الصليب الأحمر يخفض بعثته في السودان ..فشل في الاتفاق مع الخرطوم حول أنشطته

لندن: مصطفى سري
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن شروعها في تخفيض موظفيها السودانيين بنسبة 30 في المائة بعد أن فشلت في التوصل إلى اتفاق مع الخرطوم حول عمل المنظمة في السودان إثر الخلاف الذي برز قبل ثلاثة أشهر، في وقت تواجه فيه مناطق واسعة في جنوب كردفان ودارفور (غرب البلاد) نقصا حادا في الغذاء مع اقتراب موسم الخريف، وتتخوف جهات دولية من أن يتحول هذا النقص إلى نذر مجاعة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف في بيان لها إن استمرار تعليق أنشطتها الإنسانية في السودان لأكثر من ثلاثة أشهر ستكون له عواقب وخيمة على الشعب السوداني في المناطق المتضررة من النزاع المسلح في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وجميعها تشهد حروبا منذ ما يصل من ثلاث سنوات إلى عشر سنوات، ولفتت المنظمة الدولية إلى أن ما يقارب مليونا ونصف المليون شخص في السودان قد تلقوا مساعدات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العام الماضي. وأكد الصليب الأحمر شروع المنظمة في تخفيض موظفيها السودانيين بنسبة 30 في المائة نظرا لغياب إحراز تقدم بشأن استئناف أنشطتها في السودان.

من جهة أخرى، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نشرته الأسبوعية، أن ما يناهز 38 ألف شخص من النازحين السودانيين والقادمين من دولة جنوب السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وأشارت النشرة إلى أن أغلب هؤلاء المحتاجين وصلوا ولاية غرب كردفان، فيما أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصول أكثر من 81 ألفا من مواطني جنوب السودان إلى داخل حدود السودان، بزيادة 800 شخص مقارنة مع الأسبوع الماضي.

وأشار التقرير إلى وجود فجوات كبيرة ونقص في الخدمات الصحية والمياه الصالحة للشرب في مدينة رشاد في ولاية جنوب كردفان، التي تشهد حربا منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأكد صديق آدم بدوي، رئيس اتحاد مزارعي شمال دارفور، لصحيفة «الرأي العام» السودانية الصادرة أمس في الخرطوم، وجود فجوة غذائية في الحبوب الغذائية في الولاية، لا سيما بالمناطق الجنوبية والغربية. وتوقع أن تتصاعد الأزمة حال لم تتدخل السلطات الاتحادية بشكل عاجل في إرسال حبوب للولاية من المخزون الاستراتيجي إلى مناطق واسعة من الولاية التي تواجه شحا في الحصول على الغذاء، ومنها مناطق «الطويشة، واللعيت جار النبي، وأم كدادة وغيرها»، منوها بأن جوال الذرة التي تعد غذاء أغلب سكان تلك المناطق بلغ سعره 900 جنيه سوداني (ما يعادل نحو مائة دولار).

وكانت منظمات إنسانية عالمية ومحلية قد وصفت الأوضاع الإنسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بـ«المنهارة»، وقالت إن النازحين بالمنطقتين يأكلون من أوراق الأشجار. وتشهد مناطق واسعة بولاية جنوب كردفان ودارفور نقصا حادا في الغذاء ومياه الشرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *