أقتلوه..!!

محجوب حسين
أن تقوم بإزهاق روح بشرية ، أي قتلها هي جريمة وفق كل القوانين الوضعية و كذا الشرائع السماوية ، و كما يقع التجريم علي الفعل الإجرامي يقع أيضا علي التحريض علي إرتكاب هذه الجريمة و بالتالي جريمه القتل أو التحريض يعتبر عملا شنيعا و مرفوضا من الناحية الإنسانية و الإجتماعية ، كما هو مجرم من كل النواحي و بشكل قار و هنا تتساوي البشرية في تقدير هذا المخلوق الإنساني و عدم المس بحياته و إستمرارية بقاءه. مع التأكيد علي أن هناك أفعال إجرامية يعاقب عليها القانون بالإعدام متي ما توافرت شروطها و أركانها المادية و المعنوية و علاقتها السببية، فيما هناك دول تحرم هذه العقوبة بإعتبارها ضد حقوق الإنسان و تصادر حقه في البقاء….. عموما تبقي جريمة القتل أو التحريض عليها فعلا و سلوكا و ثقافة – إن وجدت- أمرا مرفوضا – مع التشديد – بالنسبة إلينا و لأخرين كثر كما نعتقد لأنه عملا يتنافي و الفطرة الإنسانية و الشرائع السماوية و بالتالي نثمن علي الدول التي ألغت عقوبة الإعدام من قواميسها القانونية الجنائية، فيما الظاهرة الإرهابية التي تبيح قتل الإنسان الآمن ، لهو موضوع يؤرق مضجع البشرية ، فضلا عن كونها شوهت الحياة الإنسانية بشكل غريب لتحقيق مصالح جماعات لا تعرف إلا الدم و القتل لغة و معرفة و ثقافة .
ما أشرت إليه ذي صلة بتفاصيل ذات مساء كنت أتركع عصرا في مسجد يئمه نفر كبير بأحد أسواق لندن المشهورة ، فإذا بي و أنا خارجا ألتقي مغربي صدفة ، هذا الشاب الخمسيني أعرفه معرفة غير جادة و أحبب المؤانسة إليه عندما ألتقيه في فترات متقطعة تصل إلي السنوات رغم أنني لا أعرف إسمه . أذكر و في خضم تفاصيل هذه اللقيا ذات السنوات و في لا مبالاة مقصودة مني لإجترار ذكريات ماضية و مخزونة في ذاكرة الصمت الطويلة و فيها الشيء الكثير من المضحكات مع تفاصيل اليوم في وطنه ، بادرني و ببساطته المعهودة أيضا في فهم و تحليل و حسم الأوضاع السياسية المقلقة بسؤال قائلا فيه ” ماذا يفعل بكم الرئيس السوداني و الذي قال إنه يمتلك مجاهدين- لتفجير السودانيين – حسب وصفه” و أردف قائلا كلهم هكذا !! عليكم أن تنحوه ، أي عليكم العمل علي تنحيته، فقلت له كيف ننحيه يا صاحبي و ملكه سماويا ، ضحك و قال لي بجرة قلم واحدة أقتلوه ، حيدوه – أي تنحيته !! و إستدرك قائلا ماذا فعل البشير؟! قلت له ، إجابة هذا السؤال يحتاج لكتب و مجلدات مثل كتب الأساطير يشارك فيها كل الشعب السوداني ، فحسمت الأمر ، و أجبته بالقول ، إنه لم يفعل شيئا فقط سرق السودانيين !!
فقال حاسما ” إن لم تقتلوه فسوف يقتلكم جميعا و اللصوص كلهم يقتلوا و يُقتلوا في النهاية ، فعليكم بالتنفيذ و أفتحوا خزائنه – و أعتقد أنه يقصد أمواله – فيما فهمت أنا أنه يعني حل للغز السوداني بشكل نهائي لفتح الأبواب لحوار السودانيين و تأسيس سودانهم الذي تم إعتقاله – لأقول له ، أننا لا نقتل أحد ، بل نحاكم و نعاقب كل من إرتكب جرما في حق شعبنا و هذا ليس خوفا أو أن شعبنا لا يعرف القتل و لكن لم يكن جزءا من ثقافتنا و قيمنا و تاريخنا، إننا ندير صراعا شريفا و لو أنهم غير ذلك ، فإستغرب الرجل و صمت لبرهة ، ليباغتني مرة ثانية ، قائلا ” إذن ، دبروا حالكم و أضعوا له السم و إرتاحوا” ضحكت و قلت له يبدو أنك متأثرا بشريط الجزيرة حول تسميم أبوعمار” و مصمما علي حلك للأزمة السودانية . تركته و ذهبت في أمري لأن الرجل حله نهائي و قاطع تجاه حل الأزمة السودانية قتلا مباشرا أو وضع سم قاتل… إنها النهاية للبداية كما يتصور !!
ما يستدعي من خلال هذا الحوار الشفاهي و الحكم الحاسم و القاسي الذي تبرع به هذا المغربي هو قلق هذه الشعوب الصامتة من مستقبل أوطانها و وصولها إلي نقطة الصفر و لا تري لتحقيق تطلعاتها و طموحاتها غير تبني ثقافة ليست محمودة بل مرفوضة قطعا في الصراع و إدارته و حسمه ، أداة و ثقافة و فعلا ، و يبدو أن يأس شعوب المنطقة في التخلص من دكتاتورياتها تجعلها أن تقوم بفعل أي شي للخلاص و الشأن السوداني و عقدته المركزية ليس بعيدا عن تفاصيل إحباط صديقنا و يأسه و حكمه أيضا …. فبخ .. بخ لدكتاتوريات تجعل في تفكير البسيط منا أن يكون منحرفا في فعله و تفكيره و في هذه الحالة مقترحاته للغير !
في الأخير أعلن رفضي للمقترح .
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *