاساسي هو الرئيس. ويليه حسب الاهمية جهاز الامن والجيش والشرطة والفساد والمهدي، هي خطوط حمراء، تختزل علي امزجة تري الاوضاع بلونها. الي الان لم يكتب مقال وتقرير وخبر عن صحة امير المؤمنين، كما يحبوا ان يسمونه (المتكوزنين)، اذا عزيزي القارئ يجب ان تعلم الالوان تتخذ في شكلها خط يتناسب مع حجمها. فالالون الاحمر الرئاسي، يختلف عن اللون الاحمر في مكتب الوالي، والجنجويد، ولايستطيع اي شخص المزايدة علي لونية المشكلة، الا اذا اراد ان يلحق بمكاتب امن الدولة. ستظل الخطوط، خطوطا اذا ادرك معفلو خدمتها الوسيلة المناسبة لتداولها. والحكومة تتكلم عن القضاء علي الفساد في البرلمان والمنتديات، رغم حظر الصحف عن الحديث. اذا كانت خطا حمرا، عليهم يصمتوا او يغادروا بسكوت اهل القبور. فالاحمر والاخضر والاسمر والاصفر، تنتهي بحرف (الراء)، الراجمة اداة من ادوات الحرب،ستوجه تجاه من يجرأ علي الفلهوة. ان الخلطة التي انتجت هذه الالوان، انها بوهيات غير صالحة، ومستخدميها ليسوا صالحي الضمير. فلونهم من نفس شاكلتهم، دبابين يرتدون اقمشة حمراء دلالة علي خوضهم حربا دموية.
[email protected]
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *