الراحل / استاذ عبدالرحيم محمد احمد شعلة فكرية .. ثقافية في مدينة الابيض :

aboubaker algadiاستاذ / عبدالرحيم محمد احمد المعلم .. المدير .. الموجه التربوي .. صاحب الحضور الواسع في مدينة الابيض :

افتقد المجتمع الجمهوري هذه الايام ، الشيخ العالم / العابد / الورع / استاذ / عبدالرحيم محمد ، الرجل العلم في مدينة الابيض ، فقد افني الراحل شيخ عبد الرحيم شبابه في هذه المدينة ، معلما بالمدارس الابتدائية ، و مديرا ، و موجها تربويا ، لذلك من الناحية التربوية فهو معلوم لكافة اهالي الابيض ، و مشهود له بحسن الخلق ، و العلم و الورع و التقوي ، فهو رجل له حضور قوي في مدينة الابيض ، مواصل لاهل الابيض في منازلهم في الافراح و الاتراح ، فهو قيادي جمهوري ورجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة ، لذلك احبه اهل الابيض وشمال كردفان و بادلهم الحب . رحم الله استاذ / عبدالرحيم محمد احمد الذي عاش في مربيا في مدينة الابيض ، لطيفا و ديعا ، باسما ، متواضعا ، خلوقا ، حتي وصل سن التقاعد . وبعد توقف الحركة الجمهورية بعد ( التنفيذ ) اكرمه الله بمجاورة رموز الفكرة / سعيد و جلال /الذين اداروا الحركة الجمهورية بعد استشهاد الاستاذ .

شيخ عبد الرحيم محمد احمد الجمهوري الداعية / الناشط في مدينة الابيض :-

سجلت الفكرة الجمهورية ، و استاذها / الشهيد محمود محمد طه / حضورا مكثفا

في الشارع السوداني خلال الفترة منذ ثورة اكتوبر ١٩٦٤ حتي يناير ١٩٨٥، ، حيث تفرغ الاستاذ محمود للدعوة للفكرة الجمهورية ، و انشأ مراكز للدعوة ( بيوت الاخوان ) في مدني ، بورتسودان ، عطبرة ، كوستي ، كسلا القضارف ، و الابيض .. الخ . شيخ عبدالرحيم محمد احمد كان شيخ الاخوان الجمهوريين في مدينة الابيض ، و المفوض من الاستاذ محمود لتسليك و ترشيد الاخوان الجمهوريين و الاخوات في الابيض ، و المسؤول الاول عن امر توصيل الدعوة الجمهورية للجمهور في مدينة الابيض ، و كردفان عموما .

بحكم عمله كمسؤول الحركة الجمهورية ، و الدعوة ، سجل الشيخ عبدالرحيم محمد حضورا دائما في مدينة الابيض في جميع الساحات الفكرية و الثقافية ، يشارك في جميع المحاضرات العامة و الندوات الفكرية و الثقافية ، و يعرفه اهل الابيض جميعا من خلال ( حملة الكتاب ) ، و هي الحركة الميدانية التي يقوم فيها الجمهوريون و الجمهوريات بعرض كتب الاستاذ محمود محمد طه و كتب الاخوان الجمهوريين علي جمهور المدينة ، في المكاتب الحكومية بالنهار ، و في الاسواق و المقاهى في النهار ايضا و في الامسيات . و مع حملة الكتاب تجري المناقشات حول الفكرة الجمهورية.

اذا كان لاي راصد ان يؤرخ لتاريخ الفكر و الثقافة في مدينة الابيض ، فلا يملك الا ان يعطي مساحة ضخمة للفكرة الجمهورية التي كان يتولي قيادتها في مدينة الابيض شيخ عبدالرحيم محمد احمد ، و رفاقه من الاساتذه الاجلاء .. اساذ الامين احمد نور ، استاذ محمد علي ، و استاذ فتح الرحمن .. الخ ، من اهالي الابيض الدائمين و منهم د ياسر الشريف المليح ، و يضاف اليهم ايضا : الاساتذة الجمهوريين بمدرسة خورطقت الثانوية ، استاذ النور محمد حمد ، استاذ خلف الله عبود ، و المرحوم/ استاذ بشير محمد علي ، ( و معذرة اذا نسيت البقية ) فقد درجت الفكرة الجمهورية علي تنظيم معارض الكتاب و التى تكون عادة مصحوبة بالندوات و المحاضرات ، و اركان النقاش ، و الانشاد الجمهوري المتميز بالكلمة و اللحن و الصوت .

لقد نجح شيخ / عبدالرحيم محمد ورفاقة في وضع بصماتهم علي الفكر و الثقافة في عروس الرمال / الابيض و كردفان عموما خلال الفترة من ثورة اكتوبر و حتي عام ١٩٨٥ ، تاريخ استشهاد الاستاذ محمود علي يد السفاح جعفر نميري في عهد لوثته ، فقد كان شيخ عبدالرحيم محمد احمد ( القطب الغربي ) للفكرة الجمهورية ، و قد عرف بين الجمهوريين باسم ( راجل الغرب ) ، و قد عرف بمكانته الخاصة لدي الشهيد محمود ، استمدها من حسن اتباعة لطريق محمد صلي الله عليه وسلم ، فقد كان مشهودا لشيخ عبدالرحيم ( بقيام الثلث الاخير من الليل ) ، كان عابدا ، زاهدا ، شاكرا لله ، باسما ، ينشر انفاسه المعطرة بسجادة ( التلت الاخير ) ، لقد احبه الله ، و حبب اليه الناس .

بعد ان انقضي امر الله علي الشهيد محمود ( بالتنفيذ ) ، اختار شيخ عبدالرحيم ان يقيم في مدينة ود مدني ، مجاورا للمشايخ سعيد الطيب الشايب ، و جلال الدين الهادي ، كبار تلاميذ الشهيد محمود ، و قد شكل شيخ عبدالرحيم محمد احمد اضافة حقيقية لمجتمع الاخوان الجمهوريين و الاخوات في مدينة ود مدني ، اول مدينة استقبلت الفكرة الجمهورية ، و اسست تواة المجتمع الجمهوري قبل المهدية الحارة الاولي ، فشيخ عبدالرحيم محمد احمد رجل مبارك اينما حل ، فقد اكرمه الله بحسن اتباع ، و تجسيد المنهاج النبوي بلسان الحال و المقال ، و حببه الله لكل من تعرف عليه ، تقبل الله تعالي شيخ عبدالرحيم محمد احمد ، و الحقه بالصالحين ، سعيد ، و جلال و الباقر الفضل .. و بقية الكوكبة ، و حسن اولئك رفيقا .
ابوبكر القاضي
كاردف ويلز
٢٩/ اغسطس / ٢٠١٦

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *