تضييع الوقت

حسن اسحق
بدأت مفاوضات عملية السلام بين نظام الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال في فبراير الماضي ، مثل الحكومة دكتور غندور والحركة الاستاذ عرمان ، ارادت الحكومة التفاوض حول قرار مجلس الامن لعام 2011 حول المنطقتين المنحصرة في الجوانب الامنية والسياسية والانسانية ، والحركة الشعبية لا تتغاضي عن الجوانب الثلاثية ، ولكن تريدها بصورة اوسع تتضمن الحل الشامل لكل قضايا السودان، حول كيفية حكم البلاد، ولا تريد حصرها في المنطقتين، وكادت طاولة اديس ابابا ان تحدث انشراخا في الجبهة الثورية او بالاحري تحالف كاودا، الذي وقعت علي وثيقته احزاب المركز ولكنها تنصلت من الاتفاق نتيجة لتهديدات المؤتمر الوطني الذي اعتبره تهديدا للقوي القديمة التي تداولت كرسي الحكم منذ خروج الاستعمار الثنائي. وهذه الكفة تأرججت بين معارض من احزاب الامة والاتحادي والشعبي بعد خطاب الرئيس الاخير، وقبولهم بدعوته ما هو الا تأكيد علي انها ستوافق علي ما يطرح ، لانها مصالحها مع بقاء النظام ،لانه امتداد طبيعي لسلطتهم التي ورثوها من الاستعمار، وفي سبيل استدامتها يفضلون وجوده مسيطرا، بدلا من شريك اخر يكون قويا طارح كيفية الحكم لا من يحكم السودان ، لانها تنظر امام ارجلها وليست للمستقبل المشرق . والمؤتمر الوطني في جر هذه الاطراف الي جانبه لكسب الوقت ليس إلا ، وبعدها يرمي بهم في مزبلة الانتخابات القادمة ، وتظن انها ذكية ، وعبقريتها ستطيح بما تبقي من السودان . ومفاوضات اديس جزء من اهدار الزمن ، قبول دعوته من الاحزاب الديناصورية التي فقدت شعبيتها في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ، وكذلك شرق السودان، ارادت ان تحصر نفسها في مثلث حمدي المركزي ، واحداث سبتمبر اظهرت مدي كراهية النظام ، والقتل العشوائي للمتظاهرين ورميهم في السجون في انتظار محاكمتهم . اذا ظنت الاحزاب القديمة انها ستنجح في مسعاها ، اظنها ستخسر شبابها في تنظيماتها وجماهيرها في الشارع التي باتت اكثر صراحة في اسقاط النظام من احزابهم التي تلتقي سرا مع قيادات النظام ، لصياغة وثيقة تحالف يضمن لها مصالحها في الشراكة المقبلة . وعلي تحالف الجبهة الثورية ان يدرك ان التفاوض مع جسم واحد لا يجلب حلا ، واي تفاوض قادم يجب ان يكون شاملا ولا يقصي احدا ، لتكون القوي المستقبلية الموازية للتيار الاسلامو عروبي ، الذي بدأت مصالحهم تتضح بعد خطاب الوثبة . ان تكتيك اهدار الوقت تساهم فيه الاحزاب التي قبلت الدعوة ، رغم حديثها ، انها تؤيده سرا..
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *