تهديد مناوى لضرب المطارات و”جقلبة ” اليوناميد

بسم الله الرحمن الرحيم
تهديد مناوى لضرب المطارات و “جقلبة ” اليوناميد!!
الصافى النور عرجة
الفاشر – حى الثورة
السبت
26 فبراير 2011 م
[email protected]
زارنى فى منزلى بالفاشر صديقى المهندس (الدارفورى \الخرطومى ) والذى اتى الى الفاشر فى زيارة عمل لتنفيذ بعض الاعمال المتعاقد عليها مع “اليوناميد” فى مواقع مختلفة من دار فور ودعوته لتناول وجبة الغداء مع صديق آخر مشترك بيننا فى اليوم التالى فى مطعم فخم بالمدينة  اغلب رواده من موظفى ” اليوناميد” باعتبارهم اكثر القطاعات الوظيفية دخلا فى مدينة الفاشر .
واثناء تواجدنا بالمطعم المذكور وتناول الشاى و”البارد”  بعد الغداء ظهر فجاة امام الطاولة احد موظفى اليوناميد (سودانى ) ، ويبدو انه على معرفة ممتازة بصديقى (الخرطومى)  وسلم عليه بحرارة وقدمه الاخير لنا وبعد تبادل  السلام وتقديم الدعوة له  بالجلوس معنا لتناول الشاى ، حيث لبى الدعوة على الفور قائلا انه هنا فى الاساس لمعرفة (رأينا) فى موضوع هام . رأينا ؟ سأل صديقى بشئ من الدهشة ولكنى بادرت  قائلا للرجل : اهلا وسهلا ومرحبا بك  وذلك لرفع الحرج عليه لانى خمنت دهشة صديقى ، وكأنه يقول للرجل ، نعم ممكن ان تأخذ رأى انا فى موضوع ولكن كيف تطلب رأى اناس لا تعرفهم وفى موضوع لا علم لك بمعرفتهم به ؟ وقال الرجل بعد ان جلس و بنوع من الجدية :  طلب منى مديرى المباشر فى “اليوناميد”  ان اخرج الى المدينة وارجع اليه باوسع استطلاع ممكن من المواطنين العاديين خارج ” اليوناميد ” وجمع اجابات لسؤال واحد ومحدد وهو : هل السيد \ منى اركو مناوى زعيم حركة تحرير السودان “المتمردة” جاد فى تهديده الاخير  بضرب مطار الفاشر ؟!
تفاجأت من مثل هذا السؤال وبل السلوك نفسه من “اليوناميد”  وقلت فى نفسى ما العلاقة المباشرة  ” لليوناميد ” بمثل هذا الموضوع الامنى الخطير للدرجة التى يكلف به موظف بشكل رسمى لمعرفة رأى الشارع بمدينة الفاشر ولكنى سألت  الرجل على الفور : متى هدد السيد \ مناوى بضرب مطار الفاشر ولماذا ؟ بدل الاجابة على سؤالى ادخل الرجل يده فى جيبه واخرج ورقة وناولنى اياه ، فاذا هو بيان ممهور بتوقيع مناوى ، ومضمونه انه يوجه انذارا لليوناميد والمنظمات الدولية العاملة فى اقليم دار فور من استعمال المطارات الحكومية وليس فقط فى دار فوروبل فى كل مطارات السودان ، ويقول البيان (فى اطار حقها المشروع فى الدفاع عن نفسها ومشروعها والدفاع عن شعوب دار فور فان حركة تحرير السودان لا خيار لها سوى تدمير مواقع العدو التى يأتى منها آلة الموت والدمار والتطهير العرقى (يقصد الطيران العسكرى الحكومى) ، وعليه تحذر الحركة قوات اليوناميد المنتشرة فى اقليم دار فور ، وقوات الامم المتحدة فى السودان والمنظمات الدولية العاملة فى اقليم دار فور وعموم السودان ان تخلى المطارات الحكومية اينما وجدت فى دار فور او غيرها فورا ، لانها صارت هدفا عسكريا لقوات حركة تحرير السودان وفصائل التحرير المشتركة ) …. انتهى البيان
بعد قراءة البيان قلت للرجل ما المطلوب منا الآن ؟ اجاب الرجل انه يريد معرفة رأى ثلاثتنا عن مدى جدية مناوى فى تهديده  . بعد نقاش قصير –  ولسوء حظ الرجل ورئيسه فى العمل –  فقد  اتفق ثلاثتنا ان منى اركو نادرا ما يتوعد او يهدد منذ ان كان فى تمرده  “الاول” واذا هدد فانه ينفذ ما هدد به وخاصة وان للرجل تجربة معروفة –  وحاضرة فى اذهان سكان الفاشر –   مع مطار المدينة ، ولم يكتف الرجل حينها بتدمير كل الطائرات العسكرية الجاثمة فى المطار وبل ضرب رئاسة القيادة العسكرية  الغربية واخذ معه كمية هائلة من العتاد العسكرى والعربات  والوقود وبل اخذ معه  اسيرا مهما  هو قائد السلاح الجوى برئاسة القوات المسلحة بالخرطوم (اللواء بشرى) والذى كان فى مأمورية للمدينة ينسق لعمليات ضرب الثوار بالطيران الحربى ، وبقية القصة معروفة . وقلت للرجل ان هنالك جزئية ربما تكون غير معروفة للبعض من هذه (القصة)  وهو ان تهديد ضرب مطار الفاشر من قبل منى اركو كان يتداولها اهالى الفاشر قبل اسبوع من تنفيذه  وقد اتى بالفعل فى نفس التاريخ المضروب (صباح يوم الجمعة ) !
شعرت ان الرجل قد  اصابه بعض الحيرة والاحباط من هذه النتيجة التى توصل اليها مبكرا و من اول  “عينة ” اختارها فى الاستقصاء الذى ُكلف به من رئاسة
” اليوناميد” ، وذكر لنا الرجل بشئ من الاسى انه بمجرد ورود هذا البيان قامت ادارة ” اليوناميد” باستقصاء كل موظفى اليوناميد السودانيين  (حسب معلوماتهم عن مناوى ) عن مدى جدية تهديد الحركة للمطارات وكانت المفاجأة ان اكثر من 95% من الذين تم استقصاءهم من موظفى اليوناميد كان رأيهم ان مناوى يفعل ما يقول ولا بد من اخذ الموضوع بالجدية اللازمة  ، الامر الذى حدا بادارة اليوناميد الى توسيع قاعدة الاستقصاء ليشمل عينات من مواطنى الفاشر العاديين امثالنا . قلت للرجل وبشئ من الخبث : هل يضيرك ان تسمع رأيا “جادا” واضافيا عن هذا الموضوع ؟ اجاب الرجل بسرعة وبحسن نية  : جدا ويسعدنى سماع ذلك . قلت له :
رأى الشخصى هو ليس فقط تأكيد جدية مناوى فى تهديده لضرب المطارات وبل انى اؤيده بقوة فى ذلك !
وكان هذا الرأى بمثابة الصاعقة لصديقى المهندس وموظف اليوناميد ، حيث اسمعنى المهندس كلاما كثيرا كان  اقله انى مخرب ومتواطئ مع المتمردين وانى الان اعيش سلاما وطمأنينة فى مدينة الفاشر وكيف لى ان اخرب على نفسى وعلى اولادى فى المقام الاول  هذا السلام وذلك بدعوتى لضرب مدينة (آمنة) اعيش فيها ومطارها  ينشط بالمواطنين وافراد القوات الدولية الذين اتوا خصيصا لخدمة (اهل) دار فور ، وذلك جيئة وذهابا . اثارنى جدا حديث الرجل وقلت له  بنوع من الحدة :

عليك ان تعرف يا باشمهندس ان منى اركو  مناوى كان قبل اشهر هو  الرجل الرابع فى هيكل السلطة السياسية فى هذه البلاد او بمعنى آخر هذا الرجل فى منتهى الوعى و المسئولية وليس غاوى حروب وتخريب ، وحجج الرجل قوية وواضحة فى بيانه الذى اطلعت عليه لاول مرة امامكم الآن  وان هذه المطارات هى مقر لكل الطائرات الحربية العسكرية التى تقلع منها لضرب قواته ، علاوة على ضرب قرى المواطنين العزل  وبهائمهم ومن ثم تهجير من بقى على قيد الحياة الى مخيم زمزم ونحن كسكان للفاشر  يوميا نستقبل العشرات من الاهل من قرى مناطق عد البيضة وساق النعام والذين يهربون  من جحيم هذه الطائرات ، وشخصيا فقد اخليت غرقة كاملة فى منزلى لوضع بعض العفش والمستلزمات المهمة والخاصة باهلى الذين نزحوا من قراهم بفعل استهداف الطيران العسكرى لهم  من السماء ومليشيات (اخونا) الوالى كبر من الارض ، حيث تمارس هذه المليشيات  القتل “الانتقائى” و لا خيار امام القرويين غير النزوح الى المعسكرات ، لان هذه هى خطة الحكومة ويقوم فقط  بتنفيذها الوالى كبر . وعلى فكرة اين هذا السلام الزائف والطمأنينة التى تتحدث عنها و لماذا يعيش سكان الفاشر فى سلام وطمأنينة وتتسع مخيمات النازحين كل يوم بالقادمين الجدد من قرى النزوح  على مدى الثمانية سنوات الماضية والحكومة و معها اليوناميد لم تحرك ساكنا ؟ الم يكن لهؤلاء حق المواطنة والعيش بسلام ؟ منى مناوى الذى تتحدث عنه يعيش عدد كبير من افراد اسرته فى هذه المدينة (الآمنة) ولكنه يحمل هما اكبر من مسئولية اسرته المباشرة  وهى  قضية دار فور حتى يعيش كل اهل دار فور فى سلام وطمأنينة وليس السلام الزائف لهذه المدينة (الفاضلة ) والتى لا يستطيع واليها الخروج الى مسافة خمسة كيلو مترات او اقل من مركز المدينة . وبعدين ، لماذا هذا الهلع  من اليوناميد ؟  الم ياتوا لحماية النازحين ومراقبة تنفيذ اتفاق ابوجا حسب ما سمعنا عنهم  ؟ هل وفرت اليوناميد اى حماية حقيقية  للنازحين حتى الان و اين اتفاق ابوجا الان واين الشخص الذى وقعه من طرف الحركات المسلحة  ؟ الم تقم حكومة المؤتمر الوطنى بتمزيقه من طرف واحد ؟ وهل سألت  اليوناميد الحكومة لماذا اعلنت ان قوات مناوى صارت هدفا عسكريا لقوات الحكومة وهل الحرب هى نزهة فى اعتقاد الحكومة واليوناميد ؟ وهل الحكومة او اليوناميد هى من تختار لمناوى اهدافه العسكرية ؟ اذا كانت لا تتوفر ليوناميد مطارات خاصة ومضطرة لاستغلال المطارات الحكومية والتى تنطلق منها الطائرات العسكرية لضرب قوات مناوى الم تكن ذلك مشكلتها فى المقام الاول وليست مشكلة مناوى وقد برأ الرجل نفسه وحركته من المسئولية وذلك بهذا التحذير المبكر    ؟ ، و……………،  الى هذا الحد قاطعنى صديقى المهندس واستأذن للانصراف لانه على موعد مع مسئول كبير فى اليوناميد لمناقشة التفاصيل النهائية لعقد الانشاءات الذى يقوم بتنفيذه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *