الصحاافة الانقاذية .. والأزمة الاخلاقية – الحلقة الثانية > > خضرعطا المنان

  > عند الحديث عن الصحافة في السودان لابد من التوقف عند ظاهرة غريبة ومدهشة حد الامتعاض والقرف ألا وهي  هذا  الارتباط العضوي المشين ما بين العاملين  في هذا الحقل وجهاز الأمن .. ذلك الارتباط الذي يتمثل في اجتماعات مشتركة وتواصل ولقاءات في مختلف المناسبات مما يقضي على أي حديث عن خلافات أو اختلافات  جوهرية بين  الجانبين وما يبديه بعض  الصحافيين الانقاذيين في مجملهم من تململ وسخط من تصرفات ذلك الجهاز بحقهم وحق صحفهم التعيسة التي هي في أغلبها بوق للنظام ومساحيق لتجميل وجهه القبيح وان تظاهر بعضها بأنه يخوض  معركة اصلاح وتوجه وارشاد لهذا الوزير أو ذلك  المرفق مما يجعل الصحافة السودانية مجرد سيرك بلهواني  لما  يجري على الساحة السياسية يعجز الواحد منا في أتونه عن التمييز بين ما هو خطأ وما  صواب والتفريق بين ماهو حق وما  باطل بصورة أضحت مصدر تندر بين الناس الذين كفر معظمهم بما  يكتب في هذه  الصحف التي  اختلط  فيها الحابل بالنابل وأضحى فيها ( شفع ) ليسوا رؤساء تحرير فحسب وانما ملاك صحف وأصحاب امبراطوريات صحفية يحتفي أهل الانقاذ بأعياد ميلادها ويقيمون لها الولائم بصحبة جلاوزة الأمن ومضطهدي شعبنا ومغتصبي حرائرنا الناشاطات .. فأي رسالة يمكن ان تؤديها  مثل هكذا صحافة  يا ترى ؟. > > وعلى ذكر الهيمنة الانقاذية الفاضحة على الصحافة فان أبرزتجليات تلك الهيمنة أيضا  أن الأمين العام لما يسمى بـ (المجلس الأعلى للصحافة ) هو نفسه  الناطق الرسمي باسم  وزارة الخارجية (!!!) كما أن رئيس هذا المجلس/ الديكوري / الأخطبوطي هو رجل صاحب تاريخ اعلامي عريق ولكنه – وبقدرة قادر – لوث ذلك التاريخ  بيديه واصبح واحدا من المحسوبين على هؤلاء الاسلامويين الانقلابيين وأحد المجتهدين في السعي لتجميل وجههم القبيح وان تظاهربخلاف ذلك .. ولا أدري ان كان رجلا بحجم ( استاذنا  الفاضل على شمو) بحاجة لأن  يكون في هكذا موقف وهو في هذه المحطة من محطات عمره المديد باذان الله وقد وكنا – نحن معشر الاعلاميين – نعده أحد اهراماتنا التي نعتز بعطائها في هذا  الحقل الشائك ونفاخر ونحن من أبنائه  المستظلين بظله منذ أن  كنا طلابا وهو يشنف آذاننا بصوته المميز وآدائه الراقي .. وقد اتسعت دائرة افتخارنا به حينما هاجرنا  لدولة الامارات  للعمل في صحافتها  ووجدنا  أهل تلك الدولة المضيافة وهم يتحدثون عنه بزهو وطيب ذكر وكأنه نبي الاعلام الذي أكرمهم  المولى عز وجل به .  > > لقد أشرت في الحلقة الماضية الى أن حقيقة ماتعانيه الصحافة في ( سودان الانقاذ) هو تجسيد حي لأزمة أخلاقية متداخلة وليست  أزمة ورق أو اعلانات أو ناشرين أو ماشابه كما يدعي  > >  أهل الحكم الذي يهتز الكرسي تحت أقدامهم هذه  الأيام بفعل ثورة شبابية وطلابية شكلت نقطة تحول في صمت ران طويلا على الساحة وخنوع مخز لـ ( قادة ديناصورات)  ظن البعض انهم سيكونون  يوما مصدر الخلاص في دولة أصبحت اليوم ( دولة الخلاص الفردي !!) الى أن جاء الصوت المدوي الرافض لكل تلك المظاهر من هؤلاء الشباب الذين نراهم عليهم  كثيرا ونعتبرهم ماكينة المستقبل القادم وصناعه بعد أن خرجوا للشارع وحدهم في مواجهة  (رباطة الانقاذ) و(شببيحته الأشاوس)  ممن  جاءؤوا من قاع المجتمع السوداني . > > أنه مشهد/ سريالي/ مضحك/ مبك تجري فصوله منذ سنوات على مسرح الحياة في  السودان . > > وللحديث بقية .. مع التحية لكل رافضي ذلك الواقع المرير في وطننا  المنكوب ..  والتقدير لكل من قذف بحجر في وجه مطارديه من (رجال الأمن)  و(الدفاع  الشعبي)  و(كتائب  المجاهدين) و(عزة السودان)  أينما كانوا و حيثما كانوا .. والانحناءة والتجلة لكل قابع  أو قابعة في معتقلات نظام هو الآن في طريقه نحو السقوط و(لاهاي) هي الأخرى تستعد لاستقبال رأسه (المشير الهارب من العدالة) قريبا باذن الله تعالى . >

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *