حفر للذهب وحفر للموت

حسن اسحق
 اذا اردت ان تصير غنيا ، ما عليك الا  ان ترتب امتعتك، للذهاب الي مناطق التعدين، فبعد شهر وشهرين وسنة من الا نتظار في حفر الجنائز، ستأتي غنيا، وتشتري عربة ومنزل  وتتزوج بفتاة الاحلام،هذا هو الامل السائد وسط الشباب هذه الايام،بعد ان ضاق بهم الطريق،لا شغل ولا وظيفة،حتي الخريج في غرارة نفسه،لا يفكر الا  في الذهب وفائدته المالية،واصحاب الاعمال غير الوظيفية يفكرون في الذهب،وبائع الخبز يفكر في الذهب،وبائعة الخضار تحرض انبها للذهاب الي هنالك،لان ابن فلان ، اشتري قطعة ارض ب  70 مليون في غضون اشهر.الذهب ذو فائدة اقتصادية كبيرة وتجني مليارات الدولارات في سنة. لكن لماذا هذا التكتم الاعلامي لضحايا انهيارات الحفر في مناطق الذهب في الشمالية ودارفور وجنوب والشرق ومنطقة البطانة.قد ينشر وزير المعادن كمال عبداللطيف ان الذهب في الربع الاول من العام سجل ارتفاعا ملحوظا في الارباح،في مؤتمر صحفي،وضحايا موت معدن الذهب لا يتم ذكرهم،الذين تنهار بهم الحفر العيمقة،وتتكتم الوزارة علي الاخبار،ويلاحظ القارئ للصحف اليومية،هل تهتم الصحافة بهؤلاء الموتي من اجل الحصول الي مستقبل افضل،وهذا حظر من الحكومة من الاعلان عن الضحايا،كي لا يحدث عزوف من الشباب الطامحين الي تحسين ظروفهم المعيشية والاخرون من اباء والمهن المختلفة.فالذهب اغلي من الانسان في عهد جماعة كمال معادن.ودعا كمال المرأة بولاية جنوب دارفور الي لعب ادوار اكثر ايجابية في صناعة السلام في مؤتمر اتحاد المرأة السودانية  بنيالا،قائلا انه ينعقد في ظروف يتعاظم فيها التحدي وتزايد الاستهداف الخارجي،وعليها التصدي لهذا وصناعة السلام،ومضيفا(اوقفوا الحرب عشان نقبل للواطة نحفرها حفرة حفرة).كمال ينصح بايقاف صوت البنادق للاتجاه الي التعدين فيها،كأنه يتهم اهل دارفور بأنهم السبب في هذه الحرب،وينسي هذا الوزير الدماء التي سالت في جبل عامر بشمال دارفور بين الرزيقات وبني حسين مات المئات ونزح الالاف بسبب الذهب.ان والي شمال دارفور والوزير لايستبعد انهما خططا لحفر القبور،وبعدها استلام المنطقة ووضع قوية عسكرية عليها للحفاظ علي المعدن،وليس حماية الانسان نفسه.عليك ان تدرك ان الذهب في بلادك اغلي منك،لماذا احضروا جيشا بعد كل هذه الاراقة والنزوح وضياع مواسم زراعية كاملة، كانت تضمن لقمة عيش محترمة،ووزير للذهب طموحه  جني الدولار، فليمت الانسان، انه زمن الانسان الضائع في قبور التعدين الكمالية. موارد السودان
ليست للمواطن….
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *