الصحف المصرية: لقد ابتلى السودان الشقيق منذ زمن بعيد بمجموعة من المسئولين الذين لا يراعون الله في شعبهم

عصام العبيدي
في تصريح غريب لوزير الخارجية السودانى علي كرتى قال فيه إنه يرفض المنهج المصرى في تعامله مع أزمة سد النهضة ووصف كرتى رد الفعل المصرى علي السد الإثيوبى بالنهج التهريجى، جاء ذلك في تصريحات الوزير لفضائية الشروق السودانية وبعيداً عن لهجة الوزير السودانى والتي تفتقر اللياقة ولا أبسط قواعد الدبلوماسية فإن التهريج الصحيح هو موقف
السودان من سد النهضة الذي وصل إلي حد تشجيع السد والإشادة به كما حدث في تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير والذي اعتبر فيها أن سد النهضة يحمل الخير لكل دول حوض النيل!! رغم أن كل الدراسات حذرت من عاقبة هذا السد، خاصة في حالة انهياره لأن السودان ستكون أول من يدفع الثمن وستغرق تماماً أى ستقضى المياه المتدفقة علي البشر وكل أوجه الحياة في بلادهم.
إذن من يمارس التهريج يا سيد كرتى؟!
من يدافع عن حياة شعب ومصالح بلاده أم من يتهاون فيها ويضحي بها؟!
لقد ابتلى السودان الشقيق منذ زمن بعيد بمجموعة من المسئولين الذين لا يراعون الله في شعبهم حتي وصل الأمر بأحدهم بالسماح بدفن النفايات النووية في أرض بلاده رغم علمه بخطورتها علي المدي القصير والطويل.. كل ذلك نظير عدة ملايين من الدولارات دخلت حسابه في بنوك سويسرا.. إيماناً بالمبدأ الميكافيلى «الدولارات تبيح المحظورات».
ولعل قضية تصدير يهود الفلاشا لإسرائيل خير مثال علي موت الضمير العروبى لدي بعض المسئولين السودانيين حتي حولوا بلادهم لمعبر آمن لتصدير يهود الفلاشا للكيان الصهيونى.
ولعل تجار الدين في السودان الشقيق والذي تسببوا بتطبيقهم الخاطئ للشريعة في زهق وتطفيش أشقائهم في الجنوب حتي لم يجدوا أمامهم مفراً من الانفصال عن الوطن الأم السودان الموحد ممن يبيع أشقاءه ويتسبب في إفقارهم حتي أصبح الانفصال أملاً لا يمكن علي الإطلاق أن يراعي مصالح أشقائه في مصر وحاجتهم للمياه.. فلا يهم مصر ولا حصتها في المياه ولتذهب روح العروبة للجحيم، وبالطبع الموقف السوداني من مصر وتخليه عن الوقوف بجوارها في قضيتها العادلة من سد النهضة لم يكن مفاجئاً لأحد خاصة في ظل المساندة اللامحدودة التي يمارسها النظام السودانى لعصابة الإخوان التي ابتليت بهم مصر كوباء الكوليرا.
يا سيد كرتي مصر لا تهرج.. مصر وحكومتها ونظامها السياسي ومن ورائهم الشعب يدركون أن قضية سد النهضة هي قضية حياة أو موت للمصريين ولا تفريط في حقها التاريخي من مياه النيل.
مصر يا سيد كرتي تحكم من قبل مسئولين يراعون الله في شعبهم ولا يبيعونه بأبخس الأثمان.
إنما من يهرج هو من يتجاهل مصالح شعبه.. هو من لا يدرك خطورة هذا السد علي مواطنيه وسلامة بلاده.. من يهرج هو من يضع نفسه في سلة واحدة مع أعداء أمته ويتحالف ضد شعبه نظير ما يدفع تحت الترابيزة أو فوقها.
رد الفعل المصرى يا مولانا هو رد الفعل الطبيعى من أي مسئول وطنى يراعي مصالح شعبه ويستند للعلم ويستعين بالعلماء لإدراك خطورة هذا السد الذي بني دون دراسة أو دون اتباع لأي قواعد علمية حتي أن الهيئات الدولية أقرت بخطورة إنشاء هذا السد الخطير في هذه المنطقة التي تكثر فيها الزلازل، وفي ظل ثقل الخزان المائى الذي سيتجاوز الـ77 مليار متر مكعب.. فلماذا تستكثر علينا يا أخى غضبتنا علي السد المشئوم!!
أتمني أن يفيق مسئولو السودان ويراعوا الله في شعبهم وأن يدركوا أن مصالح الشعوب هي الأولي بالرعاية وأن الشعب المصرى كان وسيظل للأبد عاشقاً لشعب السودان وشقيقاً له.
الوفد
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *