ترحلة النصر طويلة وشاقة

سنصلها في النهاية
حسن اسحق
هناك الكثير من المقولات ،لقادة مشهورين، وضعوا اساس وشعار المطالبة بالعيش في وطن كريم ،وفي مسعي هذا الهدف البشري النبيل،كانت الروح الاغلي ، ثمنا رخيصا من اجل ان ينعم الجميع بسعادة ورفاهية حقيقية، لكن الطرقات والمداخل لتشييد وضعية افضل ،ينبغي علينا ان نسهم جميعنا ، لنرسم ان الهدف والسعي الي انجازه بروح انسانية واحدة، تواقة الي حلم الحرية والديمقراطية. مارتن لوثر كنج قائد ثورة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الامريكية في ستينات القرن الماضي، كان له حلم ان يعيش السود والبيض حياة متساوية لا تفرقة فيها بين الاجناس والاديان ،وان يكون الانسان هو مقياس كل شئ،القياس الانسانية ، اما الاختلافات الاخري ، الدينية والثقافية والجنسية واللغوية ، مصدر اغراء واغناء واكمال لحلقات القبول بالاخر مهما كان ،والا تدمرت القيمة الانسانية ذاتها ، فما بالك بالاختلافات الاخري، ومن اقواله المتداولة يرددها من يطالب دوما بالتغيير وانجازه علو ارض الواقع المعاش، وهذه تكرر علي مستوي منابر النقاش السياسية في الجامعات السودانية ،لا يستطيع احد ركوب ظهرك،الا كنت منحيا ،فعلا صدق مارتن لوثر كنج ،الانحاء للطغيان والاستبداد باعتباره اولي الخطوات لهذه الركوب الذي قد يستمر لاكثر من 23 عاما ، ان السودانيين اجبروا الي الركوع تحت تهديدات مختلفة منها ضغوطات الحياة اليومية والتشرد والفصل من العمل ، دون مبررات منطقية ، والاعتقالات التي طالت ومازالت تستمر في القبض علي فرد تجرأ علي قول الحقيقة في وجه هؤلاء الطغاة الاسلامويين ، المنتفعين من الكتب السماوية والمتاجرين كذبا بكلمة الرب الصادقة. وفي مثال بارز تشكله مرأة سودانية قوية ، اثبتت لنا ذلك ان الحرية نور ونار،فمن اراد النور عليه ان يكتوي بالنار، هي جليلة خميس كوكو المناضلة النوبية، وما استخدام نوبية الا للتذكير بالعمل النبيل الذي قامت به لانسان منطقة جبال النوبة النازح في مناطق السودان الاخري والممنوع دخول المواد الغذائية الي مناطقه بححة سيطرة الحركة الشعبية ، وقدمت جليلة الكثير ،قامت بتدريس وانشاء مأوي دراسي الاطفال النازحين، وهذا العمل الانساني النبيل،يقدمه القليلون ويشكك فيه الكثيرون، ان شهر مارس الماضي فترة اعتقالها دون اسباب، ان اعتقالها تم بمفهوم وعقلية الطوارئ العسكرية، لاتتيح اي فرصة للدفاع عن النفس، بل توجه التهم المختلفة تقويض النظام الدستوري، والتخابر مع جهات معادية ، الهدف كسر ثبات المناضلين والمناضلات حتي يتراجعوا عن هدف مشوار التغيير ، لكن هيهات حدوث مثل هذا ، ان جليلة خميس كوكو ، تمثل لنا رمز حقيقي للثبات ، هذا الصمود الذي قارب العام ، دليل علي ناصع ، علي مانقول ، انها مناضلة لها اسرة لكنها لم تنكسر تحت التهديد والتعذيب النفسي والاغراءات المادية من نظام ادمن الاستبداد والقمع 9الديني والاثني بكل اشكاله التي انتقدها العالم . ما نريد ان نرسله للعالم ان رحلة النضال لها الكثير من المتاعب والمشاق والصعاب بالاخص في دولة المؤتمر الوطني اللانسانية لا تقدر اي قيمة لنا في هذه البلاد التي ادمنت الموت الجماعي والفردي ومازالت تمارسه دون اي وازع ضميري اخلاقي ، لذا انتفض الجميع من طلاب جامعيين وشباب وسياسيين وناشطين في منظمات المجتمع المدني المختلفة ، بهدف كسر هذا الطوق التي يسور اعناقنا وكسر السروج التي احاطت بظهورنا منذ اكثر من 23 عاما، ان رفع السلاح جزء من النضال قد يختلف معه الاخرون، لكن في وضع كالسودان اصبح فريضة وواجب والكفاح السلمي جزء من عملية ازاحة الاستبداد الاسلاموي الانقاذي بقيادة فرعون الحركة الاسلامية عمر البشير وسدنته الطغاة المتجبرين، وماندفعه نحن الشعوب السودانية سيكون ثمنه في النهاية الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية وقبول الاخر المختلف دينيا وعرقيا واثنيا ولغويا في شاطيء الحكم الرشيد. وثمن فترة بقاء جلية خميس والاخريات في السجون الهتلرية الانقاذية.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *