تأهيل النازحين واللاجئين مدخل العودة الى مجتمع معافى ومستقر

بقلم /حسن إبراهيم فضل

أقلام متحدة

يعاني  النازحون في السودان كمعظم النازحين في الدول التي عانت حروبا أهلية متطاولة من فقدان القدرة على التكيف  واليأس  مما حولهم  من المتغيرات التي طرأت على حياتهم  بسبب تلك الحروب, خاصة بعد انتهاء تلك الحروب والحديث عن  ضرورة عودة هؤلاء المهجرين الى  مناطقهم الاصلية , غير ان الملاحظ  ان لا احد سواء كانت الحكومة او منظمات المجتمع المدني والمنظمات الاغاثية المحلية منها والدولية التي تعمل في مجال النازحين واللاجئين ليست لديها خطة او مبادرة تهدف الى تأهيل العائد على المستوى النفسي و المهني الذي يضمن له حياة كريمة بعد العودة ,او حتى في مخيماتهم  التي يسكنونها الان , لان الوضع النفسي والاجتماعي المحبط  للأفراد القاطنين في المخيمات أحد أبرز معوقات تنمية سبل العيش في مخيمات النزوح الداخلي, وستكون حاجز كذلك عندما يعودوا الى قراهم .

كما ان النزوح واللجوء تمثل بيئة خصبة لكثير من ا السلوكيات والأمراض النفسية الخطيرة على الفرد والمجتمع , خاصة ونحن نتحدث عن جيل كامل ولد وترعرع في مخيمات النزوح واللجوء وتفتحت عيناه على قصص مؤلمة وانتهاكات وحشية تعرض لها النازحين ,والطفل هناك يسمع قصص الماسي من خلال رواية اهليهم  او حتى بالمعايشة خاصة لأولئك الذين نجو بأعجوبة أحيانا من رصاصات القتل خلال تلك الحرب ,وبالتالي رغبة الانتقام ستكون حاضرة وبقوة يتطلب معها وقفة جادة وخطة منهجية للتعامل مع هذه الشريحة المهمة من الطاقات البشرية  الهائلة ,والتي ستضيع ان لم تجتمع كل الجهود الحكومية منها والأهلية والدولية كذلك من خلال المنظمات العاملة والتي ينتظر منها الا تكتفي بالمعونات الاغاثية  فقط رغم أهميتها ولكن تخصيص مساحة  وقسط من هذه الإعانات للجانب التأهيلي مسألة مهمة جدا, وذلك من خلال الاستمرار في دعم هؤلاء النازحين حتى بعد عودتهم الى قراهم ,والعمل جنبا الى جنب مع السلطات الحكومية والمحلية على تهيئة الأوضاع بتوفير الامن وتوفير سبل الإنتاج خاصة المدخلات الزراعية بشقيه النباتي والحيواني وفق برامج لتمليك  هؤلاء العائدين ما يمكنهم من استعادة ما فقدوه و توفير المعينات الزراعية والبيطرية وإقامة ورش ودورات تأهيلية تتناسب مع قدراتهم وحاجاتهم لان يبدأوا حياة جديدة.

ان  عودة النازحين واللاجئين وتأهيلهم ليست  مهمة الحكومة فقط ولكن هو هم كل أفراد المجتمع والمؤسسات الاجتماعية ورجالات الاعمال والشركات, ويجب ان يكون هذا الهم هم الجميع لأنه ركيزة مهمة من ركائز التنمية المستدامة ,ببساطة شديدة  لا تستطيع أي دولة ان تتحدث عن تنمية واستقرار وشريحة كبيرة من المجتمع   خارج دائرة الإنتاج , حيث كانت هذه الشريحة تشكل احد دعائم الإنتاج وفي مجال مهم كالزراعة التي هي عصب الاقتصاد السوداني ,بالتالي على الحكومة ورجال الاعمال والشركات ان تخصص جزء مهم مما تخصصها للمسؤولية الاجتماعية في مجال تأهيل وعودة النازحين وعلى الأندية الرياضية كذلك وادارات هذه الأندية والذين ينفقون المليارات لاستجلاب المحترفين وهو امر مهم في تطوير الرياضات المختلفة لكن أيضا من المهم ان يولوا  أمر عودة النازحين واللاجئين قدر من الاهتمام, وهذا يتطلب أيضا دور اخر مكمل سيلعبه المشتغلين في هذا المجال  خاصة حركات الكفاح المسلح التي هي معنية بعودة المهجرين ان يبتدروا مبادرات وان يتواصلوا مع كل من يستطيع ان يلعبا دورا في هذا المجال.

صرخة ودعوة نطلقها عالية لعلماء النفس وأساتذة الجامعات ان مجتمع النزوح واللجوء بحاجة لوقفتكم وبحاجة لدراساتكم المعمقة  وللعب دور محوري في إعادة دمجهم في المجتمع ضمانا لمجتمع سوداني معافى يعمه الطمأنينة والسلام .

 

# في الختام هذه  مبادرة أطلقها لمن يهمهم أمر النازحين واللاجئين وعودتهم ان هلموا لتشكيل منظمة او أي تكتل من شانه لعب دور في هذا الامر, تتمحور هذه المبادرة في الأساس بالتأهيل وبالتالي علماء بلادي والكتاب والصحفيين والرياضيين والفنانين والمهنيين جميعا مدعوون للعب دور في هذه المبادرة.

 

حسن إبراهيم فضل

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *