باي حق يهدي البشير الالاف المؤلفة من البقر ومن قبله عشرات السيارات الي مصر؟
لا ادري لماذا لايزال السودانيون ملتصقين بالارض لا ينتفضون ولا يثورون ضد الظلم والذل والفساد ,ومن حولهم الانتفاضات والثورات تطبق الافاق حتي صرنا موضع سخرية من الذين فتح الله عليهم اخيرا بتحطيم قيود الاذلال وتنفسوا الحرية ونحن الذين علمناهم كيف تتم الاطاحة بالطغاة من الحكام ورفض الذل والمهانة في اكتوبر1964 وابريل1985 . فان كان هناك حكومة فاسدة ورئيس اكثر فسادا وافسادا تجب ازالته والقذف به الي مزبلة التاريخ فهي حكومة السودان وراسه المتشرب فسادا .والمجال هنا لايسع لذكر امثلة فساده وحكومته وال بيته واهله وعشيرته واصهاره , ولكننا نفرد هذه الاسطر لتناول بدعة فاسدة ابتدعها بتوزيع الهبات والعطايا والهدايا مما لايملك لمن لا يستحق ولاندري من اذن له بذلك وفوضه ليهدر المال العام ويبعثره يمنة ويسرة وكانه ملك من ملوك دول الخليج او تاجر من تجار النفط والذهب متناسيا فقراء السودان وجياعه الذين امتلات بهم شوارع البلاد ومخيمات النازحين.
فقبل اشهر فائتة اهدي سيادته عربة جياد جديدة لكلر لاعب في فريق مصر لكرة القدم الذين لم يصدقوا اعينهم وهم الجانب المهزوم في مباراتهم تلك ضد الفريق السوداني الذي به من اللعيبة من يمشي علي رجليه .من خوله ليفعل هذا بمال الشعب؟ واين هم اعضاء البرلمان الذين كأن الامر لايعنيهم , وهو لا يعنيهم فعلا لان كل منهم ممتلئ حتي حلقومه باموال الشعب ويمتطي عربة فارهة او اكثر , و(الفي خشمه جراداي ولا بعضي) كما يقول المثل الدارفوري البليغ .
ثم خرج علينا حاتم طائي زمانه الذي ينفق مما لا يملك بدق صدره واهداء الوفد الوزاري المصري الزائر خمسة الاف راش من البقر !! أي نعم , خمسة الاف راس من البقر في بلد وصل فيه كيلو اللحم اكثر من طاقة السواد الاعظم من الناس لان المال صار حكرا لال بيت الريس وازواجه واصهاره واخوانه واتباع حزبه والمتسلقين من بائعي ضمائرهم من الاحزاب الاخري العريقة منها والحديثة . خمسة الف بقرة تذهب الي مصر ,وجحا اولي بلحم ثوره كما يقول المثل ,والنازحين يسدون رمقهم باغذية المنظمات التي لولاها بحول الله وقوته لهلك اهل دارفور وهو ما يسعي اليه هذا النظام الباطش ويعمل له.
من اين اتته الصلاحية والشرعية ليتصرف في المال العام هكذا بلا رادع او حسيب؟ هل صار الرئيس هو كل شيئ ؟ المشٌرع والممٌول والمنفٌذ ؟ واين وزير المالية المسكين الذي خدعوه بهذا المنصب الذي لايشغله امثاله الا عندما تكون بلا قيمة وتحفها الصعاب والعواصف حيث نضبت الموارد بعد انفصال الجنوب فتكون الوزارة انما هي لتلقي اوزار التضخم وليكون وزيرها درعا للنظام يتلقي وجه القباحة نيابة عنها.
يجب ادراج هذه الهبات المسروقة من قوت الشعب في وثائق جرائم النظام ليتم دفعها من جيب البشير عندما تتم محاكماته المالية والادارية والجنائية والاخلاقية وهلم جرا.
محمد احمد علي طه الشايقي