امنا مريم تنزف غرامة

حسن اسحق
والي الخرطوم ومعتمدها يبدو انهما اتخذا قرارا جديدا بمضايقة
الباحثين عن لقمة العيش،هؤلاء لم يتقدموا بطلب للتعيين في وظيفة،خرجوا من
منازلهم الي الاسواق،يطلقون عليه سوق(الله اكبر) لا يحتاج الي مؤهلات
جامعية وشهادات معاهد معترف بها،وخبرة سنين في العمل، يحتاج فقط الي
الصبر وطول البال،ويحتاج الي الوجه المبتسم البشوش،يطلق عليه رمزية
التضليل الا جتماعي لكسب الزبائن،وليس في ذلك مشكلة،اذا كانت (البشاشة)
لا تؤذي احدا وتضر به . الاذي الاكبر علي فقراء السودان،مخطط تنفذه
الحكومة المحلية في الخرطوم،هذه الوالي والمعتمد ليست لهما سياسة معنية
لمحاربة الفقراء،ولا تسعي لتوفير الحد الادني من متطلبات الحياة،لا مدارس
ومستشفيات ،كلها حولوها الي مستوصفات ومستشفيات ومدارس خاصة،والمدارس
الحكومية لا تتوفر فيه ابسط مستلزمات الدراسة،اصطاف التدريس،والفصول
الدراسية والبيئة المدرسية لا تساعد علي الاستيعاب،فتشرد الطلا ب،وتحولوا
وقود عمل رخيصة ،و الاعمال الهامشية الاخري،اسرهم معروفة اوضاعهم
المعيشية،الامهات يعملن في الاسواق،بيع الشاي والوجبات
الشعبية،والمديدة،والبليلة. الوالي والمعتمد في العاصمة ،اصبح عملهما
بائعات الشاي،وحملاتهما في هذا الاسبوع،ميزانية الولاية،اصبحت تعتمد علي
الغزامات العشوائية التي تفرض علي البائعات المسكينات، تتراوح بين 50
جنيه،و100جنيه،و200 جنيه،واي موظف في محلية الخرطوم ينتهز هذه
المناسبة،لاستغلال النساء.اين كان عقل وقلب هذا الموظف عند مصادرة
الكراسي والمقاعد الصغيرة،لا يري ان وجهها يعبر عن مشقة الحياة
وضغوطاتها،الا يري في وجهها مشقة الصباح الباكر،ومصروف الاولاد في
المدرسة،وقروش الفطور،ورسوم الامتحانات،ودرس العصر.وعلي المعتمد نمر ان
لا يتكبر علي نساء بلاده،فهن لم يخرجن الي السوق للتفريه والتسكع،خرجن مع
اجل اطفالهن الصغار،ونساء كثيرات مات ازواجهن في حرب حكومتك المزعومة
بحرب حور العين والدفاع عن اسلامكم المزيف. اهذا جزاءهن،ضيعتم الاسر
وافقرتموهم،وبعد كل هذا تطاردون كلتوم ومريم واشراقة وحواء وغيرهن كثر،من
شابات يتحرش بهن افرادكم الذين تعلموا في مدرسة التي لا تحترم الكادحات
والبائعات.اخجلوا ولو مرة واحدة في تصرفاتكم اللامسؤولة،فالغرامة هذه
بالنسبة لكم ليست شيئا،لكن لكلثوم تعني لها الكثير وفاتحة خير،ليست لها
وحدها،لا طفالها الذين ينتظرون امام باب المنزل مجيئها ليلا ليتعشوا بعد
فطروا وتجاوزوا وجبة الغداء،وهي .
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *