اما آن الاوان لهذا الرئيس ان يترجل !!!!؟؟؟ احتفاء بالوطن الذى يحبه !!

اما آن الاوان لهذا الرئيس ان يترجل !!!!؟؟؟ احتفاء بالوطن الذى يحبه !!

ان الديمقراطية رغم كل عيوبها الظاهرة , افضل بكثير من غيرها و هذا ما قاله ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطانى الراحل , حين عبر عن الديمقراطية قائلا : (صحيح ان الديمقراطية نظام سياسى سئ و مزعج و و لكنها تظل افضل ما ابتدعه الانسان حتى الان لادارة المجتمعات ) …….
(1)
بعد انقضاء عقدين من حكم الحزب الواحد والفرد الواحد , افتقد السودان الاندماج الوطنى و تلاشت قيم التعايش والتسامح بين ابناء الوطن الواحد و بالتالى لن يكن ميسورا الانتقال الى طور التعددية السياسية بغير تشوهات و بالتالى هيكل ديمقراطى مخلخل دون قيم ديمقراطية.

ان الاستقطاب الحاد والتصعيد المتتالى بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية يسلط الضوء السالب على العلاقة بين الشريكين و عدم جدارتهم فى قيادة دفة الحكم فى السودان ففاقد الشئ لا يعط . فنحن ليس فى حوجة الى مزيد من الاشتباك والتقاطع بل ما نحتاجه هو التواصل و الحوار استعدادا لاستحقاقات السلام من انتخابات ديمقراطية وحق تقرير مصير ………………!!!!!!!!!!!!!!!!
(2)
يجب ان تلعب النخب السياسية ( الصف الاول) فى المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية دورا اساسيا فى اطفاء نيران المواجهات وتجسير الهوة و اضفاء روح التعقل و الحلول الوسط , بدلا عن القيام بازكاء نار الفتن و التشفى ,, لعل ما ساقنى لقول ذلك حديث الفريق سلفاكير فى الاسابيع المنصرمة عن مناشدته لسكان جنوب السودان اما التصويت للوحدة ان كانوا يريدون ان يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية ,او التصويت للانفصال ان كانوا يريدون ان يصبحوا احرارا فى وطن مستقل , فمهما كانت الدواعى لهذا القول او مكانه فهو دعوة صريحة للانفصال ,و بالتالى يؤثر سلبا فى العملية السياسية , و بالتالى اللعبة الديمقراطية . ولعل محاولة نفى ذلك القول رسخه فى الذاكرة السياسية السودانية و ثبتها .
لكل الحالمين ..الطامعين فى السودان الجديد من حلفاء الحركة الشعبية بالامس واليوم و المستقبل وتجمع احزاب جوبا اقول ما قاله الشاعر :
اردت بك التكثير فاذددت قلة

و قد يخسر الانسان فى طلب الربح
(3)
ان السلطة الرابعة المقروءة و المرئية و المسموعة تلعب دورا مفصليا فى توجيه القناعات والتأثير السلبى و الايجابى فى العملية السياسية , و مما يزيد الاحباط ان هنالك نفر من المحترفين والارزقية , من الذين انهارت احلامهم لم يعد لهم رسالة يبشرون بها سوى استنفار بعض القوى نحو الانفصال (شمالا او جنوبا ) , هؤلاء وجدوا ضالتهم فى التخصص و التفرغ للكتابة فى تشويه الوحدة و تنفير الناس منها و اثارة مخاوف جموع السودانيين ……فمن خلال المزايدة و الوقيعة التى تستخدم مختلف اللافتات الجميلة …وجد هؤلاء لانفسهم دورا و حضورا , بل اكتسبوا مشروعية لوجودهم لهؤلاء اقول اتقوا الله فينا و فى السودان الواحد .
(4)
لقد ساهمت الانقاذ فى العقدين الماضيين فى اتساع الفجوة بين شرائح المجتمع و طبقاته و اختلال توازن المجتمع و من ثم توفر التربه الملائمة لمختلف افرازات التزوير والتدليس و شراء الذمم —-بمعنى اخرى اختفاء الطبقة الوسطى ( الممسكة بميزان الاعتدال و الاستقرار فى المجتمع ) و دورها الكابح للاندفاع اى كان نوعه . ان سياسة التمكين (السياسى –الاجتماعى –و الاقتصادى )التى اتبعتها حكومة الانقاذ ادت الى افقار كل التنظيمات السياسية الاخرى , و بالتالى لا تعدو كونها تتمت جرتق فى العملية الانتخابية القادمة بل تبرير منطقى لفوز المؤتمر الوطنى و حصوله على الاغلبية المكانيكية و من ثم تنتفى سبة انكم وصلتم الى القصر بقوة السلاح..
(5)
ان انعدام المؤسسية فى التنظيمات و الاحزاب السياسية السودانية ..او قل المؤسسية الصورية المبنية على العرق و الدين والابوة جعلت كثير من هذه التنظيمات السياسية تتشظى وتنشطر الى احزاب صغيرة لا يتعدى منسوبيها بضع مئات (الاصل , الاصلاح والتنمية , القومى و الديمقراطى الحر و هلم وجرا …..) و اضافة على استئثار شيوخ التنظيمات السياسية التقدمية منها و الرجعية على الصفوف الامامية و محاولة عزل الشباب الطامح نحو التغيير والتطور جعلت السواد الاعظم منهم يميل نحو ……..!!!!! (رأيت الناس قد مالوا الى من عنده المال ) قائلين …( يا جماعة أم جركم ما بتأكل خريفين فما بالكم بالذين يأكلون سبعين خريفا و هم يقولون هل من مزيد ) . و لعل ضعف المواعين التمويلية للتنظيمات السياسية و سهولة انبطاحها عندما تلوح فرص التمويل الانتخابى الانقاذى وكما قيل ..ثعبان فى خشمو جرادى و لا بعضى !!!) . صغت كل الشواهد اعلاها لؤكد ان من الصعب توفير الحماية من المنافسة الغير المشروعة والمزايدة و التزوير والتدليس , و اعطاء الوعود الفارغة . و عاجلا او آجلاء تصبح المزايدة فى العملية الديمقراطية هى قانون اللعبة …فلقد رأيت الناس قد ذهبوا الى من عنده الذهب ….و فى هذه الايام الغوابر من هو اكثر مالا وذهبا من المؤتمر الوطنى الذى خنق السودانيين فقرا و جوعا و مجاعة تلوح فى الافق , و تبقى الوعود الفارغة التى هى نقيض السياسة التنافسية الشريفة , هى جملة ما ستبذله بقية الاحزاب السياسية الاخرى الاصل منها و المتشظى ……!!!!!
(6)
مهما تباينت اراء السودانيين فى اتهامات المحكمة الدولية الجنائية للرئيس عمر البشير ,الا انها اقعدته كثيرا من القيام بمهامه الدولية و الاقليمية فصار كالاسد الجريح لا يستطيع كرا بل فرا فى بعض حمى خايبى الرجاء , و لعل مذكرة اوكامبو قد اتت اؤكلها فى حصولها على التاييد الضمنى للملاحقة الدولية للرئيس عمر وهذا ما وضح جليا عندما نكص عن السفر الى تركيا لحضور مؤتمر العالم الاسلامى , و هنا اسأل هل يعتمد استقرار السودان على وجود الرئيس عمر على دست الحكم ؟ !!!! و السؤال الثانى هل يمتلك المؤتمر الوطنى الجرأة السياسية للتضحية بالرئيس عمر بحسبان انه لا يستطيع الاضطلاع بمسئولياته الدستورية ؟!!!!!!

رغم قناعتى بأنهم لن يتركوه ولو تعلق باستار الكعبه !!!!!!!!!!!!!!!! و لكن صبرا فالايام حبلى يلدن كل جديد .
(7)
ان نقد الانقاذ و المؤتمر الوطنى (وجهان لعملة واحدة ) ليس عملا موجها ضد الوطن و لا انتقاصا منه …فلقد دفعت الانقاذ بنا خارج الوطن شتاتا و غبنا و موتا رخيصا , و بالتالى تحولت مؤشرات الولاء عندهم ليس للوطن بل للحزب , العرق , القبيلة ثم الدين الذى خدعون به يوما , اما نحن فى هذه المنافى البعيدة فالولاء عندنا للوطن اولا و اخيرا . ما يجب ان يعلمه هؤلاء ان الانقاذ ليس بديلا للدستور و القانون و النظام و الوطن …………………………..

و لتحقيق ذلك يجب نهوض المجتمع على اكتاف المؤسسية , يكون التداول السلمى للسلطة اللبنة الاولى , فى غير احتكار او هيمنة .
(8)
مذكرة اوكامبو ……حاصروها بى جكه

فى غمرة هذه التداعيات استحضرتنى هذه الحكاية , يحكى ان فقيها و معه نفر من مريده …كانوا فى رحلة خلويه فلما انتصفوا الغابة سمعوا زئير اسدا يصم اذانهم فخاف المريدين و ارتعبوا وسألوا الفقيه …ماذا نفعل ؟؟؟ فقال لهم الفقيه الزموا تلاوة سورة يس سننجو بسرها ان شاء الله و بدأوا يتلون , و كلما مر الوقت … ازداد زئير الاسد اقترابا …فبلغت قلوبهم الحناجر فقد ايقنوا انهم هالكون لا محالة , فسألوا الفقيه ماذا نفعل يا سيدنا فقال لهم : يا جماعة يس لوحدها لن تكف …فساعدوها بى جكه …. ففر الفقيه امامهم طلبا للنجاة و يا روح ما بعدك روح …….

فيا جماعة لا اقول ساعدوا مذكرة اوكامبو بى جكه ….و لكن اقول حاصروا مذكرة اوكامبو بى جكه و يقينى ان الجكه فى الاتى :

1—ان يخدم الانقاذ قضية الوطن و يعمد على عدم ترشيح الرئيس عمر لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات المقبلة , مع التقاعد الاجبارى لاغلب الصف الاول .

2-حل قضية دارفور وفق ما يحقق مصالح الاقليم ويزيل عنهم العنت و الضيم بدلا عن اضاعة الزمن فى المؤتمرات الشكلية العقيمة .ولذلك لابد من من ازالة الضرر الجماعى بتبنى و دعم برامج للتنمية المستدامة لفائدة عموم دارفور .

3-الحرص على تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام الشامل و البعد عن المماحكة و الممانعة , و حتى لا ينفرط العقد مرة اخرى , لا بد من تثبيت ما تم الاتفاق عليه بشأن المشورة الشعبية باعتبارها امرا واقعا و ان لا يترك تأويلها للمؤتمر الوطنى ليتلاعب بها لفظيا و عمليا فى سياق غير ما اتفق عليه مع الحركة الشعبية رغم انها لا ترضى طموح سكان منطقتى جبال النوبة و النيل الازرق, فانى ارى تحت الرماد وميض نار .

4- اجراء انتخابات ديمقراطية تتوفر فيها عناصر النزاهة كبحا لنار التطرف و الارهاب التى تلوح بوادره فى الافاق .

ا5-الاهتمام بالسجل الانتخابى الذى. هو عنوان .نجاح .العملية .الانتخابية ..رغم ما يبدو من التلاعب و التقاعس و ضيق الفترة الزمنية

اعزائى : فى نهاية المطاف تظل الديمقراطية وسيلة من وسائل الحكم و ليست غاية ولكن اتفاقنا على مشروع وطنى يعبر عن الوجدان العام و بالتالى يحظى بالاجماع العام اهم هموم المرحلة المقبلة و هى فرصة تاريخية للمؤتمر الوطنى ليلملم جراحات الوطن و يعيد جنوب السودان من دائرة الانفصال الممكن الى امكانية الوحدة المستحيلة .

و للكل اهدى قول الشاعر :
لعمرك ما ضاقت بلاد باهلها و لكن اخلاق الرجال تضيق
بابو عثمان عمر استراليا —–ولاية كوينزلاند —برزبن
Email [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *