جماعات مساعدة امريكية طردت من دارفور في محادثات مع السودان

لندن/الخرطوم (رويترز) – قال موظفو اغاثة يوم الثلاثاء إن ثلاث جماعات أمريكية للمساعدة طردت من السودان قبل ثلاثة اشهر تجرى محادثات لارسال فرق جديدة الى هناك.

وامر الرئيس عمر حسن البشير 13 من وكالات الاغاثة الاجنبية بمغادرة شمال السودان في مارس اذار بعد أن وجهت له المحكمة الجنائية الدولية تهم ارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور بغرب البلاد.

واتهمت الخرطوم جماعات المساعدة بامداد المحكمة بمعلومات بشأن فظائع يزعم وقوعها في دارفور حيث تقول الامم المتحدة ان الصراع على مدى ست سنوات أودى بحياة قرابة 300 الف شخص وشرد اكثر من 2.7 مليون اخرين. وتقول الخرطوم ان عدد القتلى لا يتجاوز عشرة الاف.

ونفت الوكالات العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ومع ذلك قال السودان بشكل متكرر انه لن يسمح لها بالعودة. غير ان محللين يقولون ان بعض التقدم تحقق في هذا الصدد خلال موجة من النشاط الدبلوماسي من جانب واشنطن شملت زيارات للسودان قام بها السناتور جون كيري والمبعوث الامريكي الخاص للسودان سكوت جريشن.

وقالت جماعة ميرسي كوربس انها تناقش ارسال فرق جديدة تحت علم ميرسي كوربس سكوتلاند وهي منظمة خيرية منتسبة لها مقرها ادنبرة. وميرسي كوربس جماعة للمعونة مقرها ولاية اوريجون وكان لها عمليات كبيرة في دارفور ومنطقة ابيي التي يتنازعها شمال السودان وجنوبه.

وقال متحدث باسم ميرسي كوربس سكوتلاند “المفاوضات جارية مع الحكومة السودانية لكن لم يتم الاتفاق بشكل نهائي على شيء بعد… نأمل في التوصل الى اتفاق في اقرب وقت ممكن.”

وقالت عدة مصادر في جماعات المساعدة ان منظمتي كير وانقذوا الاطفال الامريكيتين اللتين طردتا ايضا من السودان تجريان محادثات كذلك مع مسؤولين لارسال فرق جديدة الى شمال السودان عن طريق فروع لهما في دول اخرى.

وذكرت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن اسمائها ان مصير المنظمات غير الحكومية الاخرى التي طردت ومن بينها اوكسفام بريطانيا والفرعان الفرنسي والهولندي لاطباء بلا حدود لا يزال غير واضح.

ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في لجنة الاغاثة الانسانية التابعة للحكومة السودانية للحصول على تعليقهم.

وابلغ جون هولمز مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية رويترز بانه على علم بالمفاوضات المتعلقة بجماعات المساعدة الامريكية ووصف تلك المفاوضات بانها “وسيلة عملية للمضي قدما”.

وقال هولمز “لقد أوضحت الحكومة انها لا يمكن ان ترجع عن القرار الذي اتخذته بطرد المنظمات غير الحكومية الدولية الثلاث عشرة. فاذا جاءت هذه المنظمات غير الحكومية باسماء جديدة وتحت شعارات جديدة فقد يسمح لها بالعودة.”

واضاف “بعضها يسعى للاستفادة من ذلك ويناقش كيفية تنفيذه.”

ورفض مسؤول من كير التعليق بسبب حساسية الموضوع. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مسؤولي انقذوا الاطفال.

وقبل طرد تلك المنظمات كانت الامم المتحدة وجماعات المساعدة تدير في دارفور اكبر عملية اغاثة انسانية في العالم. وكانت المنظمات التي طردت تنفذ 40 في المئة من العمل الانساني في المنطقة.

وقالت وكالات الامم المتحدة انها لا يمكنها ملء الفراغ الذي خلفته المنظمات غير الحكومية الشريكة لها التي كانت توزع المعونات الغذائية وتوفر المياه النظيفة والرعاية الصحية في شتى انحاء دارفور.

وقال موظف اغاثة غربي “لقد فهمت الحكومة السودانية ان نطاق الحاجات في ذلك الجزء من البلد هائل وباتت تدرك انها بحاجة الى المساعدة الخارجية.”

(شاركت في التغطية ميجان رولنج في لندن)

من كاتي نجوين واندرو هيفنز

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *