حقائق الصراع القبلي في دارفور وكردفان (3، 4 – 4)

حقائق الصراع القبلي في دارفور وكردفان (3، 4 – )بقلم / بابكر ابكر حسن حمدين
( 4-3)
الملاحظه الاخري في هذه الصرعات القبليه جميعها لم تجد التدخل المبكر والسريع الحاسم من قبل اجهزه الدوله العسكريه والامنيه، السؤال لماذا تتراخي الحكومة في حال اندلاع الحروب القبلية وتأتي مؤخراً بصوره خجوله بعد وفاة العشرات بل المئات احياناً ؟؟. ومن ثم تقوم باجراءات صلح شكلية لا تلامس جذور المشكلة لذلك لا تؤدي الي سلام دائم اذاً في الامر إنَ ! وما قام به والي وسط دارفور جعفر عبدالحكم في خلال هذا الشهر من اعتقالات لرجال الاداره الاهليه وبعض قيادات المؤتمر الوطني في احداث المسيريه والسلامات بوسط دارفور تحديدا مناطق ام دخن و وادي صالح كلها محاولات يائسه لذر الرماد في العيون وطمس الاثر البائن للنظام في الاحداث و ما يؤكد ان النظام وراء هذه الصراعات القبيليه الان هو الذي يعمل علي تزويد الاطراف المحاربه بالسلاح والزخائر وثبت في كثير من المعارك مشاركة سيارات دفع رباعي تحمل مدافع بحوزه مليشيات تتبع له علي سبيل المثال المعارك التي جرت في ام دخن شوهدت عربات محملة بالاسلحه ماركة ديفيندر وهي معروف تتبع لقوات الاحتياطئ المركزئ وكذلك المعارك التي دارت في العام الماضي ولا زالت في مناطق السريف بني حسين شاركت فيها عربات اللاندكروزر تتبع لاستخبارات الحدود واخري تتبع للاحتياطي المركزي و الشواهد كثيره بهذه الصوره.

اما بخصوص غياب هيبه الدوله والقانون وهشاشه الامن السائده في دارفور هي اعمال من صنع النظام لان النظام عمل علي تدفق كميات كبيره من السلاح وسط القبائل ومنح حصانات لكافه المجرميين مثال علي ذلك اذا تم القبض علي احد افراد العصابات التي تقوم باختطاف الاجانب واصحاب رؤس الاموال من التجار مقابل الفديه لا يتم تقديمهم لاي محاكمة بسبب الحصانة الممنوحة له وفي الغالب تجده يتبع لمليشيات حرس الحدود او الدعم السريع او الشرطة الظاعنة او الاحتياطئ المركزي و….الخ.

التسليح المدفعي الثقيل و توزيع الرتب العسكرية ورصد الميزانيات الضخمة بصورة انتقائية ولد ثقافة الطغيان و الاستبداد والشعور بالغرور والعظمة واحدث خللا بالغا بمنظومة التعايش الاجتماعي. ومع تصاعد الصراع القبلي او بالاحري منذ مجئ النظام في انقلابة المشؤم في الثلاثين من يونيو بدا في تكوين وتشكيل ادارات اهليه جديده من نظارات وامارات وعموديات بصورة مصاحبه للصرع القبلي ومغذيه له مما احدث ربكة في النظام الاهلي الموروث واثار الفوضي وادي الي خلخله المجتمع وتدمير النسيج الاجتماعي واعطي حافذا اكبر لاستمرار الصراع القبلي واخر النظارات المستحدثة من قبل النظام هي بشمال دارفور نظارتي اولاد جنوب و اولاد تاكو اللتين يرجع نسبهما الي قبيلة المحاميد وهذا من افعال والي شمال دارفور وكما اسلفنا ان عملية التراخي والبطء الشديد والغير مبرر اطلاقا من اجهزه النظام الامنية تفسر برغبه اكيدة من النظام في استمرار الصراع والمتتبع لمسلسل الصراعات القبلية في دارفور يجد ان الصراع اخذ اقصي درجاته وتكاد كل المجموعات الدارفورية تتصارع فيما بينها صراع الكل ضد الكل وهذا ليس صراعا تقليدياً كسائر الحروب القبلية السابقه حيث بدا الصراع بشكل عنصري بتقسيم اهل دارفور الي مجموعتين زرقه وعرب مجموعة الزرقة كقبائل الفور والمساليت والزغاوة و….الخ. و مجموعة العرب كالرزيقات والبني هلبه والتعايشة والمسيرية والهبانية و….الخ. وتحاربت هذه المجموعتين لبعض من الوقت ثم جاء تقسيم المقسم اي تقسيم كل مجموعة الي مجموعات صغيره بغرض التفتيت ودوافع السيطره (فرق تسد) وجاءت المسميات بغرض التفرقة حيث لم نكن نسمع بها من قبل، الابالة والبقارة وبهذا السبب تقاتلت المجموعة العربية الواحده الرزيقات الابالة مع الحوطيه و الرزيقات الابالة مع الترجم و الرزيقات الابالة مع البني حسين وثم جاء الصراع الي مجموعة البقاره : الهبانيه مع السلامات والفلاته مع الهبانية والبني هلبة مع الترجم و الهبانية مع الرزيقات والمعاليا مع الرزيقات والمسيرية مع السلامات والتعايشة مع السلامات والبني هلبة مع القمر والقمر مع الفلاته و توسع الصراع بين كافة المكونات القبلية الرزيقات والزغاوة والبرتي مع الزيادية والبرتي مع الميدوب والبرقد مع الرزيقات و….الخ.

ولكن هذا الصراع القبلي الاجتماعي المعاصر يكذبه الواقع التاريخي القديم الذي تتجسد فيه علاقات التصاهر والامتزاج والتعايش السلمي بين جميع المكونات والاعراق في اطار الحاكورة الواحدة بلا نزاع .

الان وبعد ان اكتملت حلقات الصراع القبلي في دارفور ومع انتقال الثورة الي كردفان انتقل الصراع القبلي الي اقليم كردفان بصورة موازية. وبدا الصراع بين قبيلة المسيرية (الفيارين) بكردفان مع الرزيقات البقارة بحكم الجوار الجغرافي وكذلك الصراع بين بطون المسيرية اولاد هيبان مع اولاد سرور و الزيود مع اولاد عمران والحمر مع المعاليا بحكم الجوار الجغرافي وشمل الصراع مجموعات النوبه فبدا بقبيلة والي مع كتلا في الجبال الغربية ريفي الدلنج والحوازمه مع بعض قبائل النوبه.

 

( 4 -4)

وهنا ننصح شعب كردفان بالانتباه لهذا المخطط الذي بدات تتسع دائرتة وعليهم بتفويت الفرصه علي المتربصين بهم حتي لا يحول اقليم كردفان الي شلالات من الدم وعلي الشعب السوداني بكل مكوناته القبلية وخاصة في غرب السودان الحفاظ علي العلاقات الاجتماعية المبنية علي الاحترام المتبادل وتقبل بعضهم البعض وفق الاعراف والتقاليد السمحة وعليهم بعدم الانجرار وراء سياسات الانظمة الفاسده المستبده ويعلموا جميعا بان الانظمة مهما طغت وحتي لو عاشت اطول فتراتها فهي زائلة وذاهبه وسيظل الشعب السوداني هو الباقي وكما ندعوهم لعقد مؤتمرات الصلح والسلام الاجتماعي فيما بينهم بعيدا عن تدخلات النظام وعلي مكونات الشعب السوداني المختلفة وبالاخص المعارضة السياسية بشقيها المدني والمسلح ومنظمات المجتمع والمراة وجميع الفعاليات ان يبذلوا قصاري جهدهم من اجل اسقاط النظام واي محاولة دون ذلك تعني تفاقم الازمات المتعدده لهذا البلد وما يطرحه النظام من حوار وطني وما قام به من تشكيل مفوضيه للانتخابات وتعيين اعضائها هي اساليب لشرعنة الحكم والاستمرار فية والنظام لا يري ملاذا امنا لحمايته سوئ كرسي السلطة لان ما قام به من جرائم شتئ وانتهاكات فظيعة ورغبته العارمة فى الاستمرار فيها افقده فرصه المصالحه الوطنيه مع الشعب لذلك اصبح مطلوبا للعدالة الدولية والمحلية وعلي المجتمع الدولي في كل من الامم المتحده والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومجلس الامن الدولي وكل المنظمات الحقوقيه باجراء تحقيق دولي في طبيعة الصراع الجاري في دارفور والزاحف بقوة نحو كردفان والمطلوب منهم وبصوره عاجلة تفعيل وتنفيذ كل القرارات الدولية التي صدرات بشان النظام واتخاذ مزيد من القرارت المشددة للتعامل بحسم مع هذا النظام الدموي وان توضع قضايا السودان من ضمن اهتمامات و اولويات المجتمع الدولي والتعامل معها بقدر عالي من المسؤلية والجدية، وعليهم مراجعة تفويض البعثة الدولية في دارفور ودعمها بالاحتياجات اللازمة التي تساعدها في اداء دورها الاساسي وهو حماية المدنيين .

انقر هنا لإجراء أيٍّ مما يلي رد أو الرد على الكل أو إعادة توجيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *