الى قوى تحالف المعارضة السودانية …. الوحدة الشكلية لن تسقط النظام

1–2
موسى عثمان عمرعلى —- أستراليا
ما أكتبه محاولة الى أثراء الحوار حول المعارضة بشقيها المدنى و المسلح و دورها فى أطالة أمد بقاء الأنقاذ فى دست الحكم تسوم الشعب السودانى سوء العذاب رغم انتفاء أسباب بقائها و فشل مشروعها الحضارى  .. ما أكتبه يحمل فى حناياه الأستنفار ,, الأستفهام و الأستنكار ,, و هو رغبة أصيلة للأتفاق على المقاصد و الأهداف و الوسائل لتحقيق أمل الشعب السودانى فى التغيير  ,, يحركنى الشعور بالمسئولية تجاه الوطن و قضاياه ,, فعندما يكون أحدى الأهداف المتفق عليها هو أستنقاذ السودان و الأمة السودانية من حكومة الأنقاذ ,,,فليس لأحد أن يزايد على الآخرين ,, و ليس لطرف فى المعارضة بشقيها المدنى و المسلح أن ينصب نفسه وصيا على العمل المعارض ,, بحيث يقرر شروط اللياقة فى المعارضة وفق روائه و مشاريعه الغير متفق عليها ,, أو يعطى لنفسه حق منحهم شهادات حسن السير و السلوك للأنضمام للمعارضة أستنادا عى قوة السلاح …. و لكن الأمانة و المسئولية الأخلاقية و التاريخية تقتضى فتح أبواب المعارضة لجميع التيارات السياسية بمن فيهم الطرف الأسلامى  الذى يؤمن بضرورة التغيير,,لكى ينهض الجميع بواجبهم أزاء تحدى التغيير الماثل للعيان  …
بدء ,, ليس المقصود على الأطلاق أن تضع المعارضة أسلحتها أى كان نوعها و تسكت أصوات الأحتجاج و التظاهر و العصيان المدنى ضد الحكومة لتعيد توازنها السياسى و الأقتصادى لتسوم الشعب السودانى المزيد من سوء العذاب .. المعارضة تفتقر الى مشروع وطنى جامع يعبر عن طموح وحلم الشعب السودانى فى التغيير نسبة لعوامل الأنقسام الفكرى و السياسى و الأثنى التى تعيشها المعارضة داخليا و خارجيا و التى هى من أسباب أطالت أمد النظام … حيث أنها المرة الأولى التى نحس فيها بالخصومات الأثنية (داخليا و خارجيا ) قد أصبحت من التقاليد المستقرة فى الخطاب السياسى لبعض القوى المعارضة و لعل ذلك من مهددات دولة المواطنة المنشودة ,, و ثبوت فكرة الوطن الواحد ….
أمور لابد الوقوف عندها أذا أردنا للعمل المعارض الوصول الى غاياته:–
1— علامات الأستفهام و التعجب تتقافذ أمام مختلف الكتابات التى تعمد الى تنميط الصراع فى السودان بأعتباره صراع بين المركز الجغرافى و الهامش الجغرافى,, و فى ذلك خلط واضح بين مختلف مفاهيم الأقتصاد و الأجتماع و السياسة ,, الكل ينظر الى الموضوع من ذاويته و ايهما يجد فيه ذاته ,, فالمركز ليس منظومة تراتيبية معروفة تحكم السودان ,, و هنا يجانبنا الصواب اذا دمغنا جهة بعينها , أو عرق بعينه بأنه المركز ,, فالأنتهازية فى التفكير  و ممارسة السلطة وفق هذه الأنتهازية لا يحتاج الى جهة أو قبيلة او مركز ,,, فالأنتهازى يتحين الفرصة للوصول لدست الحكم ,, و عندما يصل يسعى جاهدا لتغليب مصالحه الذاتية على مصالح الشعب و الوطن و فى ذلك يتساوى أحمد ,, أدروب ,, تيه و أسحاق القادمون من الهامش ,, حيث تدفعهم أنتهازية التفكير للخلط بين السلطة و الوطن و بالتالى يختزل الوطن بطوله و عرضه  فىدائرة النظام الذى يدافع من أجله لأن النظام سبب وجوده فى دائرة الضوء (المركز) أما المسحة الأيدلوجية فهى لتعمية أبصار الغلابة… فقط أنظروا من أين أتى كل مناسيب حكومة الأنقاذ و ما قبلها ….. أذن المركز أبن شرعى للهامش .. الذى ظل و سيظل أسير حالته النفسية المسنودة بنمطية التفكير , و الأنكفاء على الذات و الأفتقار للأدوات الأقتصادية و الأجتماعية و السياسية التى تجعله ينفك من أسره ما لم يحدث تغيير يعمد الى أزالة كل الأسباب التى قادت الى ذلك .. فتنميط الصراع فى السودان وفق صراع المركز و الهامش فيه أبتسار لمشاكل السودان و يعمد الى التثقيف السالب الذى يقعد بجدوى المعارضة .. لذلك يجب تسمية الأشياء بأسمائها و أيجاد توصيف حقيقى لقضايا السودان بعيون سودانية بعيدا عن قراءات د. على المزروعى و ما تلاها من قراءات..
2–  غياب المشروع الوطنى المتفق عليه و سوء  الخطاب السياسى و الأعلامى للمعارضة بشقيها و خاصة المسلحة أدى الى حدوث أستقطاب أثنى و سياسى حاد يكاد يكون خصما على المعارضة ,, و فى ذلك الأمر نقول أن ظهور قوى المعارضة بمظهر الوحدة و التناغم لا يعدو وحدة شكلية  تفتقر للثقة و تتباين الأجندة المطروحة ,, نعم لأختلاف الأفكار و الأحزاب السياسية فتلك ظاهرة صحية للممارسة الديمقراطية .. فأن البحث عن القواسم المشتركة و الأستعلاء فوق المرارات ,, و فتح أبواب الحوار فى القضايا الخلافية يجعل الجميع يلتفت الى مواجهة التحدى الأكبر… لعل واحدة من مخرجات الخطاب الأعلامى الغير مسؤول هو حالت التقاطع و التنافر التى يعيشها الشعب السودانى على مختلف مشاربه و تردد السواد الأعظم فى المركز من الألتحاق بالمعارضة  ,, و فى ذلك تتساوى المعارضة مع النظام القائم فى الأداء من حيث التثقيف السالب الذى تمدد عبر الصحف الأسفيرية مما صرف الأنظار أو يكاد يصرفها عن صواب التشخيص و جدية التناول لقضايا الوطن .. و أمعنوا فى تناول القضايا الأنصرافية الرخوة كمثل الذى يروج للسلع الرديئة ,, أفى ذلك مسعى للتأييد و الأجماع ؟؟؟
كما أن الحديث عن حل الجيش السودانى و محاولة بعض القوات المعارضة طرح نفسها كوريث شرعى وحيد للجيش السودانى يضع المعارضة و بعض كتابها فى خانة عدم المسئوليةو اللأمبالاة ,, بل دافع أن يفقد الشعب حماسه للمعارضة و ينسحبوا داخل ذواتهم ,, فى أعتزال ضمنى للمعارضة و مفاضلة للنظام رغم كراهيتهم له ,,, فالهزات العنيفة خير من الأنهيار .. و فالكابح الوحيد من الأنهيار هى المؤسسة العسكرية رغم مصابها ,, فهى لا تعدم الوطنيين ….
3—  مشروع التغيير المسلح الذى تتبناه الجبهة الثورية يفتقر الى أجماع المعارضة ,, و بالتالى لا يكتسب فعاليته برضا الجميع و لا الأتفاق على مآله أثناء و بعد التغيير خاصة القوى المدنية بالمركز,, أذ أن الأفعال المرصودة فى غزوة أمدرمان و أحداث أم روابة و ابى كرشولا  و حزام الحراك العسكرى و ما تعانيه من أنتهاكات لحقوق الأنسان  و المواقف المشهودة أبان أحتلال هجليج أعادة بعض السيناريوهات التاريخية التى لا تزال فى الذاكرة السودانية ,, فالسلاح المرفوع مهدد أكيد لسلامة الوطن و المواطن ,, فعند أغلبهم هذا السلاح تحكمه الأنطباعات و الأنفعالات و المرارات و بالتالى غير مأمون الجانب.. مما يضع التأييد و الأجماع على المعارضة فى المحك ,, فالمضامين السالبة تبدو واضحة و الجزع المشوب بالخوف و الحذر يكبل أيدى البعض للمضى فى أتجاه المعارضة رغم ألتقائهم معها فى التغيير …  و فى ذلك فرصة أكيده لأطالة أمد النظام ,,, لذلك لا بد أن تدير المعارضة حوارا أكيدا حول سبل تقنين و ضبط سلاح المعارضة قبل أن يدفع الناس للدفاع عن أعراضهم و أموالهم أو يضعوا أيدهم مع النظام رغم الكراهية و لنا فى المظاهرات الأخيرة بعض النماذج …
الى اللقاء فى الحلقة القادمة مع أمنيات لا تنتهى
موسى عثمان عمر على  —- بريسبن —أستراليا
19 أكتوبر2013
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *