حزب الامة (المقسم) غير مؤهل للم شمل المعارضة المسلحة والمدنية

لو اختارالرعيل الاول من جيل الاستقلال الامام عبدالرحمن (ملكا دستوريا) لما تفتت السودان!!
ابسط هذه الاطروحة فى النقاط التالية:
1- كان الامل ان يكون ( السيد عبدالرحمن) (ملكا) للسودان فى ملكية دستورية بحيث (يملك ولا يحكم ) –  فكرة كانت مطروحة من الانجليز – وقد مارس حزب الامة هذه الفكرة كسلوك يومى حيث ناى الامام عبدالرحمن بنفسه عن الكرسى – والسياسة اليومية – وترك السلطة وشؤونها للافندية وجهابذة السياسة من امثال عبدالله خليل والمحجوب.
2- استمر عزوف ال المهدى عن السلطة وتساميهم عن مزالق السياسة  على عهد الامام  الصديق والامام الشهيد الهادى عبدالرحمن — الى ان برز الشاب الطموح (الصادق) فى عهد اكتوبر 1964 والذى قرر الدخول (بنفسه) فى معترك السياسة –  ودخل فى نزاع مع الامام  الهادى عليه رحمة الله – وقد اعتبره الامام الهادى فى ذلك الوقت (عمل غير صالح ) – لانه تسبب فى (تقسيم) حزب الامة  لكونه شخصيا كان خميرة العكننة – والبصلة اياها التى افسدت شوال الانصار.
3- استمرت (لعنة) تقسيم حزب الامة تلاحق قيادات الحزب منذ عهد اكتوبر والى يومنا هذا حيث (تغزم) الحزب وتحول الى مخلوق مشوه تسيطر عليه (عائلة الصادق) – وقد استطاع السيد الصادق ان يجمع بين (الامامة) و (رئاسة حزب الامة) وهو الشئ الذى كان يناهضه على عهد الامام الشهيد الهادى فى عهد الديمقراطية الثانية – باختصار فان وصف (تقسيم المجزء ) ينطبق على حزب الامة على يد السيد الصادق – الذى ينطبق عليه المثل الشعبى السودانى (غلفا وشايلة موسها تطهر) – فاشل فى لم شمل حزبه يريد ان يتقدم بمشروع مؤتمر وطنى جامع  يضم المعارضة الحزبية المدنية والمسلحة – هذا لا يستقيم.
4- وخلاصة فكرتى فى هذه الجزئية من مقالى هى ان ال المهدى بموروثهم النضالى السودانى ممثلا فى جهاد ابناء كردفان ودارفور فى الثورة المهدية التى تحولت الى مشروع وطنى قومى – ان هذا الوضع المميز للسيد عبدالرحمن بكارزمته وكرمه وعزوفه عن السلطة – كل هذه الامور كانت تؤهله لان يكون رمزا للسودان كله فى شكل ملكية دستورية على نسق النظام البريطانى  — بحيث يكون غطاءا مناسبا لقيام ديمقراطية ليبرالية سودانية لا تخضع لمزايدة الاسلاميين اتباع مشروع حسن البنا .
5- اعتقد ان فكرة الملكية الدستورية هذه كانت ستجنب السودان من (مصيبة) الانقلابات التى بداها حزب الامة بتسليم السلطة لجماعة 17 نوفمبر1958 وكان السودان بحجمه الكبير سيكون الدولة حاضنة الديمقراطية فى افريقيا – وكان هذا الوضع ربما يغير مجرى تاريخ السياسة السودانبة بما يحول دون ان يلعب انسان مثل الصادق المهدى هذا الدور الهدام فى السياسة السودانية ويحول دون تدبير الانقلابات العسكرية التى هى فى الحقيقة من صنع الاحزاب السباسية – فانقلاب مايو دبره اليسار السودانى وانقلاب الانقاذ دبره الاسلاميون .
الدور السالب للامام الصادق فى السياسة السودانية :
أ‌-      فهو الذى افسد الديمقراطية الثانية بتقسيم حزب الامة –  والمماحكات مع الحزب الاتحادى الديمقراطى .
ب‌-  شارك بفعالية فى حل الحزب الشيوعى السودانى ابان فترة اكتوبر –  وفى اهانة القضاء حين رفض تنفيذ الحكم القضائى ببطلان حل الحزب الشيوعى.
ت‌-   عارض اتفاقية (الميرغنى – غرنق) نوفمبر 1988 على سبيل المماحقة السياسية—لانه لا يعترف للاخرين بانجازاتهم – والاخطر من ذلك لانه يقدم المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية تماما كما يفعل حزب المؤتمر الوطنى – وتسبب فى النهاية فى فشل الديمقراطية الثالثة مما جعل ذهاب دولة الانتفاضة شئ غير ماسوف عليه.
ث‌-  كان الصادق المهدى شوكة فى خاصرة التجمع الديمقراطى – وهو الذى كسر صف التجمع بالعودة الى احضان حكومة الخرطوم.
 حزب الامة (المقسم) غير مؤهل للم شمل المعارضة المسلحة والمدنية
اننا فى الجبهة الثورية (كاودا) التى تقاتل  من الاعتراف ومن اجل الحرية – ومن اهم اجندتها اسقاط حكومة المؤتمر الوطنى —  نتفهم تماما حجم كراهية الامام الصادق للجبهة الثورية (كاودا) – كما نتفهم القواسم المشتركة بين الامام الصادق شخصيا وبين حزب المؤتمر الوطنى – الامر الذى يجعل السيد الامام غير مؤهل للعب دور الجسم المتماسك القادر على لم شمل المعارضة السودانية بشقيها المسلح والمدنى–  ونبسط هذه المسالة فى النقاط التالية:
 
1-   المقاتلون فى دارفور وكردفان هم ابناء الانصار – وهذه المواقع الى تتحرك فيها جبهة (كاودا) تشكل مراكز ثقل التاييد الشعبى والجماهيرى التقليدية لحزب الامة – والثورة تنتج مشروعا – وقيادات – وكاريزمات – الخ وهذا هو الامر الذى يجنن الامام – وعى الجماهير هو الذى خلق الحالة الهستيرية عند الامام.
2-   خروج الثورة والثوار من دارفور وكردفان يعنى ببساطة اصدار شهادة وفاه لمشروع السيد الصادق التجديدى (نهج الصحوة) – لان الثورة لها مشروع بديل لمشروع الامام الذى اعلن افلاسه ولم يقدم السيد الصادق فى فترات حكمه – لاسيما فى عهد الديمقراطية الثالثة شيئا للشعب السودانى ولجماهير حزب الامة التى انتخبته فى دارفور وكردفان  – بل مارس الامام  ذات الاساليب الاستعمارية الوقحة (فرق تسد) — وياخذ عليه ابناء جبال النوبة تسليحه للقبائل العربية فى الديمقراطية الثالثة مما تسبب فى تمزيق النسيج الاجتماعى الكردفانى.
3-   عندما يئس بعض ابناء الانصار من مشروع الامام الصادق توجهوا خلال فترة اكتوبر وخلال الثلاثة عقود الاخيرة من القرن العشرين المنصرم الى المشروع الحضارى السودانى برئاسة عمر البشير المطلوب للعدالة الدولية  – وفى وقت مبكر اكتشف بعض ابناء الغرب ان الجبهة الاسلامية لا تختلف كثيرا عن حزب الامة فغادر نواب الجبهة القومية من الدافوريين – غادروا الجبهة – فى عهد الديمقراطية الثالثة الى الحزب الاتحادى الديمقراطى (وليس لحزب الامة المجرب بالنسبة لهم).
4-   فى وقت مبكر من قيام دولة الانقاذ الاسلامية اكتشف الشهيد داوود يحى بولاد زيف شعارات الانقاذ – فالتحق بولاد بالحركة الشعبية وتوجه الى دارفور وبرفقته المناضل عبدالعزيز الحلو – بهدف فتح جبهة فى دارفور للتتكامل جهود المهمشين فى الجنوب (المفقود) – او( المطرود) بضيق افق الرئيس وخاله – مع الدارفوريين وابناء جبال النوبة والانقسنا لتحقيق مشروع السودان الجديد القائم على اسس جديدة.
5-   عندما تبلوت  ثورة حركات المهمشين فى دارفور فى حركتى التحرير والعدل والمساواة جن جنون الامام وحزب الامة الذى تغزم على يديه بعد ان هرم الاثنان تخوفا من بروز قيادات دارفورية تنهى نفوذ حزب الامة فى دارفور – فحرك الامام كوادر حزب الامة الدارفورية بحركة التحرير التى كانت فى ذلك الوقت الحركة الكبرى –  الى حسكنيته — فكان تقسيم وتفتيت التحرير.
6-     عندما دخلت حركة العدل والمساواة العاصمة  السودانية فى العاشر من مايو 2008 فى الرحلة الطويلة بقيادة الشهيد د خليل ابراهيم قائد (عملية الذراع الطويل ) قامت قيامة  الامام الصادق الذى بادر الى التماهى فى المواقف مع الحكومة فى ادانة العملية  – لان مثل هذه العملية (غزو العاصمة) لم يعملها عبر تاريخ السودان الا الامام محمد احمد المهدى الدنقلاوى (بماكينة) اشاوش دارفور وكردفان. باختصار من رمزيات (عملية الذراع الطويل) انها تعنى ان (الخليفة الغرابى) ليس بحاجة لان يبحث عن (مهديه) فى شخص الزبير باشا  او (محمد احمد) او اى شخص من ابناء النخبة النيلية —  لقد جاء مهدى الخلاص فى عملية الذراع الطويل من رحم الدارفوريات – ثم تلالا نجم الكارزما الدارفورية يوم استشهاد د خليل ابراهيم  فى كردفان  فى 23 ديسمبر 2011 لكونه اكبر مهدد لاسقاط نظام الخرطوم —  المطلوب ان يبقى لكونه (النظام الضعيف) والمثالى لتنفيذ كل الاوامر .
فاليتلم التعيس على خائب الرجاء
سؤال يبدو منطقى  : ل ان الجبهة الثورية برفضها لمشروع الامام الصادق – الداعى لمؤتمر جامع يضم المعارضة المسلحة والمدنية —  الا تدفع بذلك حزب الامة الى احضان المؤتمر الوطنى؟ للاجابة على هذا السؤال افيد بالاتى:
1-   الامام الصادق هو اصلا شريك وحليف للمؤتمر الوطنى – وهو يعادى الحركات المنضوية تحت (كاودا) اكثر من معاداة حزب المؤتمر الوطنى لهذه الحركات – فالامر الذى يخشاه السائل هو امر كائن – اوليس ابنه هو مساعد رئيس الجمهورية.
2-   من خلال تجاربنا مع الامام نعلم ان هدفه من هذه المبادرة هو رفع اسهمه فى الصفقة القادمة مع المؤتمر الوطنى والتى حال دوناكمالها و تنفيذها سابقا الموقف الرافض لشباب الانصار – ونحن ننتهز هذه السانحة لنحى شباب الانصار على مواقفهم الاصيلة النبيلة من حزب المؤتمر الواطنى (المتهم قضائيا بادة المهمشين فى دارفور وجبال النوبة والانقسنا) . وشباب الانصار سواء فى ود نوباوى او فى العباسية و (ود ارو) – على سبيل المثال لا الحصر – تعود اصولهم الى جبال النوبة ودارفور – ويتعاطفون مع (جبهة كاودا) قلبا وقالبا.  
3-   وشاهدنا ان عين الامام تركز على الثلاثة مليارات القادمة لدعم ميزانية الخرطوم عبر المفاوضات الجارية تحت مظلة فرمان القرار الاممى 2046 وقد استبشر الامام خيرا باتفاقية النفط  على قلتها – فهى تشجع الامام على التماهى مع النظام – وتفاهم جبهة كاودا مع الامام لايزيدها الا خبالا – وارتماء حزب الامة الغزم الذى جرى اخنزاله اخيرا فقط فى شخص (عبد الرحمن الصادق)  فى احضان حزب المؤتمر الوطنى الغارق فى الفساد لا يعدو ان يكون ( لمة التعيس على خائب الرجاء) .
 
ابوبكر القاضى
الدوحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *