بمناسبة اطلاق سراح الاسير المقدم ايهاب

بسم الله الرحمن الرحيم

JEM_Logo_2حركة العدل والمساواة السودانية

حيثيات معركة حسكنيته و محاولة اغتيال (الشيبانى) د. خليل رئيس الحركة

taher fakiالان و قد تم اطلاق سراح المقدم ايهاب من قبلنا فى حركة العدل والمساواة دون قيد او شرط ولما كان صادقا فى الادلاء باقواله فمن حق الشعب السودانى و القارئ و الموثق الاكاديمى التعرف على الحيثيات و الظروف التى ادت الى اسره و من معه فى حسكنيته فى العام 2007. ولقد وثقنا ذلك فى مقالنا رقم 14 بعنوان تأملات فى تاريخ حركة العدل والمساواة السودانية نشرناه على الاسفير فى نوفمبر 2011. و نعود اليوم بنشر المقال بعد تعديلات طفيفة. واليكم المقال:
( فى هذه التأملات نسأل السيد رئيس الجمهورية عمر البشير لماذا يزج بأرواح بريئة لتحترق فى لهيب دارفور؟ و لمصلحة من يحاول القضاء وبكل الوسائل على قيادة حركة العدل و المساواة دون جدوى؟ ثم الم يعى الدرس من الهزائم المتتالية التى منيت بها قواته فى كل المعارك التى دارت فى دارفور و كردفان؟ أم أن ما حدث من قبل فى جنوب السودان و أدى به الى توقيع اتفاق نيفاشا لم يدفع باليقين الى قلبه أو عقله الى الالتجاء الى السلم بعد ؟ ثم أن د. خليل وسط جنوده يحارب مثلهم و يأكل و يلبس و يتألم مثلهم فلماذا لا يحذو البشير حذوه و يأتى محاربا فى دارفور أن كان صادقا فى نيته و فعله؟
ونحن نكتب عن أحداث حسكنيتة المؤسفة أنما نوثق الوقائع من موقعنا فى قيادة الحركة و أظهار الحقائق بدون أى زيادة أو نقص و ليتعرف القارئى على طبيعة التفكير عند القائمين على أمره. ولقد وثقنا فى تأملاتنا من قبل عن معركة كاريارى و أعتبرناها من أشد المعارك ضراوة و حسنا فى التكتيك من قبل قوات حركة العدل و المساواة. و الان نقول أن معركة حسكنيتة و نتائجها أشد وجعا على النظام. و فى نفس الوقت لها وجع حار عندنا لان القتلى و الجرحى و الاسرى هم سودانيون فى الاصل و لا ذنب لهم الا أن دفع بهم المؤتمر الوطنى الى الهلاك و أوردهم البشير النار و بئس الورد المورود.
أوفدت حركة العدل و المساواة نائب القائد للسلاح الطبى للحركة د. الواثق من شهر يوليو 2007 الى منتصف سبتمبر الى مناطق حسكنيته, ود قنجة, عبيد, فقر جنوب غرب النهود, شرق دارفور, دليل بابكر و بعض مناطق جنوب دارفور مثل عديلة, المزروب و المناطق الواقعة شمال السكة حديد. و لقد استطاعت الحركة الوصول الى ما يفوق المئة الف نسمة أو يزيدون لتقدم لهم العلاج و الرعاية الصحية نتيجة للاوضاع المتردية و انعدام الخدمات فيها. كما استطاعت الحركة بالتعاون مع المنظمات الانسانية فى المنطقة عمل مسح لمياه الشرب و توفير الدواء و التعاون مع فريق طبى متخصص لعلاج المواطنين خاصة الذين أصيبوا بالرصاص فى عمليات سابقة. كما وفرت الحركة الكتاب المدرسى لاكثر من عشرين مدرسة كانت مهملة و تنقصها اساسيات الكتب ظلت مغلقة نتيجة لذلك. كما شاركت قوات حركة العدل فى التدريس و الصحة و الولادة و الارشاد الصحى و المساهمة فى الاعاشة. اذن فقد تحولت قوات الحركة الى قوات بناء و معالجة لمشاكل الامن فى المنطقة التى خلفتها قوات منى أركو مناوى التى كانت تفرض ضرائب باهظة على المواطنين و أهملتها الحكومة المركزية و الولائية.
فى هذه الظروف الصعبة و صل د. خليل ابراهيم بمتحرك الشهيد أدم كوتى الى المنطقة فى حسكنيتة بغرض التعبئة السياسية و تحريك الجماهير التى استقبلت الحركة بالترحاب و الحفاوة لما لمسته منها من طهر اليد و العفة و الصدق فى القول و العمل. و قامت الحركة بعمل ندوات و مناظرات و جلسات تفاكرية انضمت على اثرها مجموعات كبيرة للحركة. و نعود للخلف مرة أخرى لنعطى القارئى فكرة عن حسكنيتة فى شرق الفاشر و التى عقد فيها منى مناوى مؤتمره المشهور فى ديسمبر و ع 2005. وعلى اثرها انشق على القائد عبد الواحد و كون حركة التحرير جناح منى. و لقد كانت حسكنيته جزءا من الاراضى المحررة لحركة العدل و المساواة السودانية فى 2004. و عندما تحركت قوات الحركة شمالا استغل منى مناوى وجوده فيها و احتكرها لنفسه الى أن عادت حركة العدل اليها مرة أخرى فى 2007. و لقد استقبل د.خليل ابراهيم وفود الامم المتحدة و الصليب الاحمر و مبعوثى الاتحاد الافريقى فى المنطقة. و كانت معظم هذه اللقاءات بخصوص توفير الخدمات للمواطنين و ازالة الالغام من الارض. و استقبل فيها أيضا مراسلين من وكالة الببى سى اللندنية. ولقد صاحبته ثمان سيارات عسكرية فى لقاءاته تلك مما أوحى بأن كل عربات الحركة هى تلك.
علمت حكومة الخرطوم و جهاز الامن بتواجد الدكتورخليل ابراهيم محمد بين قواته فى منطقة حسكنيتة. و بسرعة جهزت قوة تسمى (القوات ذات المهام الخاصة و الخاطفة) بقيادة العميد كمال عبدالله و الذى هو أسير الان فى يد حركة العدل و المساواة. ولقد أجتمع أمر د. نافع على نافع و د. عوض الجاز و صلاح قوش رئيس جهاز الاستخبارات السوداينة على أنه لا بد من أغتيال د. خليل ابراهيم محمد رئيس حركة العدل و المساواة الذى يعتبرونه المهدد الحقيقى للنظام عندهم. وهذه هى نفس المجموعة التى قامت بالمحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصرى حسنى مبارك فى أديس أبابا فى 1994. هذه الحقيقة أكدها الاسرى أنفسهم بعد علمهم بالمؤامرة التى دفعوهم اليها. و لكى ندقق أكثر فى المعلومات فقد كان العميد كمال عبد الله فى مهمة لجرد الخسائر بعد معركة عديلة و كان قبلها يعمل استاذا بكلية الاركان كما عمل فى غرفة العمليات فى الفاشر. و يتمركز هو و قواته من جنود و ضباط وصف ضباط و معه بعض العربات ذات الدفع الرباعى فى منطقة الناير فى جنوب دارفور. حينها كان العميد عبد العظيم القائد فى منطقة ود قنجة ومعه نائبه العقيد الفاتح الذى قتل فى المعركة يرابضون فى ود قنجة. جائت التعليمات من الخرطوم بتحرك القوة من ود قنجة و معها 35 عربة لتلتقى بقوات العميد كمال عبد الله و معه 15 عربة فى الناير ليقوموا بعملية قنص و اغتيال سريع لدكتور خليل ابراهيم محمد فى حسكنيته. تقدمت القوات القادمة من ودقنجة و على رأسها العقيد الفاتح الذى قتل فى المعركة كما أسلفنا و معه المقدم ايهاب جلال الدين من الخرطوم بحرى و الذى هو أسير الان عند الحركة ليكونا القوة المتقدمة مشاة للقيام بالاقتحام. و المقدم ايهاب أصولى محترف و يعتبر نفسه من حماة الدين و النظام. و فى نفس الوقت كانت هناك قوة متأخرة للتغطية. و القوة المساندة تتكون من طائرتين من الانتنوف الروسية الصنع و عدد 2 هلكوبتر و جميعها أسقطتها نيران قوات حركة العدل و المساواة فى المعركة. و كانت الخطة هى حصار الحركة و أحاطتها كالسوار بالمعصم و من كل جانب بالقوات المتقدمة بقيادة العقيد الفاتح و المقدم أيهاب و من خلفهم القوة المتأخرة التى تعمل على التغطية مساندة بالغطاء الجوى.
التقت قوات العميد عبد العظيم القادمة من ود قنجة بقيادة العقيد الفاتح مع قوات العميد كمال عبد الله الذى قاد القوات بنفسه و تقدموا صوب المكان الذى تعسكر فيه قوات حركة العدل و المساواة شمال حسكنيتة و بالذات على يمين قوات الاتحاد الافريقى المرابطة فى المنطقة. و لقد قدرت القوة البشرية التى جائت للقيام بالعملية بما يقارب ال 1200 من قوات الحكومة بما فيهم من ضباط و ضباط صف و جنود. و كانت المعلومات التى توفرت للعميد كمال و من معه أن الدكتور خليل ابراهيم متواجد فى المنطقة و معه عدد 8 عربة ذات دفع رباعى و قليل من جيشه. و مما ضلل أجهزة الامن السودانى فى الخرطوم أنه فى هذه الظروف العصيبة التى تمر بها حركة العدل و المساواة استصحبتها مشكلة عزل القائد الميدانى عبد الله بندة من منصبه فى 1/7/2007 و رفضه للقرار مؤكدا أن الجيش معه و أنه لم يبق مع الدكتور الا عدد قليل و أنه سيقبض عليه فى وقت وجيز. ثم أن مساندة نائب رئيس الحركة السيد بحر أبو قردة لعبد الله بندة و قيامه بتكوين القيادة الجماعية لحركة العدل و المساواة أكد المعلومة أن حركة العدل قد انشقت و لم يبق فعلا مع الدكتور الا أهله بل أقل. وهذه المعلومات المضللة استقينا صحتها من أقوال الاسرى و الجرحى فى المعركة لاحقا. ولقد كانوا متأكدين من أن العملية لن تأخذ وقتا طويلا أما بقتل الدكتور خليل و اغتياله أو أخذه أسيرا. و الترتيب الذى تم وقتها أن رئيس الجمهورية البشير سيحضر بنفسه الى حسكنيتة لاعلان خبر القبض أو قتل د. خليل مثلما فعل مع داود بولاد من قبل فى أوائل التسعينات من القرن الماضى.
حلقت طائرات الانتنوف فوق رؤوس قوات حركة العدل و المساواة فى شمال حسكنيتة و التقطت أجهزة الحركة المحادثة بين الطيار و العميد كمال عبد الله. وقال الطيار أن (الشيبانى) موجود و يقصد به الاسم الحركى الذى أختارته قيادة العملية لدكتور خليل و الذى فعلا كان متواجدا بين قواته. ووجه الطيار العميد بالسير الى يمين مقر القوات الافريقية على بعد 9 كيلومترات. حينها تأكد لحركة العدل قدوم قوات برية بالتجربة. استعدت قوات الحركة والتى بسرعة لملمت أمتعتها لان الوقت كان صباحا جدا. المنطقة تغطيها أشجار الاندراب و الاكاشيا و الحشائش الشائكة مثل الحسكنيت الذى أخذت المنطقة أسمها منه. و كان المجلس الذى فيه د. خليل و يسمى (الضرى) معروفا للبعض من الجنود. و فى الليلة السابقة للعملية جاء شخص على غير المألوف و هو من اقرب الاقربين الي د. خليل الذى توجس شيئا منه لكنه استخار الله حينها و لم يغير موقعه. و فعلا فى الصباح الباكر سقطت أول قذيفة فى نفس المكان الذى كان فيه الدكتور. وعلمنا بعدها ان الشخص قد مد اجهزة الامن السودانية باحداثيات موقع خليل بالدقة المطلوبة.
ترجلت القوات القادمة بقيادة العميد كمال و العقيد الفاتح و المقدم ايهاب من العربات التى تركوها على بعد 7 كيلومترات لسببين, الاول هو السرية و عدم أحداث أصوات و جلبة تحذر العدو من حرمة العدل و المساواة. و الثانى هو حرمان العدو من الاستيلاء على العربات فى حال فشل العملية نسبة لان العمليات الحربية أصبحت المصدر الجيد لتزويد الحركة بالعربات. و تقدموا فى صمت فى صباح ذلك اليوم من رمضان الحار. كان د. خليل (الشيبانى) فى مكالمة على الهاتف الثريا من المع بشارة سليمان أحد أعضاء المكتب التنفيذى تمام الساعة التاسعة صباحا. ابتعد د. خليل من مكلنه على بعد خمسين مترا عندما سقطت دانة من المدفعية بالقرب من موقع منامه و على بعد أمتار منه. ساد قليل من الهرج و المرج و أرادت بعض القيادات التحرك بعيدا من المنطقة. و للحق و التاريخ و أمانة التوثيق فقد رفض الدكتور خليل ابراهيم محمد الانسحاب و التحرك وأمر بكل شجاعة أن تتم المواجهة و النصر او الموت و الا يرى العدو ظهورهم أبدا. و من سقوط القذائف علمت الحركة أتجاه العدو و أماكنهم. وقررت القوات دخول المعركة و مهاجمتهم من الوسط و مباشرة من الواجهة متوكلين على الحى الذى لايموت و أن قدر الانسان بيد الله وحده وليس البشير أو صلاح قوش. و استمرت المعركة من الساعة التاسعة صباحا الى الساعة الثالثة مساءا. و أبلت قوات الحركة أيما بلاء و معهم القائد د. خليل محاربا الى جنبهم و مشجعا لهم. فثبات القائد كان العامل الاهم فى حسم المعركة. جائت قوات مساندة قوامها ثمانية عربات من قوات حركة تحرير السودان الوحدة التابعة لعبد الله يحى لتنضم الى رفقائها من حركة العدل و المساواة التى كانت تقاتل و معها حوالى خمسين من العربات ذات الدفع الرباعى مجهزة بعدتها العسكرية. و لما أنقشع الظلام عن المعركة بدأت الحقيقة واضحة للعيان بانهزام القوات الحكومية و اندحارها و تشتيتها . هذه المعركة من أشرس المعارك التى خاضتها حركة العدل مقارنة بالمعارك الاخرى مثل كاريارى, ام سدر, كلكل, الصياح و قريضة و معارك أخرى كبيرة و كثيرة.
حصيلة المعركة الدامية فى حسكنيتة لا تسر العدو أو الصديق. ففى هذه المعركة مات سودانيون فى مواجهة عسكرية مكشوفة. القوات الحكومية جائت لاغتيال د. خليل ابراهيم الذى أسمته بالشيبانى. و قوات حركة العدل تدافع عن نفسها و شرفها و حقوق أهل دار فور و المهمشين. لم ينج من القوة التى حضرت الى حسكنيته ويبلغوا القيادة العامة فى الفاشر و نيالا الا أثنان و تسعون من العساكر فقط و أكثرهم أحتمى بمقر القوات الافريقية فى حسكنيته. أى انه قد مات أكثر من الف قتيل. كما لم ينج أى من الضباط فى العملية. و الاثنان اللذان نجيا فقد تم أسرهما وهما الان فى يد الحركة. و لقد سألتهما شخصيا لماذا قاما بالعملية ولم يقدما اى سبب الا أنهما ينفذان الاوامر بعملية خاصة جدا وهى قطعا أغتيال الدكتور خليل. و تساقطت الجثث و انتشرت بين أشجار الاندراب و الاراك و احترقت بعضها نتيجة للنيران الكثيفة. و استشهد ستة عشر من قوات حركة العدل و المساواة كما جرح 35 أكثرهم بجروح طفيفة.
استسلم العميد كمال للمقاتل ( ح ج) من قوات حركة العدل بعد أن اندحرت قواته و لم يجد مفرا الا أن يستبدل ثيابه العسكرية بالملابس الداخلية و كان تائها بين أشجار الاندراب لعدم معرفته بالمنطقة. و لقد شوهد وهو يعدم خمسة من جنوده بظنه انهم أما جبنا أو خيانة لا يريدون القتال. تم أسره و أخذ التلفون الذى معه بعد أن تخلص من مسدسه. و تم تسليمه للقائد الميدانى و نائب رئيس الحركة امين قطاع كردفان محمد بحر حمدين الذى كان ينزف حينها من جرح بأذنه اليسرى. عندما سئل عن أسمه قال انه كمال. وعن رتبته فقال كنت عميدا. و لم يكذب لانه منذ أسره علم بمستقبله فى الجيش.
حاول المقدم أيهاب مع اثنين من حرسه أن يجدوا طريقهم الى مقر الاتحاد الافريقى بالسرعة المطلوبة الا ان قدميه لم تسعفاه وتم القبض عليه و من معه بواسطة قوات من الحركة التى كانت تحاول الوصول الى الهيلكوبتر التى سقطت قرب مقر الاتحاد الافريقى لالقاء القبض على الطاقم قبل هروبهم. و لقد حاول بعض الشباب من جنود حركة العدل و المساواة تتبع الذين دخلوا المقر و أخذهم الا ان د. خليل منعهم من التعرض لهم أو الاقتراب من مقر الاتحاد الاقريقى لحرمته. و انجلت المعركة عن هزيمة كاسحة لقوات الحكومة و انتشرت الجثث فى كل مكان حتى اضطر المواطنون لضرب الطبول و الاستنجاد بأهل الخير لدفنها بعد أن تعفنت و أهترأت. و أستنجدت الحركة بالصليب الاحمر و المنظمات الانسانية للمساعدة فى هذا الامر. هذه ليست دعاية و أنما هى حقائق تسندها الادلة و الوقائع سيكشف عنها التاريخ مهما طال الزمن.
أنهزم المعتدون من الجيش هزيمة نكراء فى معركة حسكنيتة ولم ينج الا اثنان و تسعون و من ولى منهم الدبر . و الذين نجوا من الموت فى المعركة تاهوا بين الاشجار و المزارع و استبدلوا ثيابهم العسكرية بأخرى مدنية و تخلصوا من سلاحهم. و للاسف الشديد فقد قام المواطنون قى المنطقة باصطيادهم وقتل كل من وقع فى أيديهم. استسلم ثمان و عشرون عسكريا أصبحوا أسرى فى أيدى التحرير الذين أطلقوا سراحهم فى العشرين من أكتوبر ليعودوا الى أهلهم. و اكتفت حركة العدل بالاسرى الضباط. لما تبدت الصورة جلية عن الهزيمة للقوات المعتدية شردت السيارات التى تخلفت كمؤخر للجيش لتعود الى الفاشرو استطاعت قوات حركة العدل و التحرير من الاستيلاء على 18 منها فقط.
و بائت عملية أغتيال د. خليل ابراهيم بواسطة البشير بالفشل الزريع و قتلت قواته تقتيلا و أسر الاخرون الا قليلا . و خرجت حركة العدل غانمة تقتل فريقا من العدو وتأسر فريقا أخرين. دارت هذه الاحداث فى الوقت الذى تتجه كل أنظار العالم الى أحتواء المشكلة فى دارفور بالوسائل السلمية ليقوم النظام فى الخرطوم بالتخطيط و الاعداد لمحاولة أغتيال سياسى بالغدر و الخيانة. و تؤكد هذه العملية ان الحكومة عاجزة وضعيفة على مواجهة حركة العدل و المساواة فى ميادين القتال وبعد أن فشلت تماما فى القضاء على الحركة عسكريا أو سياسيا وبكل الوسائل. كما تؤكد هذه العملية عدم جدية النظام فى اللالتزام بالعملية السلمية المرتقبة حينها فى ليبيا فى 27 أكتوبر. و الحكومة بهذا الاسلوب أنما تحاول جر الحركة الى أسلوبها من الاغتيالات و الذى لم يعهده الشعب السودانى و الذى أن بدأ فلن ينتهى أبدا و تكون عواقبه عليها أكبر منها على حركة العدل و المساواة. و لان النظام فى الخرطوم شمولى فباعتقاده أن ذهاب د. خليل ابراهيم يعنى نهاية الحركة. و نسيت أن حركة العدل أصبحت مؤسسة دستورية أن ذهب رئيسها فهناك الكثيرون على دربه.
هذه هى خلاصة الاحداث التى دارت فى حسكنيتة فى يوم الاثنين 10/9 من عام 2007. وبعد دفن الحركة لموتاها و بعض موتى أعدائها أعدت العدة للعودة شمالا لتواجه أشكالات أخرى و مصائب جديدة و عسيرة كلها جائت بردا وسلاما عليها بما صبرت و أتقت و توكلت.
و نواصل التأملات فى متحرك الشهيد أدم كوتى).

اضافة:
اوقفت الكتابة عن تأملاتى فى تاريخ الحركة لمدة خمسة أعوام ولكنى ارى الان العودة الى كتابة التاريخ معينا على الاخرين لاستيعاب الحقائق واستلهام العبر والدروس فى المقاومة المسلحة.
و نقول للمقدم ايهاب الحمد لله على وصولكم سالمين الى اهلكم و خاصة والدتكم الكريمة و التى وعدتها و طمأنتها شخصيا قى اكثر من مرة على الهاتف وخاصة بعد دخولنا امدرمان فى مايو 2008. و الان و قد اوفت الحركة بعهدها . اللهم أشهد

د. الطاهر أدم الفكى
رئيس المجلس التشريعى لحركة العدل و المساواة السودانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *