انتظروا خلطة صنعاء / واغا .. فى الخرطوم .. الانتفاضة المحمية !!

+ انتظروا خلطة صنعاء / واغا .. فى الخرطوم .. الانتفاضة المحمية!!

++ شعب بوركينا يصر على كنس العسكر .. وثورة حتى التحول الديمقراطى!

بضاعتنا الاكتوبرية .. ردت الينا .. من بوركينا!

ابى شعب بوركينا فاسو .. وهو (الشعب الحر الغير قابل للافساد) ، ابى هذا الشعب العظيم ان يكتمل شهر اكتوبر العظيم بدون ان يلفت انظار الدنيا يوم الخميس الماضى على ان شعوب افريقيا جنوب الصحراء شعوب حية ، تعشق الحرية وترفض الاستبداد ، والحكم مدى الحياة ، فقد انتفض هذا الشعب الابى ضد رئيسه المخلوع سيء الذكر ( بليز كمباورى) ، (المكنكش ) فى كرسى السلطة ٢٧ عاما اى منذ عام ١٩٨٧ ، انتفض لان رئيسه اراد تعديل الدستور ليحكم مدى الحياية ، وقد استفزت هذه الفعلة الشنيعة فحولة شعب بوركينا ، لانها تحول الدولة الى زريبة بقر فيها ثور فحل واحد ، وبقية الشعب قطيع من الخصى ، لا يهشون ولا ينشون ، وقد ثار شعب بروكينا من اجل كرامته ، ومن اجل التداول السلمى للسلطة ، ومن اجل التحول الديمقراطى ، والويل لبقية المكنكشين فى منطقة الساحل والصحراء من غضبة شعوب افريقيا ، فشهر اكتوبر هو موسم الحصاد ، والشبع ، والفرح والزواج ، وطلاق الحكام المستبدين.
الشعب الحر يقول : اسقاط النظام لا يكفى .. لا للعسكر الجدد وثورة حتى التحول الديمقراطى:
وتستمر دروس شعب بوركينا الغير قابل للافساد .. فقد رفض حكم العسكر الذين خلفوا كمباورى وانتهزوا الفرصة بعد هروب الرئيس المخلوع الى ساحل العاج ، ونصبوا انفسهم اوصياء على الشعب فى محاولة مفضوحة لسرقة الثورة ، رفض هذا الشعب الابى ان يستبدل سيدا بسيد جديد ، فاعلن رفضه لحكم العسكر .. واستمرار الثورة حتى تسليم السلطة للمدنيين ، ووضع خارطة طريق واضحة لتحقيق التحول الديمقراطى.
لقد اعاد شعب بوركينا العظيم للشعب السودانى بضاعته الاكتوبرية!
الويل للمكنكش عمر البشير من غضبة الشعب السودانى .. لقد اجرى حزب المؤتمر الوطنى مؤتمره العام ، وبعد ربع قرن من الزمان ، وبالرغم من زعمه بان عدد عضويته بلغ ١٠ ملايين ، الا انه لم يجد فى زريته فحلا اخر غير البشير ، بئس هذا النظام العقيم ، الذى لا يلد الا تمرا خائسا ، لا يثمن ولا غنى من جوع.
ان النتاج الطبيعى للاقتصاد الطفيلى ، والتنمية العنصرية الجهوية ، غير المتوازنة وغير المستدامة ، وتمركز الخدمات فى الخرطوم ، ان يتمركز السكان فى الخرطوم ، وان يهجر السكان الارياف بعد ان اهملت الحكومة عمدا مشاريع ، الجزيرة ، المناقل، الرهد ، السوكى ، والنيل الازرق والابيض وهبيلة .. الخ . لقد تكدس الشعب فى الخرطوم ، وانقسم الى طبقتين فقط لا ثالث لهما .. الاغنياء من الطبقة الحاكمة من حزب المؤتمر الوطنى والامنجية كلاب السلطة ، من طرف ، وبقية الشعب من الجياع والفقراء ، الحاقدين الذين يعيشون دون خط الفقر طبقا للعايير العالمية ، لقد انتهت الطبقة الوسطى ، التى كانت تقوم بالتغيير الناعم ، عن طريق العصيان المدنى . بيد ان شعب بوركينا بثورته ضد رئيسه المكنكش قد اعاد للشعب السودانى بضاعته الاكتوبرية ، واستفز حسه الثورى الكامن فى جيناته ، وهو الشعب الذى اسقط عسكر عبود وعسكر مايو .. فلن يستسلم ، وله اساليبه وفنونه فى التغيير.
انتظروا خلطة صنعاء / واغا دغو .. الانتفاضة المحمية قادمة!!
عندما دخلت المقاومة الحوثية صنعاء تحت بصر الجيش الذى ظل متفرجا ، قال المكنكش عمر البشير الخرطوم ليست صنعاء، لعل البشير اراد ان يطمئن نفسه ، ان نظام المؤتمر الوطنى لا يثق فى الجيش النظامى ، بل يعتبره مهدد للنظام ، معلوم ان كل ديكتاتور يحطم السلم الذى اوصله للسلطة ، حتى لا يصعد غيره ، لذلك حطم عمر البشير الحركة الاسلامية وحطم الجيش ، عمر البشير يخشى ان ينحاز الجيش الذى يهان يوميا من قوات الدعم السريع الغير ديتورية ، والتى تتبع لجهاز الامن ، لعلمه ان الجيش المغبون سينحاز للشعب فى اللحظة التى يرى ان النظام يتجه الى ابادة الشعب ، لذلك اعتمد نظام المؤتمر الوطنى على قوات الدعم السريع / حميدتى .. المأجورين فى ردع الشارع السودانى فى انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣ ، وعندما تعرض اهل الخرطوم اثناء انتفاضته للقمع الوحشى ، ولم يتدخل الجيش القابع بالقيادة العامة ، وفى مدرعات الشجرة ، لحمايته ، بحث عن ( خليل ابراهيم) ، وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر ، وتمنى اهل الخرطوم فى تلك اللحظات الحاسمة لو تاتى الجبهة الثورية وتحميهم من نيران قناصة اولاد حميدتى ، وقد وصلت الرسالة ، والرائد لن يخذل اهله.
الانتفاضة المحمية هى حلم الشعب السودانى وخاصة طبقة فقراء العاصمة المثلثة الذين ليست لديهم القدرة للهجرة ، لان الدخول الى دول الخليج يحتاج الى (مداخل) لا يملكها الا الاقوياء ، كما ان الهجرة الى اوروبا دونها الاهوال ، والموت غرقا تحت امواج البحر الابيض المتوسط.
انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣ كانت فى موسم الامطار ، الطرق كلها كانت مغلقة ، وفزعة الجبهة الثورية للخرطوم لحماية الانتفاضة كانت مستحيلة ، الان ، تقول الجبهة الثورية ، بالصوت العالى ، لن تسمح الجبهة الثورية لجهاز الامن ومرتزقته من اولاد حميدتى باجهاض الانتفاضة القادمة حتما، ولن تسمح للحكومة بادة المدنيين ، ستمارس الجبهة الثورية واجبها القانونى فى الدفاع عن الشعب السودانى الاعزل الذى يواجه بصدره العارى جيش الجنجويد الذى كان وما زال يمارس الابادة الجماعية فى الهامش السودانى فى دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق . لابد من صنعاء/ الخرطوم وان طال السفر.
بيد ان التغيير القادم سيكون جذريا ، لن يقف عند اسقاط النظام ، كما حدث فى ابريل ١٩٨٥ مثلا ، وانما سيكون التغيير جذريا ، يشمل تفكيك (مشروع الانقاذ ، وقلعه من جذوره) ، تفكيك الدولة الدينية ، دولة التمكين ، وجيش التمكين ، وبناء دولة المواطنة ، واعادة هيكلة الجيش لضمان ان هذا الجيش لن يبيد شعوب السودان مرة اخرى ، وسيقوم بالمهمة التى فشل فيها حتى الان ، وهى تامين الحدود وحماية الشعب وصيانه استقلاله المفقود حتى الان.
ابوبكر القاضى /عتيق
كاردف / ويلز
٤/نوفمبر ٢٠١٤
[email protected]
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *