حسن اسحق
العقل السليم في التخطيط السليم، الدولة التي تفكر في مصالح مواطنيها، تعمل جاهدة لتوفير العلاج والتعليم للجميع في المناطق الفقيرة في مواردها، فما بالك بمناطق بها موارد ثروة حيوانية وطبيعية، منطقة مثل كردفان الكبري قسمت الي ولايات لا ليستفيد انسانها، بل لتعود الفائدة لطائفة ذات مصالح محدودة لافرادها يخدمون عوائل حتي لو كانوا من ابناء المنطقة. القتال بين ابناء المسيرية في ولاية غرب كردفان، راح ضحيته العشرات من قبيلة المسيرية، من يقف وراء الاقتتال؟ رغم معرفة الاغلبية بمصدر السلاح، واستشراءه وسط الجميع. اذا كانت الحكومة لاتكل ولاتمل ان حفظ الامن الذي من اختصاصها، لماذا تسمح بانتشار السلاح بين الجميع، حتي اذا كانت مناطق حرب، الحكومة هي من تحمي مواطنيها، وليس المواطن من يحمي الحكومة. ان القتال بين ابناء المسيرية، من يفكر بعقلية الحرب، يسهل عليه اغداق المنطقة بالرصاص، ولايستطيع ان يشجع او يرغب الاطفال علي التعليم، اويملك ضمير لفتح مدارس. ان البترول المنتج في المطنقة نسبة ال2 في المائة لا تذهب لصالحهم، ان الحكومة تزرع الفتن بين القبائل، ليحصدوا هم الاحزان ويزوروا القبور، قد تستخدم الحكومة سلاح العنصرية بين القبائل، اذا ارادت استمالتهم لصالحها، وتحقيق مصالحها، واذا تعلق الامر حول بالارض والمورد، والحكم والمناصب، استخدمت سلاح الافضلية بين بطون القبيلة الواحدة، وسلحت الاطراف كلها، فليموتوا، فهي لا تري فيهم الا وقودا يمكن استخدامه حسب الزمكان. ولا يرف لها جفن الكذب بالتضحيات من اجل الوطن، ياتو وطن يوفر الذخيرة والاسلحة الثقيلة، ولايوفر التعليم والصحة لابناءه. ان المؤتمر الوطني يسعي جاهدا لتوفير بندقية لكل طفل، ولايسعي لتوفير كراس لعشرة اطفال، او دواء لمائة طفل. انها الدولة الحربية التي تبني قوتها علي اجساد ابناءها، تقتلهم وتشردهم لتبقي الي ان يأتي عيسي المسيح، وهي دلالة علي التمسك بكرسيها الي ان يموت اخر طفل وفتاة، وامرأة علي الطريق،في الحقل. والدولة اعدمت العشرات من ابناء القبائل العربية في جنوب كردفان، لتبادل تجاري بينهم والحركة الشعبية. ان تجار السلاح والذخيرة، هم يديرون مفاصل السلطة، ارادوا وطنا بلا انسان الا انسانهم الذي شبهوه بكلب الصيد، يصطاد الفريسة لسيده الخسيس، وينوم جائعا في غرفته. ان السيد الذي يعرف بصيغة الملك، علي السيد ان يتحلي بضمير رجل الدولة التي تعني سيادة القانون، ولا السيد بمفهوم رجل المافيا، الذي يؤمن بفكرة الغاية تبرر الوسيلة، وطبقت في ام ديبون..
[email protected]