خطاب حاسم الي قريشن بصورة الي اوباما

13 أغسطس 2009
ميجور جنرال سكوت قريشن المبعوث الخاص الي السودان
وزارة الخارجية الأمريكية
2201 C Street, NW
Washington , DC 20520

صورة  كربونية الي: مكتب رئيس الولايات المتحدة الامريكية باراك أوباما,  مكتب نائب رئيس الولايات المتحدة
الأمريكية جوزيف بايدن, وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون, سناتور جون كيري, سناتور ريتشارد لوقر, النائب هوارد بيرمان, النائب جاري أكرمان, نائبة وزيرة الخارجية للديموقراطية و الشئون العالمية, مساعد وزيرة الخارجية للشئون الأفريقية جوني كارسون.

العزيز المبعوث الخاص قريشن:

نحن نكتب اليك ردا علي شهادتك أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية في يوم 30 يوليو 2009.
نحن نقدر إالتزامك العميق في إشراك جميع الدول و الأطراف ذات الصلة بشأن السلام في السودان و تركيزك في العمل نحو تطبيق ناجح لإتفاقية السلام الشامل. بيد أننا نشعر بقلق بالغ نحو عناصر مفتاحية في تناولك للأزمة الإنسانية المستمرة بدارفور و  تعاملك مع حكومة السودان.

نحن نعتقد أن موقفك التصالحي و ترددك في إنتقاد حكومة السودان قد منحا العذر و شجعا حكومة السودان علي مواصلة حملة الإرهاب و ممارسة إستراتيجية ” فرق تسد”.
أوباما عندما كان مرشحا للرئاسة وعد بأنه إن صار رئيسا  ” سأتخذ في الحال خطوات لإنهاء الإبادة بدارفور و ذلك بزيادة الضغط علي السودانيين و الضغط علي الحكومة لإيقاف القتل و إنهاء إعاقة نشر  قوات دولية فاعلة”.
نحن نخشي أن تعاملك مع السودان في تناقض مع الوعد الذي قطعه الرئيس و سيحطم آمال كل السودانيين لتحقيق العدالة و السلام و إنهاء ثقافة الإفلات من العقوبة التي عصفت بالسودان.

نحن نناشدك لإعتبار النقاط الآتية في أدائك كمبعوث خاص  و التي  إعتقادنا مكامن المشكلة:
1-    فشلك في الإعتراف بأن هناك إنتهاك مسنمر من قبل حكومة السودان لحقوق الإنسان و إعتبار أن تلك الإنتهاكات هي أجزاء من مكونات حملة  الإبادة الجماعية.
2-    فشلك في الإعتراف بأن سلوك حكومة السودان فيه دليل علي  قصورها في الإلتزام بتحقيق السلام و العدالة.
3-    فشلك في محاسبة حكومة السودان لإتيانها بما ورد في النقطتين أعلاه.
4-    فشلك في تحديد و تنفيذ  نظام عقوبات صارمة و الحض علي تطبيقها.
5-    تقليلك  من شأن أن السودان دولة راعية للإرهاب و إقتراحك  لتطبيع العلاقات بين السودان و الولايات المتحدة الامريكية.
6-    إهمالك و عدم الأخذ بالأولويات التي عبر عنها الدارفوريون كمجتمع مدني  و في المهجر.

هذه المعضلات سنفصلها في الآتي:
1- فشلك في الإعتراف بأن هناك إنتهاك مسنمر من قبل حكومة السودان لحقوق الإنسان و إعتبار أن تلك الإنتهاكات هي أجزاء من مكونات حملة  الإبادة الجماعية:
تصريحاتك الرسمية كمبعوث خاص ركزت علي مدي بذلك للجهد و التقدم الذي أحرزته في السودان, لكنك مررت سريعا علي معاناة الدارفوريين المستمرة, خاصة النازحين و اللاجئين الذين يكابدون يوميا في ظروف  مليئة باليأس و الخيبة و الخوف.
لقد رأينا في الشهور المنصرمة:
    حملات مستمرة لإرهاب قادة النازحين من بينها إعتقال 13 من قادة النازحين بالمعسكرات في الفترة ما بين 28 يونيو و 9 أغسطس, و تقارير تشير الي تعريضهم للتعذيب و الإغتيال.
    في مارس 2009 تم طرد 16 منظمة إغاثية مع مصادرة أكثر من مبلغ 5 مليون دولار و معدات. هذه المنظمات كانت تقدم خدمات حيوية و ضرورية لأكثر من مليون نازح.
    عمليات الإعاقة المستمرة و التحرش و التأخير لعمليات الإغاثة للمنظمات التي بقيت في السودان.
     تعيين منظمات  ذات صلة بالخرطوم و هي لم تفشل في تقديمها للمعونة للنازحين فحسب , بل إستخدمت مواد الإغاثة كأداة إبتزاز و معاقبة النازحين في المعسكرات عندما ينتقد النازجين حكومة البشير.
    فشلت حكومة الخرطوم في التصريح لأربعة منظمات إغاثة جديدة كما تم الإنفاق عليه في 9  يونيو 2009.
    التضييق و التأخير المستمر من قبل حكومة السودان لإكمال إنتشار قوات اليوناميد.
    إعتداء الجنجويد علي معسكر كلما في يونيو 2009.
    حكمت محاكم حكومة السودان علي أكثر من 110 دارفوري بالإعدام بعد محاكمات مشكوك فيها.
    التعتيم الإعلامي من قبل حكومة السودان علي أنباء إعتقالها لناشطين في حقوق الإنسان و أخذهم الي أماكن مجهولة.

هناك  عدد من الأحداث الموثقة لإنتهاكات حقوق الإنسان بواسطة حكومة السودان في خلال الأربعة أشهر المنصرمة. لكن تكاد تكون الأدلة معدومة التي تشير الي أن حكومة السودان لها نية مخلصة  في إستتباب السلام في دارفور و جنوب السودان  أو المناطق المهمشة الأخري من السودان.

بالإضافة, من غير المقبول ان مثل هذه الجرائم التي تم تفصيلها أعلاه أن لا تعتبر جرائم إبادة جماعية فقط  بحجة أن هناك نقصا في عدد عمليات العنف بالمقارنة لعمليات الهجوم المباشر التي قامت بها حكومة ةالسودان في الفترة من أعوام 2004 الي 2006.
الإنتهاكات الحالية تماثل اتلك التي حدثت من قبل و التي هي مضمنة في تقارير وزارة الخارجية الأمريكية عن جرائم الإبادة  الجماعية بدارفور.
تغيير الأسماء التعريفية  هي بمثابة إشارة  لحكومة السودان بالعفو, و هذا  سيعيق من مقدرتنا لوقف العنف و إنهاء ثقافة الإفلات من العقوبة و كل هذا سيساهم في إطالة عذاب أهل دارفور من المدنيين الذين هم ضحايا لسياسات حكومتهم.

2    – فشلك في الإعتراف بأن سلوك حكومة السودان فيه دليل علي  قصورها في الإلتزام بتحقيق السلام و العدالة:
إن سياسات حكومة السودان ضد مواطنيها سواء في دارفور أو الجنوب أو مناطق المهمشين الأخري هي سياسات وضعت عمدا و متجذرة بعمق و يتم تنفيذها بوحشية  عبر عقود.
من الخطأ الإعتقاد أنه بالحديث الودود ستجعل حكومة السودان  تغير سياستها.
بالتأكيد أنه فقط للضغوط الهائلة التي فرضت علي حكومة السودان جعلتها تنصاع  لإتفاقية السلام الشامل و تنهي 22 عاما من الحرب الأهلية بين حكومة السودان و الجنوب. فلدي حكومة السودان سجل حافل بصنع الإتفاقيات و لكنها لا تلتزم بهذه الإتفاقيات. الأداء الجزئي و التأخير في التنفيذ  و عدم الوفاء بالإلتزام  هي نتائج ممارسات الحكومة السودانية بشأن الإتفاقيات التي توقعها. إتفاقية السلام الشامل هي أبلغ مثال لأنواع السلوك الثلاثة المذكورة آنفا.

في دارفور تعزدت أن تدخل حكومة السودان في إتفاقيات وقف إطلاق النار ثم تقصف دارفور بعد أيام قليلة من توقيع الإتفاق. في فبراير 2009 وقعت حكومة السودان مع حركة العدل و المساواة إتفاقية  ” النوايا الحسنة” لخوض مفاوضات سلام.  و قبل أن إستئناف التفاوض, طردت حكومة السودان 16 منظمة إغاثة أنسانية.
أصدر مجلس الأمن للأمم المتحدة 30 (ثلاثين)  قرارا يخص السودان منذ عام 2003. عدد من هذه القرارات صدرت لأن السودان خرق قرارات أممية  سابقة. في البدء أصدر مجلس الأمن أمرا بتجريد الجنجويد من أسلحتهم بحكم القرار رقم 1556 في 30  يوليو 2004 .  لقد وافقت حكومة السودان و بصورة متكررة علي تجريد الجنجويد من أسلحتها  و لكن الحكومة لم تبذل  جهدا لتحقيق ذلك.

علي الولايات المتحدة الامريكية أن لا تفترض أن حكومة السودان ستنفذ إلتزاماتها.  بدلا عن ذلك ,  يجب وضع إجراءات سالبة محددة في مقابلة عدم  التنفيذ و جعل ذلك معلوما بوضوح أنها ستطبق إذا دعت الضرورة.

3    –  فشلك في محاسبة حكومة السودان لإتيانها بما ورد في النقطتين أعلاه:
لقد تحدثت أنت علانية عن حوافز لحكومة السودان, لكنك تجنبت الحديث عما إذا تنوي زيادة الضغط.  مع وضع الإعتبار  للتاريخ الطويل من جرائم حكومة السودانية ضد الإنسانية, هذه الإنتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان  و ملاحقة محكمة الجنايات الدولية لمسؤولين كبار في حكومة السودان, لا يجب علي سياسة الولايات المتحدة ببساطة  تجاهل التاريخ و البدء مع حكومة السودان بلا ” أي أفكار مسبقة” .
يجب علي سياسة الولايات المتحدة أن تكون قوية العزيمة  و تحديد محطات يمكن بها قياس أي تقدم في التنفيذ من قبل حكومة السودان إذا أرادت تجنب ضغوط هائلة جديدة بدلا من الحديث عن  تخفيف  الضغوط الموجودة أصلا.

4    – فشلك في تحديد و تنفيذ  نظام عقوبات صارمة و الحض علي تطبيقها:
لقد رحبنا بتصريحك المكتوب مؤخرا الذي فيه صوبت نفسك و المنشور بتاريخ 10 أغسطس بعنوان” هذا ما أؤمن به” و الذي يخص السودان. و فيه ( التصريح المكتوب)  ذكرت أن موقفك هو عدم رفع العقوبات الآن. نحن مسرورين أنك  علي إتفاق بأن المعدات و لاخدمات التي يحتاجها الجنوب من أجل التنمية يجب أن تدخل عن طريق إستثناءات بدلا عن طريق رفع العقوبات الإقتصادية المفروضة ضد حكومة السودان.

السيد السكرتير العام للحركة الشعبية باقان أموم في شهادته مؤخرا أمام الكونقرس الأمريكي قد أعطي إطارا ممتازا الذي بموجبه يمكن رفع العقوبات إذ قال: ” يجب ربط رفع  العقوبات مع التنفيذ الكامل لإتفاقية السلام الشامل و حل للنزاع الدائر بدارفور, و أي خطوات من قبل الولايات المتحدة تجاه ذلك المنحي يجب أن يكون مشروطا بتحقيق إنجازات محددة  و خطوات صلبة في بناء السلام  و التحول الي الديموقراطية.  و يمكن إعتبار التالي ضمن أشياء أخري كخطوات صلبة  الي الأمام :  رسم الحدود , تبني قانون الإستفتاء  و قانون أمن قومي يحترم الحرية,  رفع القيود عن حرية الصحافة, الشفافية في قطاع البترول, تطبيق  تحكيم أبيي,  و تحقيق وقف إطلاق نار مراقب بدارفور”.

نحن نطمح في أن تتبني أنت سياسة عقوبات قوية مشابهة لأعلاه, و حيث يتضمن فرض عقوبات إضافية إذا إستمرت حكومة السودان في إنتهاكها لحقوق الإنسان أو فشلت في القيام بإلتزاماتها تجاه السلام و العدالة و سلامة مواطنيها.
5    –  تقليلك  من شأن أن السودان دولة راعية للإرهاب و إقتراحك  لتطبيع العلاقات بين السودان و الولايات المتحدة الامريكية:
نحن نشغر بقلق بالغ بزعمك أن ” لا دليل” يساند أن السودان دولة تساند الإرهاب. مع أن الحقائق قد تكون سرية التي تبين بالضبط مساعدة السودان التي قدمته للولايات المتحدة في الحرب علي الإرهاب, لكنه من المعلوم عامة و علنا و جاءت في تقارير وزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب  أن أسلحة من إيران متوجهة الي حماس تمر عن طريق السودان. في مارس 2009 إعترف السودان أنه في يناير 2009 كان هناك هجوما جويا حدث في قرب الحدود السودانية مع مصر. بالإضافة الي أن متمردين تشاديين مدعومين من قبل السودان أعتدوا و بصورة متكررة علي الحكومة التشادية و المدنيين التشاديين.
هذه أمثلة واضحة علي أن السودان دولة ترعي الإرهاب الدولي, كما تم تعريفه بحسب القانون الأمريكي.

إضافة, و بعيدا عن أدلة تبين أن السودان دولة ترعي الإرهاب الدولي, فإن تطبيع العلاقات مع حكومة السودان أمر غير متكافئ مع حقيقة أن حكومة السودان مستمرّة في مساندة إنتهاكات  علي نطاق واسع و التي تقع ضمن تعريف الإرهاب ضد الملايين من مواطنيها.

6    –  إهمالك و عدم الأخذ بالأولويات التي عبر عنها الدارفوريون كمجتمع مدني  و في المهجر:
نحن و بكل إحترام نطلب منك أن تأخذ في الحسبان الأولويات و المعضلات التي عبر عنها الدارفوريون من المدنيين في معسكرات  النازحين و اللاجئين  و الدارفوريون في دول المهجر.

بالتحديد عليك  ملاحظة رغباتهم التي عبروا عنها بكل وضوح و بصورة  ثابتة :

    العدالة و إنهاء ثقافة الإفلات من العقوبة.
    مطلب النازحين و اللاجئين يتوفير الحماية و الأمن كشرط أساسي  لرجعوهم الي قرراهم و بيوتهم.
    الضغط علي حكومة السودان  حتي ترضخ و تنصاع لحل مشكلة دارفور.

الدارفوريون يودون التفاعل معك و قد حاولوا الإتصال بك بعدة طرق. تفاهمات عدة من الدارفوريون أرسلت الي مكنب السودان بوزراة الخارجية الامريكية بعدة طرق يوميا تقريبا. إجتمع قادة النازحين بالمعسكرات مع لجنة حكماء أفريقيا بدارفور في يونيو و مطالبهم  أصبح معلوما علنا. خطابات من الدارفوريين في المهجر هنا بالولايات المتحدة الأمريكية قد أرسلت عقب مظاهرة في يوم 22 يوليو و سلمت لوزارة الخارجية و البيت الأبيض . نرجوك أن تغتنم هذه الفرص و تتخذ خطوات إضافية لتلتقي مع الدارفوريين و تتفاهم معهم.

نحن نشكرك علي عملك الجاد لحل المعضلات العديدة  للنزاع المعقد بالسودان.
نحن نعتقد أن السبب الجذري  هو الإضطهاد و التهميش لغالبية الناس بواسطة الأقلية بالحزب الحاكم المؤتمر الوطني و الذي ينوي البقاء في السلطة بأي وسيلة.
أملنا هو أن المقترحات في هذا الخطاب تكون لها قيمة في العمل الشاق القادم ليثمر سلاما كهدف في دارفور و السودان.

المخلصون
الموقعون أدناه:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *