حمى توحيد مليشيات دارفور ومحاولة إعادة إنتاج الأزمة !!

حمى توحيد مليشيات دارفور ومحاولة إعادة إنتاج الأزمة !!

حسن إبراهيم فضل
[email protected]

محاولات حثيثة  تبذلها دول الجوار والوسطاء , والمعنيين بالأزمة في دارفور من أجل توحيد مليشيات دارفور التي انشطرت على نفسها , عقب انتكاسة أبوجا  ,والردة الثورية التي اعترت السيد مني , ومن أصابته  ناموسة حب السلطة بأقصر الطرق.

فالعملية التي تجريها المهتمين بالشأن السوداني , أو حتى الذين ترهبهم مآلات الوضع في السودان كالسيدة القاهرة , التي استيقظت ضحى بعد أن  بكر الجميع وقطفوا الراية في بكورها ونالوا شرف بركة التبكير, حتى من  لا تعنيهم الكثير عن المسألة السودانية , للبعد الجغرافي والمصلحي. أقول السيدة أم الدنيا التي صحت عن سباتها  , على وقع مهددات الأمن القومي المصري , التي بلا شك سيكون له انعكاساته الكارثية  ,خاصة في ظل وجود نظام في جنوب الوادي , لا يهمه كثيراً  ,انفصال الجنوب او دارفور او غيرها , اذا كان ذلك الانشطار , لا يهدد بقائه في السلطة. وفي ظل تنامي تيار شمالي وجنوبي ينادي بالانفصال  رغم التهدئة , والترخيص لحزب جهوي عنصري مشروعه السياسي هو تفتيت السودان وأهله ,وإعادة تكوينه على أسس عرقية  ,لا تخالطه العرق الزنجي , ومحروس  وبحماية رسمية من الدولة  على شريعة ( الخال أم ).

وتنامي وظهور روابط تكفيرية تكفر كل من خالفهم الرأي , ولا يجدون غضاضة في أن يسفك دمه  , فسودان  البشير يقتل فيه المرء المسلم ولو كان يصلي , رغم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم تبرأ ممن قتلوا رجل اليمن الذي كان لا يصلي , وأشار إليهم عن لماذا لم تحبسوه ثلاثاُ وتطعموه في اليوم خبزاً عسى أن يتوب !! هذا المصطفى ولكن متطرفي السودان يريدون قتل أبنائها ولو كانوا يصلون ! هذه عشرون البشير العجاف التي فيها تبدلت كل القيم.

وإزاء كل هذه المعطيات جعلت الكثير يهرول  من أجل كفكفة القضية ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه , لأن البلد على شفا الانهيار.

ولكن فيما يلي المسألة الدار فورية تحديداً  هناك ثمة أسئلة تطرح نفسها عما هي هذه الوحدة التي نريد ؟؟ وما هي الفصائل التي نريد توحيدها ؟؟؟ وعلى أي  مستوى من الوفاق نريد ؟؟؟

هذه الاستفهامات يجاب عليها بوجود وضع وواقع لا يعرف من يسعون لهذه الوحدة كثير عنها .

الحركات أي بالأحرى المليشيات التي أفرزتها أبوجا , وتلك التي أنتجتها نظام الخرطوم , كلها مليشيات تجمعها رابط واحد هو السعي نحو تحقيق الثراء السريع , يجمعها  قطع الطرق ونهب قوافل الإغاثة.

هذه المليشيات مكوناتها إما ممن ذهب الى الخرطوم بعد أن حجوا إلى أبوجا , ولكنهم عادوا بلا غنيمة بعد أن  قسمت الحصص , ووجد هؤلاء أنفسهم خارج إطار اللعبة , فاثروا الرجعة ولكن يا حبذا إن عادوا من حيث أتوا  ,عادوا من نقطة ,لا إلى هنا , ولا إلى هناك , عادوا امساخ  , فليس هناك طلقة تطلق ضد العدو , ولا رؤى تقدم تجاه الأزمة , بل تحين للفرص وأي منهم يظفر بفتات دولارات النظام  ,من أجل التخذيل  والتثبيط.

فالواقع هناك مليشيات  دفع بها النظام , على أنها حركات تنادي ظاهريا بحقوق أهل دارفور , والعزف على  السيمفونية  التي أضحت تجلب الرزق الوفير ودون عنا.

النظام دفع ببعض الذين أدوا دورهم في حرق القرى , وقتل الأبرياء والذين سمو لاحقاً بحرس الحدود , دفع بهم للحاق بما تسميهم البعض بحركات , لتحقق ما ينادي به بعض الناعقين من أن بعض أهل دارفور غيبوا ,  وآخرين دفعتهم حبهم للوصول السريع ولو على دماء أهليهم.

فالمحصلة الأخيرة أن ما تسعى الوساطة لتوحيدهم  هو جمع السراب.

فالأجدر بهذه الوساطة ان ترجع كل لأصله. هناك مليشيات تابعة للنظام وأخرى تتبع للنظام تبعية  حدودها الخدمة المتبادلة بين الطرفين. والجامع والقاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً والنظام  هو ان الجميع مطلوب للمحكمة الدولية.

النظام ارتكب فظائع في دارفور مناطق أخرى من السودان , وهؤلاء المليشيات ارتكبت فظائع كذلك من قتل ونهب لقوات السلام وقوافل الإغاثة.  فالأجدر والاهم هو الدفع بهؤلاء إلى المحكمة للقصاص وليس ضياع وقت كثير معهم .

ولما كانت العدالة يستوجب ان تطبق على الجميع من البشير وغيره من المليشيات التي نفذت عمليات غير قانونية في دارفور نأمل ا يطبق ذلك بحرفية ومهنية وتعمل هذه الوساطة وتشتغل على هذا وتترك العمل السياسي , للمهمومين حقيقة بشأن دارفور وهم معروفون.

فلتكن الوساطة أكثر دقة وتسأل هؤلاء متى تم إطلاق طلقة واحدة تجاه العدو الحقيقي منذ مهزلة أبوجا ؟؟

فالمطلوب الآن من الوساطة ومحبي السلام ,  العمل على إنجاح منبر الدوحة بين حركة العدل والمساواة والنظام , والعدل والمساواة قدمت و بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء رؤى  متقدمة من حيث الطرح والمهنية العالية  , وسقوف محددة ومنحازة لهموم وأشواق أهل دارفور.

والنقطة الأخرى تخيير هذه المليشيات, أما الانضمام إلى النظام  لما تربطهم من علاقات, وأهداف بدل الهاه الناس  فالآن ظهر كل شيء  وسقطت الأقنعة , فليكن وفد النظام ومليشياته  موحداً مقابل وفد العدل والمساواة التي هي الجهة الوحيدة في رأي جديرة بأن تحقق حقوق أهل السودان ودارفور .

الأمر الآخر فيما يلي السيد عبد الواحد نور , فهو لا يملك سوى التصريحات . فان أرادت الوساطة اصطحابه فعليهم مخاطبة الجنرال قدورة المتواجد فوق قمة جبل مرة , فهو العنوان الوحيد للسيد عبد الواحد . فالمطلوب من الإخوة في الوساطة العمل والجلوس إلى الجنرال قدورة. فهو الوحيد الذي يحسم  ظاهرة عبد الواحد نور. وان ترك كذلك فهو لا يضر ولا ينفع. وإلا فالرجل له ست سنوات  هو بفرنسا وقدورة بالجبل ولا أثر ومثير.

وان كانت من ثمة رسالة للذين يلهثون وراء ما سموه توحيد المليشيات أن يعرفوا حقيقتها أولاً قبل الخوض في أي حراك تجاه هذه الظاهرة.

وحسناً فعلت مصر وأعلنتها بوضوح أنها تتعامل مع هذه المليشيات من حيث البعد القبلي , ولكن نقول للقاهرة  مطلوب عمل وجهد أكثر فهؤلاء ليس لهم حتى البعد القبلي هم مليشيات فيهم جميع القبائل ليسوا محسوبين على اثنيه محددة وهذه حقيقة وتأثير هم القبلي معدومة بالكلية وإلا كيف برجل داس على كرامة أهله واسترزق من على دماءهم أن يكون له ذلك التأثير.

ولكن ما يجب التذكير به ان هناك حركة حقيقية تمثل كل الطيف السوداني وليس الدار فوري فحسب  , له رؤى واضحة ,و إن كان من عمل فليكن معها  ,ومع المجتمع المدني السوداني وقوى الأحزاب السودانية , التي لها عمل مشكور تجاه حل الأزمة.

فالعملية برمتها في رأي أي عملية توحيد التي تجري الان هو اعادة  إنتاج الأزمة وبشكل آخر وبمنحى مختلف. فهذه المليشيات همها الآن الجلوس مع النظام فقط من أجل تصفية قضية المحكمة الجنائية  ومن مصلحتها أي هذه الحركات وكذلك النظام أن يصفى هذه القضية وبأي شكل حتى ولو تحت غطاء المصالحة وهو ما يلهث إليه النظام وهذه المليشيات بشغف.

فالتصريحات التي صدرت بالأمس حول إجراء حوار بمن حضر من الفصائل , يعزز ذات الاتجاه , وسيكون هناك قوى تنضم إلى النظام في رفضها للمحكمة الجنائية , وهو انتهاك صارخ لحقوق الأبرياء من أهلنا.

فالمطلوب من قوى التحرر ومجتمع مدني السوداني والدار فوري  فضح مثل هكذا مخططات.

فهذا الوفاق إن تم فهو سيعيد إنتاج الأزمة ,وبشكل  ووجه آخر سيسعى ذووا الضحايا للقصاص ممن ارتكبوا الفظائع على طريقتهم  ودون قانون وهو ما سيحدث كارثة حقيقية وتنحو الأزمة منحى مختلف.

حسن إبراهيم فضل
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *