تهنئة بالعام الجديد و بعيد الجلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
JEM_Logo_2تهنئة بالعام الجديد و بعيد الجلاء

و نحن نطوي صفحة عام 2016 بما فيها من إنجازات و إخفاقات على المستوي الفردي، و الجماعي، و على مستوى البلاد، و نستعد لاستقبال عام 2017 و بلادنا تحيي الذكرى الحادية و الستين لجلاء قوات الحكم الثنائي، لا يسعني إلا أن أتقدم بأخلص التهاني لشعبنا الأبي في حواضره و بواديه، و في معسكرات النزوح و اللجوء و الشتات، داعياً المولى عزّ جلّ أن يمنّ على بلادنا بحكم رشيد يحقق الأمن و الإستقرار و العيش الكريم لكل مواطنيه.
و أنا أهنيء شعبنا بهذه المناسبة العزيزة، أجد أن يوم الاستقلال الحقيقي الذي يستحق الاحتفاء به لم يحن بعد، لأن نسبة كبيرة من شعبنا لا يزال في أسر الثلاثي اللعين – الجوع و المرض و الجهل. و يعيش الملايين منهم بين نازح و لاجئ يستجدي طعامه من الأجنبي. و عشرات الآلاف من الشباب الغض النضر هائم على وجهه يؤثر ركوب البحر الهائج مخاطراً بحياته بدلاً من عيش الذل و المسغبة و الأفق المسدود في بلاده. يستعصي عليّ الشعور بالاستقلال الكامل، و بلادنا مضطرّة لاستقبال عشرات الآلاف من القوات الأجنبية لحماية مواطنينا العزّل من بطش بني جلدتهم من القوات النظامية و من شايعهم من المليشيات. كيف نبتهج بذكرى الاستقلال و أرضنا تنتقص من أطرافها كل لحظة و حين و نعجز أن نحرك بشأنها ساكناً؟ هل نستطيع الحديث عن الحرية و الاستقلال و معتقلات بلادنا ملأى بسجناء الضمير و دعاة الحرية و العدل و المساواة، و صحفنا تصادر كل يوم لأنها لم تسبّح بحمد الحاكم بأمره؟ ما قيمة الاستقلال إن لم يكن صنواً للحرية و العزة و الكرامة؟ كيف يتسنّى لأطفالنا التغنّي بأهازيج الاستقلال و هم يفترشون الأرض في مدارسهم و يتخذون من أفخاذهم الضئيلة سنداً للكتابة و هم جوعى، لا يجدون سقفاً يقيهم حرور الشمس المداري، و لا حائطاً يقيهم زمهرير الشتاء و عواصفه، و حكامنا يتنافسون في التطاول في البنيان، و يستوردون أثاث مكاتبهم بعشرات الملايين من الدولارات من غير أن تحرّك فيهم مناظر المدارس و المستشفيات البائسة الخربة شعرة؟!
أمنيتي و أملي الكبير في اليوم الأول من عام 2017 ألاّ يحول على بلادنا العزيزة الحول إلاّ و قد أخذ شعبنا أمره بيده، و ترجم قول الله عزّ و جلّ ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” إلى واقع معاش. و كل عام و السودان و شعبه بألف ألف خير.

جبريل إبراهيم محمد
رئيس حركة العدل و المساواة السودانية
رئيس الجبهة الثورية السودانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *